ياسر مجمود يكتب .. (شوكة حوت) وزارة ديلفري
تقدير الموقف فى الاستراتيجية العسكرية يعنى دراسة كاملة ومتكاملة لكل الأوضاع وهذه الدراسة تبدأ من أصغر الرتب وتنتهى عند أعلى رتبة بالمؤسسة لإتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب ويمكن القول أن القرار المتخذ فى لحظة تقدير الموقف يكون قرار حاسم وقاطع وفيه قدر كبير من التفكير الجمعى ولا يمكن التراجع عنه وهذا لا ينفى وجود عدد من الخطط مثل الخطة (أ ، ب ، ج) وهو ما يعرف بالخطط البديلة ولذلك لا تأتى هذه القرارات مستعجلة ولا تتخذ من شخص واحد فإنها قد تحتاج الى زمن لكنها فى خاتمة المطاف ستكون حاضرة بعد التقييم والتقويم والمراجعة. ما أود قوله أن عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية فى حالة دراسة وتقدير موقف منذ إعلان قرارات الخامس والعشرين من إكتوبر ٢٠٢١ والتى وعد الشعب السودانى فيها بتعيين رئيس للوزراء وتعيين حكومة كفاءات واستكمال هياكل السلطة والآن مضت قرابة التسع أشهر وكأن عبدالفتاح لم يعلن هذه القرارات وكل ما قام به هو تكليف وزراء وولاة أفندية يشغلون هذه الوظائف ويفكرون بصوت مسموع ماذا نقدم من خلال مواقعنا ونحن مكلفون تكليف لذلك ضعفت الثقة الإدارية فى دواخلهم وهم ينتظرون إنهاء تكليفهم تحت أى لحظة وفوق هذا وذاك يشهد السودان تراجعا إقتصاديا لا مثيل له فى ظل صراعات سياسية قد تعصف بأمن واستقرار السودان فى القريب العاجل بعد أن ضاقت أرض السودان بما رحبت بأهله وموارده وأصبح الشعب السودانى من أفقر شعوب الأرض فى دولة غنية بكل الموارد. فالمسؤولية التاريخية تقتضى أن يقوم عبدالفتاح البرهان بصفته قائد عام ورئيسا للمجلس السيادى أن لا ينتظر لحظة حريق السودان وأن لا ينتظر لحظة إندلاع الحرب الأهلية بالخرطوم وأن لا ينتظر أن تسيل دماء الشعب السودانى تحت أرجله وليعلم عبدالفتاح البرهان أن السودان ليست ورثة خاصة حتى يمارس هذا الهدؤ وطول البال وكل المؤشرات تؤكد إنهيار السودان بصورة لا تحتاج الى دليل وهل يريد عبدالفتاح البرهان أن يحكم بلد منهار بهذه الصورة لذلك لابد له من إنهاء فترة عملية تقدير الموقف ويقوم بتشكيل حكومة تسيير مهام وإعلان الفترة الزمنية لإجراء الإنتخابات حتى يتمكن الشعب من تفويض من يحكمه وبذلك يكون البرهان قد برأ ذمته أمام التاريخ وأمام الشعب وكلما مرت الأيام كلما فقد البرهان مساحات من التعاطف الشعبى وحتى من داخل المؤسسة العسكرية التى يقودها وقد تولد هذه السلحفائية تذمر وسط الضباط والجنود الذين يقودهم البرهان. وإن أراد البرهان أن يحكم السودان بهذه الصورة ويكرر السيناريو المصرى فإن عبدالفتاح السيسى إمتلك القوة والجراءة والشجاعة وإنقلب على نظام منتخب ونصب نفسه رئيسا وحاكما على مصر لكنه قام بتوفير كل متطلبات الحياة لشعبه وقدم له الخدمات وواصل مسيرة التنمية لكن عبدالفتاح البرهان أعلن قرارات الخامس والعشرين من إكتوبر ووقف فى منتصف الطريق (الدرب راح ليهو فى الموية) وهو يرى الشعب السودانى يتعذب فى كل مناحى الحياة وفوق هذا وذاك عجز عبدالفتاح البرهان فى أن يكون قائد عام للقوات المسلحة ورئيسا للمجلس السيادى حتى يقنع العالم بأنه رئيس جمهورية السودان لفترة إنتقالية أو أنه رئيس جمهورية السودان بوضع اليد مثل عبدالفتاح السيسى حتى يتم التعامل معه من قبل العالم الخارجي بالصورة المطلوبة والى متى سيظل حال السودان بهذه الصورة. نـــــــــــــص شـــــــوكــة
لن تستمر الأوضاع بالسودان هكذا فإما الإتفاق أو الحرب الأهلية والتى سيكون مسرحها الخرطوم ولن يكون عبدالفتاح البرهان حصان رهان المرحلة الحالية أو أن يكون هو الرجل المناسب لحكم السودان بهذه الصورة وعليه أن يبحث عن حلول تحفظ له ماء وجهه أمام الشعب قبل أن يحل محل عمر البشير فى كوبر.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
(البيلد المحن لابد يلولى صغارن) .