Site icon اسفير نيوز

ياسر الفادني يكتب.. إنتحار سياسي من كبري الحلفايا

 

التنوير الذي ألقاه البرهان لضباط القوات المسلحة وأوضح فيه أن لا عودة للمسلسل القديم الشراكة مع الحرية والتغيير الجناح المركزي بل شراكة مع المجتمع السياسي العريض ولامانع أن يكونوا جزءا منه عدا المؤتمر الوطني !! وأنا أستغرب في تكرار هذه الجملة دائما عند البرهان ، فهي تكرار ممل !! لأن المسألة معروفة و(هم ذاتم ) مابلحيل علي الشغلة دي !!

تصريح البرهان قطع الطريق علي أربعة طويلة واضاع عليهم ( الدرب) بعد أن إجتهدوا اجتهادا كبيرا في الحصول علي كيكة مشبعة بالزبدة سياسيا من المكون العسكري عبر السفارة السعودية وإطلاق الإشاعات التهديدية تارة من قبل الولايات المتحدة ضد المكون العسكري وتارة من بعض الدول الأوربية

كتلة الحرية والتغيير أعلنت أنها وضعت خطة لتكوين جبهة عريضة لإسقاط الحكم الانقلابي كما يرددون وفي نفسها تشكو من الإنقسام الذي ظل يظهر علي جسمها كل يوم ، (تمبور) وحركته أعلنوا انسلاخهم من الحرية والتغيير المركزي في يبان أصدره بالأمس ، اعفاء نبيل أديب من رئاسة اللجنة القانونية وتعيين بدلا عنه وجدي صالح ، خطة الجبهة العريضة لإسقاط الانقلاب كما يدعون هي تدبير اليائس ومحاربة الطواحين الهوائية و(حشاش بدقنو) كما يقول المثل !

لا أعتقد أن الحرية والتغيير الجناح المركزي سوف تنجح خطتها هذه للأسباب الآتية : أولا لا يوجد قبول كبير لها في الشارع فتصرفات قياداتها الرعناء وفشلهم تسبب في خلق مسافة كبيرة بينهم وبين الشارع ، ثانيا لجان المقاومة التي كانوا يعتمدون عليها تشظت وانقلب معظمها عليهم والشاهد علي ذلك طرد كثير من قياداتهم من فعاليات مختلفة بهتافات ضدهم داوية ، ثالثا الدول الخارجية أيقنت تماما أن هؤلاء لا يمثلون السواد الأعظم للشعب السوداني كما غشوهم من قبل، رابعا الانقسام والصراعات فيما بينهم التي كل يوم تزداد ، خامسا الافتقاد لقيادة سياسية واحدة متفق عليها فنحن لا نعرف من يدير دفة الحرية والتغيير هل هو برمة أم عرمان أم سلك ؟

الحرية والتغيير سياسيا أعتقد أنها ضيعت فرصة عظيمة للحكم لكن لم تستغلها الاستغلال الأمثل ، نعم وجدت في البدء قبولا شعبيا كبيرا لكن لم تحافظ عليه بالتخبط السياسي الذي اتبعته واختيار الغير مناسب في التشكيلة التنفيذية ، ما أصابهم من نهم في حب السلطة واللهث خلفها وحبهم الجم للمال أفسد بطيخة حكمهم ، الحرية والتغيير لهما خياران لا ثالث لهما إما تقديم تنازلات ويلحقوا بمن غيرهم ليكونوا جزءا من الشراكة العامة القادمة أو يواصلون في لاءاتهم الثلاثة والسير في اتجاه الانتحار السياسي بالسقوط من اعلي كبري الحلفايا في ( شيمة) الإغراق السياسي وأظنهم سوف يذهبون في هذا الطريق وصولا إلي نقطة التلاشي .

Exit mobile version