أحمد يوسف التاي يكتب.. وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون

نبض للوطن

0

(1)
اتهم مستشار المجلس الأعلى للإدارة الأهلية البشرى الصائم، عضو مجلس السيادة مالك عقار بالضلوع في احداث الدمازين، بانحيازه إلى طرف من أطراف الصراع وعدم تدخل قواته لإنهاء النزاع، بينما اتهم حاكم النيل الأزرق النظام المخلوع بتسليح بعض الأطراف القبلية.. البشرى الصائم لم يقف عند حد اتهام عقار وحده بل وسّع قفص الإتهام ليسع البرهان وحميدتي وأطراف اتفاقية جوبا وذلك بقوله:( ان احتضان السيد رئيس مجلس السيادة ونائبه للادارات الأهلية خلق مشكلة، وأصبح اي مسؤول يريد ان تكون لديه امارة ونظارة، وان اتفاقية سلام جوبا هي المشكلة الكبيرة وهي السبب في تأجيج الصراعات القبلية، وقال مستشار المجلس الأعلى للإدارة الأهلية ان مالك عقار احتضن الهوسا وهو ضالع في أحداث النيل الأزرق بالتقصير ولم يفرض هيبة الدولة ويحرك قواته لفض النزاع.
(2)
عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان، أشار إلى تورط جهات لم يسمها تسعى لنقل الصراع الإثني للمدن… عضو لجنة تفكيك النظام المحلولة وجدي صالح اتهم هو الآخر جهات سياسية بالوقوف وراء مايحدث في النيل الأزرق ومدن أخرى..
وبلغت الاتهامات ولغة التخوين والمخاشنة ذروتها بين الحزب الشيوعي والحركة الشعبية شمال،حيث أشار الشيوعي في بيانه إلى أن الحركة الشعبية منحت قبيلة الهوسا إمارة، ( وهو أمر يخالف قانون الإدارة الاهلية)..
(3)
بالقاء نظرة فاحصة تأخذ في الاعتبار نتائج الاحداث الراهنة، ومواقف القوى السياسية منها، يمكن الإشارة الى النقاط التالية:
1/احداث الدمازين، وردة الفعل في المدن الأخرى وماسبقها من أحداث في مناطق دارفور والشرق وكادقلي أثبت أن اتفاقية جوبا فشلت بامتياز في تحقيق السلام، بل ان وتيرة العنف والنزاع القبلي المسلح زادت بعد الاتفاق.
2/الأحداث الجارية رفعت وتيرة تبادل الاتهامات، وحِدة لغة التخوين بين القوى السياسية بالضلوع في الاحداث، أو التسبب فيها،كأنما كل طرف يحاول إلصاق التهمة في الآخر وإبعادها عنه..
3/ردة الفعل لدى الهوسا في المدن المختلفة، وتعاطف الآخرين معهم لدرجة ارتكاب اعمال عنف وتخريب جديدين، تؤكد ان المواطن فقد ثقته في السلطة القائمة وبدا يجنح لأخذ القانون بيده، وهي مرحلة خطيرة للغاية تقترب كثيراً من مرحلة انهيار الدولة.
4/ الأحداث الجارية تشير بشكل واضح إلى وجود أصابع خفية تتحكم في شفرة النزاع والاحداث وأن هدفها النهائي هو تمزيق البلاد وتقسيمها إثنياً وعرقياً وجهوياً..
(5)
تأسيسا على ما سبق،لم يبق أمام السودانيين سوى خيارين:إما أن يستسلموا ويركنوا للمخطط الماكر الذي يستهدف تقسيم بلادهم، أو يصطفوا تحت لافتة (سودانيون وحسب)، ويتحرروا من العصبية القبلية الجاهلية، ويعملوا على محاصرة الأجندة الإنفصالية، والنزعات الإستقلالية والعنصرية،ونبذ الخطاب العنصري وملاحقته جنائيا والتضييق عليه أينما كان حتى يزعن للإرادة الوطنية الحرة…اللهم هذا قسمي فيما أملك….
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

اترك رد