¤ صدقت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية وهي تقول إن الحوار السوداني للخروج من الأزمة السياسة في البلاد معرض للخطر.. بسبب ما وصفته بالخط الصلب للائتلاف المدني.. لعل الصحيفة ذهبت لذلك الراي بعد ايفاء المنظومة العسكرية لأهم المطلوبات (تهيئة اجواء الحوار بلقاء قحت ،اطلاق سراح المعتقلين ورفع حالة الطوارئ).
¤ بالمقابل يقفز سؤال حري بنا توجيهه الى المكون المدني .. ماذا فعلتم لأجل كسر الجمود .. وتحريك عجلة التوافق الوطني لتصل البلاد لاستقرار اقتصادي وسياسي ولو نسبيا ؟؟.. نجيب انابة عنهم ،(لا شئ).
¤ لم يتخلوا عن المماحكات السياسية .. تشظي بائن فيما بينهم .. معركة في غير معترك مع المنظومة العسكرية .. ابتدعوا مصطلحا غريبا (انهاء الانقلاب) .. ولا ادري هل هو ذات مشروع (اللاءات الثلاث) .. لا تفاوض لا شرعية لا مشاركة مع العسكريين.
¤ أم يقصدون تراجع القائد العام للقوات المسلحة.. عن قراراته في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ؟؟ .. وبكل حال لن يكون بمقدور الفريق أول عبد الفتاح البرهان اعادة عقارب الساعة الى الوراء .. ولو قرر فعل ذلك لوجد نفسه – في احسن الظروف – جنبا الى جنب مع قادة الانقاذ في سجن كوبر.. لأن مشروع قحت هو خلخلة المنظومة العسكرية وكسر انيابها.
¤ مصطلح (انهاء الانقلاب) دعاية سياسية رخيصة من قحت .. بعد ان انكشفت حقيقتها وجردتها قرارات البرهان من ملابسها .. وما عاد لها وزن في الشارع .. ولن تحصل على الحصة التي نالتها عند توقيع وثيقة الشؤم في اغسطس 2019 .. والتي نالتها في غفلة من الزمان.
¤ ليس هناك من مشروع اسمه (انهاء الانقلاب) .. هي مساع من قحت لتخدير الشباب وتهدئته .. ليعودوا لتقاسم السلطة مرة اخرى مع العسكريين .. ولن يبتعد العسكريين من المشهد السياسي في ظل تخبط الاحزاب التي تعمل لمصلحتها لا لأجل الوطن.. وفي تمدد التدخل الاجنبي الكثيف في شؤون بلادنا.
¤ تغيرت المعادلة .. حتى المبعوث الاممي فولكر بيرتس الذي جاء به حمدوك ليحتموا به .. عرف حقيقتهم .. وادرك وزن كل القوى السياسية وفي مقدمتها قحت .. والمجتمع الدولي ادرك ذلك .. ولذلك صرخ الحزب الشيوعي واعتبر ان المجتمع الدولي يمارس ضغطآ تجاه بعض القوى السياسية، .. لا سيَّما التي ليست مع اللاءات الثلاثة، ويعيق مسار الثورة ويعمل ضد تحقيق أهدافها.. وقال ان دولاً لديها أجندة تتقاطع مع الثورة السودانية.
¤ لكن لن يسمع احداً للشيوعيين .. اصحاب التجندة المشبوهة .. وقد تبنى فولكر عملية تسهيل الحوار بين السودلنيين .. بمعني انتهاء عمليات الاقصاء التي كانت تنتهجها قحت.. مع العلم ان فولكر نفسه مارس الاقصاء بابعاد المؤتمر الوطني.
¤ لكن يحفظ له توسيع الدائرة باطراف سياسية اقصتها قحت .. بذريعة العمل مع الانقاذ.. بينما جل قادة قحت والحركات المسلحة نالوا من خير الانقاذ .. اما بالمشاركة في الجهاز التنقيذي او التشريعي .. او نالوا مساحات واسعة للغاية في التجارة وسوق المال والاعمال.
¤ تراهن قحت على الشارع – الذي تمرد عليها – ليحملها الى السلطة .. وهو رهان خاسر بعد ان تخلى الشارع عنها واصاب مشروعها الاقصائي البوار.. واصبح الشارع نفسة مسرحآ للعبث السياسي .. وتحسر الناس على ذهاب الانقاذ.
¤ ومهما يكن من امر ما من سبيل للاستقرار الا بالتوافق الوطني الشامل .. والذهاب الى صناديق الاقتراع.