Site icon اسفير نيوز

الطاهر ساتي يكتب.. كراسي المرحلة..!!

:: ليس مهماً لون القط – أسوداً كان أو أبيض – طالما أنه يصطاد الفئران، أو هكذا أحد أمثال أهل الصين، وهم قوم يقدسون جوهر الأشياء، وليس مظهرها، كما نفعل.. ومنذ ليلة الثلاثاء هناك سجال غير حميد حول اجتماع المكون العسكري و المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، بمنزل السفير السعودي.. مكان الاجتماع ليس مهماً، فالمهم أنهم اجتمعوا، كما اجتمعت القوى السياسية الأخرى – بذات المكون – في فندق روتانا..!!

 

:: نعم، كان الأفضل للمجلس المركزي أن يكون جزءاً من المكونات السودانية التي اجتمعت طوعاً واختياراً بروتانا، ثم تطرح رؤيتها السياسية هناك للشعب و العالم بكل وضوح، و لكنهم فضلوا أن يُقاد وا إلى بيت السفير السعودي – بالإكراه ليلاً – بأمر السفراء والمبعوثين، كالزوجة العائدة إلى بيت الطاعة بالأمر القضائي.. فالنشطاء لم يتعلموا السياسة بعد، وبحيث يرون في الامتثال لتعليمات السفراء (عزة)، وفي المبادرات السودانية (مذلة)..!!

 

:: اجتمعوا مع المكون العسكري بعد نصف عام من ثلاث لاءات شهيرة (لا حوار، لا مشاركة، لا مساومة)، وهي الثاني -في الشهرة -بعد لاءات الخرطوم ذات الصلة بالعرب و إسرائيل (لا سلام، لا اعتراف، لا تفاوض).. وكما انهارت لاءات زعماء العرب بعد نصف قرن من إشهارها، انهارت أيضاً لاءات نشطاء السودان، ولكن بعد ستة أشهر من إشهارها.. و هذا أيضاً ليس مهماً، فالنشطاء لم يتعلموا بأن السياسة خالية من ( نعم و لا)، وأن هناك لغة دبلوماسية تضج بالبدائل ( حمالة أوجه)..!!

 

:: كل ما سبق ليس مهماً للقارئ الكريم، وأعتذر له على السرد، وما سردناه إلا ليكون درساً مهماً لنشطاء المرحلة، ربما يصبحوا ساسة و مسؤولين ورجال دولة في المستقبل .. و كما تعلمون (العافية درجات)، ولا حياء في العلم والتعلم، وبما أن هؤلاء لم يبادروا بأنفسهم، ثم رفضوا مبادرات الآخرين طوال الأشهر الستة الفائتة، ثم امتثلوا لأوامر السفراء، فهذا يعني أنهم لا يستحون من العلم والتعلم.. المهم، ما هو محتوى الاجتماع..؟؟

 

:: محتوى الاجتماع في البيانين الصادرين عن السفارتين السعودية والأمريكية، و ليس في بيان قوى الحرية و مؤتمرها الصحفي، فبيان هؤلاء و مؤتمرهم مجرد (سواقة بالخلاء)، مراد بها خداع أنفسهم ثم تخدير الغافلين.. أهم ما في بياني السفارتين، ما يلي بالنص : (نرحب بالترام الطرفين بالحوار مع أصحاب المصلحة الآخرين.. و الاجتماع ليس بديلاً عن آلية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد).. هذه الأسطر هي نتائج الاجتماع..!!

 

:: لتبقى الأسئلة التي إجابتها تشكل (كراسي المرحلة)، من هم أصحاب المصلحة الآخرين؟.. وبما أن بيت السفير ليس بديلاً للآلية الثلاثية، فما الأصل المراد به (حياكة المرحلة)؟، و ما الاستثناء المراد به ( الترقيع).؟.. فالإجابات واضحة.. أصحاب المصلحة الآخرين هم من اعترفت بهم الآلية في (روتانا).. وبما أن الآلية لا بديل لها، فإن بيت السفير محض شارع فرعي يؤدي إلى (روتانا).. و اللحاق بالآخرين في روتانا، قبل سيطرتهم على كل كراسي المرحلة، يستحق الهرولة – بالشارع الفرعي – ليلاً و الناس نيام ..!!

 

Exit mobile version