Site icon اسفير نيوز

اسامه عبد الماجد يكتب.. النيل (الاحمر) !!

أسامة-عبد-الماجد

الكاتب الصحفي أسامة عبدا لماجد

¤ ازهقت ارواح الابرياء وجرح المئات في الاحداث الدامية والبشعة التي شهدها النيل الازرق .. امتداد لصراع الجهل والتخلف في دارفور الذي يرتكز على القبيلة .. والذي يجعل (العنز) اغلى من (النفس) … وهو مرتع خصب لسماسرة السياسة والسلطة.

¤ الاخطر في الاقتتال القبلي سواء في دارفور او النيل الازرق او اي مكان بالبلاد انه يتكئ على المزايدة الرخيصة من القوى السياسية .. سرعان ما يتبادلون اطلاق الاتهامات وتجريم بعضهم البعض.. يتوارى الساسة خلف رجال الادارات الاهلية.. يجنون (المغانم) ومن خلفهم تقأم (المأتم).

¤ لا تجد سياسيا يحرص على تشكيل لجنة تحقيق .. مثل حرصه على التحريض .. كما ان اللجان تولد ميتة ولا تسمى (فاعل) ولا تردع (قاتل).. تنهض لجان الجودية والتي لن توقف نهر (الدم) و (الدموع) ..الذي يجري في كل مكان .. ولن تكون النيل الازرق الاخيرة.. حال استمر بطء المركز في التفاعل مع الاحداث.

¤ لن يتوقف (الحريق) او انتشال (غريق) الا بإعمال القانون .. مطلوب (الردع) لا (رآب الصدع) .. وفتح ابواب (الزنازين) لا (الصوالين).. القانون وحده القادر على اطفاء حريق (التحريض) و (التهييج) .. دون عين الحكومة الحمراء لن تخمد (النار) ولن يتوقف (الدمار).

¤ نجح والى جنوب دارفور الاسبق الباشمهندس د. الحاج عطا المنان في مهمته قبل نحو (15) عاما في اخماد الفتن .. باعلاء صوت (القانون) لا (القبيلة) .. ضرب المتفلتين بيد من (حديد) ولم يقف في محطة اطلاق (تهديد).. سجن (المحرضين) قبل (المجرمين)

¤ مكمن الخطورة ممن يقفون وراء (ستار) .. لا من يتقاتلون في (مضمار).. ومن يشعل (الثقاب) وينظر للنار من (فتحة) ، (الباب).. رائحة القبلية النتنة تفوح في كل مكان .. ظهر مصطلح مدمر للتماسك المجتمعي .. وهو تمييز القبائل بين (اصيلة) و (دخيلة) .. انتشر من قبل في كسلا ..يوزعون صكوك المواطنة وكأنهم (ملوك) والاخرين (رعية).

¤ اقصر الطرق المؤدية الى كراسي السلطة ولو كانت نظارة او عمودية دعكم من (وزارة) او (سفارة) هي ازكاء الفتنة.. تحول(الهدوء) في النيل الازرق الى منبت (سوء) .. امر كان متوقعا .. لصوص السياسة عملوا على (سرقة) السلام من ولاية محصنة بدواء التعايش السلمي.

¤ ظللت اتابع الاوضاع في النيل الازرق منذ سنوات طويلة .. رغم الاحن والمحن لم ياخذ الصراع منحى قبلي .. الكل يعمل من اجل المصلحة (العامة) لا (الخاصة).. مؤخرا كانت الولاية تنام على انغام (سمفونيات) السلام.. وتصحو باكرا بضوضاء (مشروعات) التنمية.

¤ الولاية الوحيدة التي تشعرك ان اتفاق المنطقتين ليس ملكا ل (عقار) او بثينة (دينار).

.. ومهما يكن من امر لابد من الاسراع في جعل النيل الازرق منطقة (تعايش) لا (تناحر) .. منطقة (مسرورة) لا (محزونة).. لن يتاتى ذلك الا بفرض هيبة الدولة في تمكين القوات (النظامية) وقطع يد المليشيات (القبلية).. والمخربين والمحرضين.

*سبب أخير*

¤ نكتب غدا بحول الله ردا على السفير نصر الدين والي بشأن مقالته (تعيين عسكريين سفراء بالخارجية)

Exit mobile version