المجلس الأعلى للإدارة الأهلية.. مالك عقار ضالع في أحداث النيل الأزرق واتفاقية جوبا هي المشكلة

0

 

أوضح الأستاذ عزمي عبدالرازق الصحفي والمحلل السياسي أن الصراع في النيل الأزرق بسبب النزاع حول الأرض والموارد كعادة النزاعات في السودان ، وأشار عبدالرازق في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيلالأزرق ان انسحاب الصراع لأقليم النيل الأزرق مؤشر خطير بان تتمدد رقعة الصراعات القبلية وتشمل كل الولايات دون استثناء ، وشبه النزاعات القبلية في السودان الآن ” بالقنبلة الموقوتة وإشعال عود الثقاب قرب كومة من القش” على حد تعبيره وقال أن الحل الأمني للصراعات القبلية مطلوب ولكنه غير مجدي وقال ان هنالك اسباب سياسية للنزاع القبلي في أقليم النيل الأزرق وان اتفاقية جوبا كرست بشكل كبير للأزمة ولأول في تاريخ السودان توجد ثلاث انظمة حكم في وقت واحد (اقليمي في دارفور وحكم ذاتي في المنطقتين ونظام الولايات في بقية السودان ) مؤكدا القضية اساسا هي قضية سياسية ويلعب فيها الاعلام السالب دورا كبيرا بالشحن الزايد مطالبا الاعلاميين بضرورة لعب دور توعي وقال ان الاعلام في رواندا ايام الحرب الأهلية لعب دور سلبي كبير جدا وكانت الاذاعة المحلية تحرض على القتل وتبث مقاطع تقول فيها (مازالت المقابر لم تمتلئ بعد ) مبينا ان نفس الخطاب تمارسه وسائل التواصل الاجتماعي الآن ولاتوجد حساسية للموقف الخطير مؤكدا ان الإعلام لعب دورا سلبيا بتأجيج الصراعات القبلية متهما منظمات دولية وجهات خارجية تقوم بمؤامرة تستغل فيها الازمات للسيطرة على موارد السودان الكبيرة ولاتريد استقرار السودان مبينا ان اسباب النزاعات القبلية تبدأ لسبب تافه جدا وقد يكون “شاحن موبايل” مثلا ويتحول الأمر الى أزمة مجتمعية وقال ان مركزية اتخاذ القرار هي مشكلة مشيرا ان حكام الاقاليم والولايات يريدون ان يحكموا ولاياتهم وهم داخل الخرطوم محذرا من انتشار الصراع لبقية ولايات السودان ، وقال الاستاذ عزمي عبدالرازق ان من المؤسف الان الحديث عن القبيلة وعودة الادارات الأهلية وهذا يعني ان مجهود اكثر من 60 عاما في بناء الدولة السودانية ذهب هباء منثورا مستنكرا اختفاء الأحزاب السياسية في وقت النزاعات والصراعات القبلية وتوقع اعلان حالة الطوارئ في البلاد وتعيين حكام عسكريين للولايات .
وأوضح الأستاذ البشرى الصائم مستشار المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان إن الصراعات القبلية منتشرة في كل انحاء السودان والقبائل في غرب السودان متعايشة لاكثر من 200 عام والهوسا في النيل الأزرق متعايشين مع كافة قبائل الأقليم لاكثر من 100 عام ومتصاهرين واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان الجديد هو تحول الصراع القبلي الى صراع موارد بعد ان كان في المرعى والمياه وقال (مافي ماباطن الأرض هو من فجر النزاعات القبلية ) واتهم بشرى الصائم قيادات مجتمعية وقادة في الادارة الأهلية وتجار وشيوخ المعسكرات والنازحين وقال أن لهم مصالح في استمرار الصراعات القبلية ولايريدونها أن تتوقف حتى يحصلو على الامتيازات والأموال ويبقوا في المعسكرات داخل المدن وأشاد الصائم بالدور الذي قام به والي ولاية القضارف وتعامله مع المحتجين والمتضامنين مع اقليم النيل الأزرق وتوجيهه بتسيير قافلة مساعدات عاجلة للاقليم وقال الصائم ان أهل القضارف أهل مبادرات وسيروا قوافل الى مناطق النزاعات في دارفور أكثر من مرة مشددا على ضرورة تمكين الادارة الأهلية وقال إذا لم تحل مشكلة الإدارات الأهلية لن يستقر السودان مبينا ان 80٪ من مساحة السودان تسيطر عليها الإدارات الأهلية واضاف ان نظام الادارة الأهلية لايسمح بقيام نظارة او امارة دون وجود ارض «حاكورة» مطالبا بضرورة اجازة وتفعيل قانون الإدارة الأهلية واشار الى تدخل سياسي كبير في عمل الإدارة الأهلية وقال ان الإدارات الأهلية في السودان 56 إدارة لكن الآن هنالك اكثر من 198 ادارة مبينا ان ولاية الخرطوم بها 200 نظارة ، مشيرا الى ان النظام السابق ساعد في خلق ادارات اهلية جديدة بدون ان يكون لها حواكير ، وقال ان احتضان السيد رئيس مجلس السيادة ونائبه للادارات الأهلية خلق مشكلة وأصبح اي مسؤول يريد ان تكون لديه امارة ونظارة ، وقال ان اتفاقية سلام جوبا هي المشكلة الكبيرة وهي السبب في تاجيج الصراعات القبلية وأتهم مستشار المجلس الأعلى للإدارة الأهلية عضو مجلس السيادة مالك عقار وقال انه احتضن الهوسا وهو ضالع في أحداث النيل الأزرق بالتقصير ولم يفرض هيبة الدولة ويحرك قواته لفض النزاع .
واشار الفريق شرطة د.أبراهيم أحمد نورالدين حامد الخبير الشرطي ان ولاية النيل الأزرق ولاية شاسعة ومترامية الاطراف ونسبة التعليم فيها قليل جدا وهنالك تعايش سلمي كبير بين اكثر من 200 قبيلة وقال في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق أن القوات الأمنية تعاملت بمهنية عالية مع النزاعات القبلية لكن طبيعة المنطقة وقلة الإمكان هي التي تقيد عمل القوات مشيرا الى صعوبة التحرك خارج الدمازين في فصل الخريف مبينا ان هنالك تقاطع مصالح محلية واقليمية ودولية بسب الموارد التي يتمتع بها اقليم النيل الأزرق ، وأتهم الدول الغربية بلعب دور كبير في اشعال الصراعات القبلية في السودان وتشعلها بالريموت كنترول بمساعدة ابناء من داخل السودان وتعمل على سياسة الشد من الأطراف وقال الفريق إبراهيم أحمد نورالدين ان النزاع قديما كان يحل بواسطة قسم شرطة واحد محذرا من تنامي خطاب الكراهية والعنصرية مطالبا بضرورة تفعيل دور الإدارات الأهلية وعودة قانون الادارة الأهلية .
وشدد الفنان المسرحي الاستاذ علي مهدي على ضرورة محاربة خطاب الكراهية واللغة المتوحشة التي افضت لهذه النزاعات واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان هنالك مبادرة طرحت للوصول لمناطق النزاع والوقوف معهم على ارض الواقع وان يقف كل أبناء السودان مع بعضهم البعض وقال ان هنالك وفود فنية وثقافية وصلت للمنطقة وستصل وفود اخرى لنشر ثقافة السلام وتغير لغة الكراهية والخطاب المتوحش واشار علي مهدي الى ان هنالك فوضى لغات وتعاملات انسانية وقال اننا فقدنا لغة التخاطب مع بعضنا البعض ولاتوجد لغة مشتركة بين جميع اهل السودان مشددا على ان الأزمة ليست سياسية ولا ازمة ارض وموارد ولكنها أزمة انسان ويجب احترام هذا الإنسان وعدم قتله موضحا ان الإنسان السوداني الآن للأسف “يموت فطيس” ويموت بدون سبب ، مطالبا بضرورة الاهتمام بالانسان بغض النظر عن لونه وانتمائه القبلي وقال مهدي ان غياب السلطة موحش وسيؤدي السودان في 1000 داهية .
قال السيد الفاتح المك مك عموم قبائل النيل الأزرق ان ماحدث كارثة نتمنى ان لاتكرر في أي منطقة واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان ماجرى هو صراع قبلي بين مكونين اجتماعيين وان فئة قليلة من قبيلة الهوسا طالبت بإنشاء أمارة جديدة للقبيلة رغم انف أهل المنطقة موضحا ان إحصائيات الجرحى والقتلى متضرابة حتى الآن وكشف عن وصول قوات اضافية للفصل بين المتنازعين مؤكدا هدوء الأوضاع بالنيل الأزرق وقال ان النزاع الذي نشب بالأقليم هو بين قبائل النيل الأزرق مجتمعة مع اقلية من قبيلة الهوسا وطالب المك الفاتح بضرورة نشر ثقافة السلام ورتق النسيج الاجتماعي ومناشدا بضرورة السرعة في تقديم يد العون للمتضررين من النزاع بالأقليم .
فيما قالت الأستاذة فواتح النور البشير رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام بالنيل الأزرق أن الأوضاع عادت الى طبيعتها في الروصيرص ومنطقة النزاع الأخير واشارت في حديثها لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان الاسواق فتحت ابوابها امام المواطنين مع انتشار القوات الأمنية وتم احتواء الموقف مشيرا الى وجود اعداد كبيرة من الجرحى بالاضافة الى حركة نزوح كبيرة داخل وخارج الأقليم مناشدة منظمات المجتمع المدني والخيرين والحكومة بتقديم العون لهؤلاء النازحين مبينة ان هنالك 36 قتيل وعدد كبير من الجرحى كاشفة عن وجود جثث بالمشارح لم يتم دفنها حتى الآن .

اترك رد