بابكر يحي يكتب.. الحرب على وعي العقل السوداني..!!
*إن كثيراً منهم لا يريدون معرفة الحقيقة ، (لمجرد المعرفة) كثير منهم يريد أن يعيش على الوهم ؛ كثير منهم يريد أن يتبع الهوى ليحافظ على الطاقة الضلالية المتمركزة داخل ذاته ؛ كثير منهم يريد أن تصدق التوقعات والظنون التي تم حشوها في ذهنه – وفي سبيل ذلك يفعل المستحيل ويتعلق بالسراب ، السراب الذي يشعره بأنه يعيش على يقين رغم أن قناعاته تؤكد له إنه ينتظر يقينا زائفا ومع ذلك يفضل هؤلاء حياة الوهم..!!*
*ليس هناك (سكرة) تستمر لأكثر من ثلاثة أعوام ؛ ليس هناك (هياج) يستمر إلى ما لا نهاية ؛ ليس هناك (حالة صخب وضجر) تستمر لسنوات.. فللجهل اوقات وللحلم أوقات.. ولا يمكن أن تكون أوقاتهم دوما للجهل أقرب .. ولا يمكن لهذه الأمة أن تعيش بهذه الطريقة العشوائية ؛ لا بد للحقيقة أن تبرز ؛ ولا بد من أن تتسلل (جرعة وعي) (خلسة) لتداهم هذه (الفواخير) ، لا بد من همس يتردد على آذانهم ليذكر بأن كل معلومة تحتاج إلى شيئ من المصداقية ؛ لا بد أن يعرف الناس أن كل معلومة تحتاج إلى (سند بياني) يؤكد صحتها ؛ لابد أن يعي الناس أن كل حديث ينبغي أن يخضع لعامل المسؤولية والأمانة والأخلاق ، وإن خلا من ذلك ينبغي أن يعامل معاملة الهراء والعدمية مهما كان قائله..!!*
*لا يمكن لهذه الأمة أن تستسلم للحرب التي اندلعت منذ اواخر العام ٢٠١٨ على عقول ابنائها؛ حيث تم استهداف هذه العقول ( بترسانة ضلال) مدمرة. أنتجها الأجنبي بعد أن درس ما يعرف ب (سايكولوجية الجماهير) فأصابوا بذلك أصحاب المناعة الدينية الضعيفة ، وأصحاب المناعة الاخلاقية المنتهية في مقتل ؛ وحولوهم لادوات مدمرة لهذا الوطن؛ أشبعوهم بالكراهية وجعلوهم يفعلون المستحيل من اجل إحراق هذه البلاد وتشتيت مجتمعها وتفكيك بنيتها الدينية والاجتماعية والاخلاقية وأصبح لا كبير يرتجى ولا وازع ديني يخشاه الناس ؛ وانحصر الملمح الديني فقط في من يسقط ففي هذه الحالة يطلق عليه مصطلح الدين (شهيد) رغم انهم يرفضون وجود الدين في الحياة العامة ورغم ان فكرتهم قائمة ضد ما يسمونه التجارة الدين، والتجارة بالدين تعني استدرار عاطفة الناس ومن ذلك الاستدرار هو مصطلح (شهداء )- هكذا هم وهكذا هي احكامهم ..!!*
صفوة القول
*لا يمكن لهذه الأمة ان تتجاوز اليقين وتتبع الظنون ؛ لا بمكن لهذه الأمة أن تتبع الغفلة بعد أن تبين لهم الهدى.. المعركة معركة وعي، والوعي الذي نريده أن يتعرف الناس على صحة او عدم ما يعرفون من أخبار، أن يتعرف الناس على حقيقة الأشياء حتى وإن لم يتعاملوا بهذه الحقائق فالمعرفة الكنز – هل عرف السودانيون لماذا يسجن مولانا أحمد محمد هارون؟ هل عرف الناس ما حقيقة علاقته بمشكلات دارفور؟ هل عرف الناس لماذا لم يفتح هذا الملف إلى العلن ويعرف الجميع الحقيقة المجردة؟ هل عرف الناس ما حقيقة أقوال الحرية والتغيير؟ لماذا يحبون الكذب ويشجعون المضلين بعد أن تبين لهم ذلك، أقول وأعني ما اقول والله المستعان.*