Site icon اسفير نيوز

أسامه عبدالماجد يكتب.. مابعد (كافوري) و(روتانا

أسامة-عبد-الماجد

الكاتب الصحفي أسامة عبدا لماجد

¤ حالة من الضبابية تسيطر على المسرح السياسي .. توقف الحوار الوطني الذي انطلق في نسخته الفنية بتسهيل من الآلية الثلاثية بفندق السلام روتانا .. ولقاء مفاجئ جمع قحت مع المنظومة العسكرية بمنزل سفير خادم الحرمين الشريفين بالسودان ، بضاحية كافوري.

¤ لنحاول قراءة موقف كلا من الاطراف الخمسة.. وهم المنظومة العسكرية .. قحت الميثاق، قحت المركزي ، الجبهة الثورية وبقية المكونات عدا المؤتمر الوطني.

■ المنظومة العسكرية■

¤ هم في أفضل احوالهم منذ ذهاب الانقاذ .. تجاوزوا عقبة الحصار الدولي الذي كاد ان يتعرضوا له بسبب الاجراءات االشهيرة التي اتخذوها في (25 اكتوبر).. خلقوا علاقات خارجية تتراوح بين ممتازة وجيدة .. خاصة على الصعيدين الخليجي ودول الجوار.. اسسوا علاقة خاصة مع اسرائيل قربتهم من واشنطن.

¤ على الصعيد الداخلي ، انحسرت التظاهرات المنددة بسيطرتهم .. كما تخلت قحت المركزي عن (لاءات تلاث) كذوبة ..كانت ولا تزال عصية التنفيذ وهي ازاحة الجيش عن المشهد السياسي نهائيا.

¤ ضرب العسكريين عصفورين بحجر واحد بحل

اللجنة سيئة السمعة (ازالة التمكين).. كسروا بذلك ظهر قحت وكسبوا تاييد شريحة واسعة من الشعب السوداني .. ممن تعرضوا لظلم اللجنة اما بالفصل .. او اغلاق ومصادرة موسسات وشركات كانت مصدر رزق لآلاف السودانيين .. لكن يؤخذ عليهم ، ضعف الوضع الامني وغياب بصمتهم في الشان الاقتصادى المأزوم.. ترددهم في اتخاذ القرارات ..عدم تنسيق الدعم السريع معهم بالشكل المطلوب.

■ (قحت المركزي)■

¤اضطرت او ارغمت – سيان – للتفاوض مع العسكريين .. لكنها عادت لممارسة رذيلة التضليل .. اعلنت عن ما اسمته (انهاء الانقلاب) ومعلوم ان الاوضاع لن تعود لما قبل (اكتوبر البرهان).. ثم ان قحت فقدت تاييد الشارع لها وبشكل كبير .. لثلاث اسباب ، تقديمها اسوأ تجربة حكم بواسطة وزراء ضعفاء ورئيس وزراء مرتبك ، معاداتها للجيش وفشلها في الاتفاق على قيادة لها.

¤ ارادت قحت من العودة للتفاوض إسقاط التهم الجنائية عن قياداتها وفي ذلك اهدار للحق العام والخاص.. وتمني نفسها بالحصول على نسبة مقدرة من السلطة.. ولن يتحقق لها ذلك .. لثلاث اسباب اكتشفت المنظومة العسكرية حجمها الحقيقي والغت الوثيقة الدستورية التي منحتها ما لم تحلم به.. ظهور شركاء جدد (قحت الميثاق).. الدخول المتوقع لقوى تقاسمت السلطة مع الاسلاميين امثال د. سيسي وموسى محمد احمد ومسار .. وهؤلاء بمثابة حبل لفه حمدوك في عنق قحت (في مبادرته الاخيرة اقترح اشراك الجميع عدا الوطني) .. وهو مقترح يتطابق مع رؤية القوات المسلحة والآلية الثلاثية.. المطلوب من قحت ان ترضح للأتي .. تشكيل حكومة غير حزبية ، استحالة اصلاح المنظومة العسكرية عبر آلية مدنية ، استحالة اقصاء الاخرين وتكرار مجازر الفصل التعسفي.

■ قحت الميثاق ■

¤ اثبتت وجودها منذ قرارات البرهان في اكتوبر .. وناصرت العسكريين مما قوى من موقفها سياسيآ.. اصبح لها وجود فاعل وقدمت نجوما مثل مبارك اردول عسكوري والتوم هجو (اتفقنا او اختلفنا معهم) .. بنقصها التنسيق مع قوى سياسية صاحبة خبرة .. يقلقها اي تقارب للجيش مع (قحت المركزي).. تتميز عن قحت الاخيرة بوجودها في الولايات.. وتاسيسها لهيكل هرمي.

■ الجبهة الثورية ■

¤ تعاني من حالة تشظي مستترة .. قد تنفجر ، مناوي خارج الجبهة .. العدل والمساواة ورئيسها جبريل انصرفوا (للبزنس) اكثر من السياسة .. منقسمة بين المنظومة العسكرية وقحت المركزي .. فشلت في انزال اتفاقات المسارات على ارض الواقع خاصة الشرق .. والذي يعد افضل من اتفاق دارفور حيث حقق مكاسبآ لمواطني الاقليم اكثر من المكاسب الشخصية للقيادات.

¤ لكن للجبهة ايجابيات عديدة .. قدمت عناصرها الدستورية تجربة افضل من قحت .. لها اجتهادات مقدرة ومبادرات ممتازة لقائدها د. الهادي ادريس .. خلقت توازن بكبح جماح قحت المركزي .. حققت استقرار نسبي في دارفور .. واستقرار كبير جدا في النيل الازرق يعود لحكمة وخبرة القائد مالك عقار ويقينه باهمية التنسيق مع الجيش لا استعدائه .. قدمت قيادات شابة لها مستقبل كبير مثل خالد شاويش والوزير حافظ ابراهيم ومحمد زكريا.

■ القوى الوطنية ■

¤ بين صفوفها قيادات ذات ثقل سياسي كبير وترتكز على تجربة ضخمة سابقة للانقاذ .. لم تطال قياداتها اي اتهامات فساد .. وهي شاركت الانقاذ الحكم.

¤ ستحدث موازنة في الساحة – ان لم تكن مفاجأة – خاصة حال قيام البرلمان .. لكن ستنتهي ان لم تقدم مبادرات جديدة او لم تغير طرائق عملها.

¤ ومهما يكن من امر قد يسال البعض ، اين لجان المقاومة .. هي تفتقد للرشد السياسي .. ولا تزال في طور المراهقة .. لم تجدد ادواتها (تعتمد على التتريس بتعطيل معاش الناس وتكسير اعمدة الانارة واشارات المرور وقلع الانترلوك في الطرقات).. ومؤخرا اعتمدت اسلوب المواجهة شبة المسلحة بحصب منسوبي الشرطة بالحجارة والمواد الحارقة المتفجرة

¤ لم تتجاوز في خطابها محطة العنف اللفظي لمخالفيها الراي وكذلك الترهيب كحادثة طرد قيادات من المسيرات (ابراهيم الشيخ .عرمان. خالد عمر).. كما انها متهمة بالوقوف وراء الكتابات – بعضها عنصري – في الشوارع واطلاق هتافات بغيضة خاصة تجاة عضوي السيادي حميدتي وكباشي ولاحقا القيادي اردول.. وطالت بعضها اتهامات الائتمار بامر احزاب في مقدمتها الشيوعي.. انحصرت في احياء بعينها في العاصمة وغائبة بشكل كبير في الولايات.

Exit mobile version