اسفير نيوز __ وكالات
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، مستنداً إلى تقارير استخباراتية، إن إيران تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى مئات عدة من الطائرات المسيّرة، بما في ذلك طائرات يمكن تزويدها بأسلحة، مضيفاً أن هذه المعلومات «تشير أيضاً إلى أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام هذه الطائرات المسيرة، وأولى الدورات التدريبية كان مفترضاً أن تبدأ في مستهل شهر يوليو (تموز) الماضي»، فيما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية التعليق بالإيجاب أو النفي على سؤال حول تصريح سوليفان. ونقلت وكالة «مهر»، شبه الرسمية، للأنباء، عن ناصر كنعاني قوله إن «التعاون بين إيران وروسيا في بعض مجالات التكنولوجيا الحديثة يعود إلى ما قبل الحرب في أوكرانيا».
وأضافت نقلاً عنه: «لم يحدث تطور معين في هذا الصدد في الآونة الأخيرة». وسبق للقوات الإيرانية أن اختبرت أنواعاً مختلفة من الطائرات المسيرة في مناورات عسكرية.
وبدأت إيران تطوير برامج للطائرات المسيرة منذ ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب ضد العراق (1980 – 1988). وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 عقوبات على شخصيات مرتبطة بهذا البرنامج.
لكن سوليفان قال إنه غير متأكد مما إذا كانت طهران قد زودت بالفعل موسكو بهذا النوع من الطائرات أو بقسم منها لمساعدة القوات الروسية في مواجهة المقاومة الشرسة التي يبديها الجيش الأوكراني في شرق البلاد. ومنذ الحرب الأوكرانية، أدت الطائرات المسيرة دوراً مهماً في تنفيذ عمليات استطلاع أو إطلاق صواريخ أو إلقاء قنابل. وشدد سوليفان على أن غزو أوكرانيا يكبد روسيا «تكلفة باهظة»، مشيراً إلى أن القوات الروسية تواجه مشكلات في الحفاظ على تسليحها مع تقدمها في شرق أوكرانيا. وقال مستشار الأمن القومي، خلال مؤتمر صحافي، إن «معلوماتنا الاستخبارية تشير إلى أن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا، في غضون وقت قصير للغاية، ما يصل إلى مئات الطائرات المسيرة؛ بما في ذلك طائرات قتالية».
وشددت طهران، الثلاثاء، على عدم حدوث «أي تطور خاص» في تعاونها التكنولوجي مع روسيا منذ بدء الحرب الأوكرانية في فبراير (شباط) الماضي. وقال كنعاني، في بيان، إن التعاون بين البلدين «في مجال بعض التقنيات الحديثة يعود إلى ما قبل الحرب في أوكرانيا، ولم يسجل أي تطور خاص في هذا المجال مؤخراً»، من دون أن يذكر الطائرات المسيرة. وشدد كنعاني على أن موقف طهران من الحرب في أوكرانيا «واضح وتم الإعلان عنه مرات عدة». وسبق لمسؤولين إيرانيين تأكيد رفض بلادهم الحرب، والدعوة إلى التوصل إلى حل سياسي، مع تحميلهم في الوقت عينه جذور الأزمة للولايات المتحدة وتوسع «حلف شمال الأطلسي» شرقاً. وعدّ كنعاني، كما جاء في تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، أن تصريحات سوليفان تأتي بينما «حولت الولايات المتحدة والأوروبيون على مدى أعوام الدول المحتلة والمعتدية؛ بما يشمل منطقة غرب آسيا، إلى مخازن لأسلحتها المدمرة».
وقدمت واشنطن لكييف مساعدات عسكرية بلغت قيمتها الإجمالية 6.9 مليار دولار. وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، تشمل خصوصاً راجمات صواريخ من طراز «هيمارس» وقذائف دقيقة الإصابة. وبحسب سوليفان؛ فإن «روسيا فشلت إلى حد كبير في تحقيق أهدافها في أوكرانيا» والتي كانت تتمثل في «الاستيلاء على العاصمة كييف، وإزالة أوكرانيا من الوجود بصفتها بلداً، والقضاء على الهوية الأوكرانية، ودمج أوكرانيا في روسيا». وأوضح المستشار الرئاسي الأميركي أن «الهدف الأساسي لاستراتيجيتنا هو وضع الأوكرانيين في أقوى موقع ممكن في ساحة المعركة لكي يكونوا في موقع قوة إلى طاولة المفاوضات عندما يحين وقت الدبلوماسية». وذكر سوليفان بأنه سبق للمتمردين الحوثيين في اليمن أن استخدموا طائرات إيرانية مسيّرة مفخخة «لمهاجمة السعودية».
ويثير تطوير إيران طائرات مسيرة قلق كل من الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تتهمان طهران بتزويد حلفائها في الشرق الأوسط، مثل «حزب الله» اللبناني والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والمتمردين الحوثيين في اليمن، بهذه الطائرات، واستخدامها لاستهداف القوات الأميركية وحركة الملاحة في الخليج