اسامه عبد الماجد يكتب.. القول الفطير للسفير

0

¤ لست من انصار الرد المباشر على كتابات الاخرين ولا التعليق عليها .. لكن لا بأس من خرق ذلك التوجة بتناول مقال للسفير نصر الدين والي موسوم ب (تعيين عسكريين سفراء بالخارجية) .. وذلك لأننا سئمنا اكاذيب واباطيل الكثيرين بعد ذهاب الانقاذ .. من ادعاء لثورية زائفة واصرار على تضليل الشارع.. وترديد لاحاديث مفضوحه.. وتزييف للحقائق.

¤ قال والي في اول سطر لمقاله انه (ضد تعيين أي من العسكريين سواء من القوات المسلحة او الشرطة او الامن في منصب السفير).. وتطوع بتصحيح كراسة السفراء العسكريين السابقين .. قال ( من واقع تقديري وتقييمي الشخصي، لم يسبق أن نجحت أي تجربة تعيين سفير من العسكريين في وزارة الخارجية بشكل متكامل).. ¤ لا جديد في تعيين البرهان لعسكريين سفراء .. لأن الخطوة متعارف عليه عالميا.. لكنها سانحة لنطرح تساؤلا ملحا ماهي ادوات قياس السفير الناجح ؟؟.. هل بتحسينه علاقة سياسية مع البلد المعني.. ام احداثه اختراقا مع دولة كبرى ؟ ام تحقيقه منفعة اقتصادية ضخمة لبلادنا ؟
¤ بالنسبة للسفراء الاصيلين ؟ يكاد يكون لا اثر لكثير جدا منهم.. حالة واسعة من عدم رضا السودانيين بالخارج عن اداء السفارات.. آلاف المظلومين منهم في عقودات العمل .. وسجون العالم تعج بالمئات منهم وربما الآلاف..
¤ في اعتقادي اكبر انجازات للبلاد منذ الاستقلال البترول وسد مروي وطفرة الاتصالات .. تمت خارج اسوار الخارجية .. مع تقديرنا لمنسوبيها.. ومع ذلك يحاول نصر الدين ايهامنا وكأنهم يقومون بافعال خارقة وان وظيفة السفير حكرا على المدنيين.. مع العلم ان المنصب سياسي بامتياز .. الا اذا كان هو لا يعلم وتلك كارثة..
¤ في الولايات المتحدة عند انتخاب رئيس يفتح صفحة جديدة للسفراء.. يرقي دبلوماسيين لمرتبة السفير .. ويعين خبراء – بينهم عسكريين – سفراء.. اذكر قبيل وأثناء بدايات الحوار السوداني الأمريكي كان والي مديرا للإدارة الأمريكية بالخارجية يهرول فى كل مرة الى المطار لاستقبال المبعوث الأمريكي (الجنرال) سكوت غريشون.. وكان لا يخفى اعجابه به في حضور الصحفيين ..
وهو الذي كتب في اخر سطر مقالته (من الخطا الفادح تعيين اي من العسكريين في منصب السفير في اي من دول العالم) .. انظروا الى هذا التناقض فى مواقفه من (السفراء العسكريين)
¤ كتبنا في مقال سابق عن العسكريين السفراء والوزراء .. ابرزهم وزيري خارجية الولايات المتحدة الجنرال كولن باول ومدير الامن الضابط مايك بومبيو.. لكن ماذا بشأن السفير المدني الاصيل نصر الدين ، الذي عمل سفيرا بفرنسا ورواندا.. ويتبنى حاليا موقف معارض للانقاذ .. لأجل التقرب من قحت وكراسي السلطة ..وكان بالامس يجلس امام المشير البشير ليزوده واخرين بنصائحه.
¤ قد يصرخ والي ويؤكد انه ترقى (بحقه) .. وهذا دليل على ان الانقاذ تتعامل بالشهادات لا التوجهات.. اما وان كان من (أناس ورهط من ضاربي الدفوف) وهذا وصفه للعسكريين الذين عينهم البرهان في مقاله .. ماذا نسمي ملاحقته الشديدة لوزير الخارجية (الكوز) ابراهيم غندور .. حتى مدد له في فرنسا بحجة اكمال دراساته العليا.
¤ ان مساع نصر الدين للتقرب من وزراء الخارجية قديمة .. فقد جاء بسابقة وامرا غريبا بعد انتهاء فترة عمله فى سفارتنا تشاد – كان وقتها دبلوماسيا بدرجة وسيطة ..تم انتدابه بدلا عن العودة الى السودان للعمل مع مجموعة تجارية سودانية .. كأنه منتدب الى جهة حكومية.. ومع ذلك يحدثنا بقوة عين عن المهنية.
¤ والي يتواجد حاليا في امريكا – بشكل شخصي – دون اعتبار لمنصب السفير الذي اوصلته له الانقاذ.. اخذ اجازة دون مرتب ربما تجاوزت ماهو منصوص عليه في قانون العمل.. مما يعرضه للفصل بالقانون.
¤ ختم والي مقالته بالقول (في عهد الثورة التي نسعي من خلالها لتصحيح أخطاء الماضي، ستقوص أرجلنا في وحل لا قبل للسودان به بتعيين العسكريين في مناصب سفراء لدي دول الجوار أو غيرها).. التصحيح الحقيقي يبدا بتقييم تجربة نصر الدين وامثاله – وما اكثرهم –
¤ لان الاختراق الحقيقي في العلاقة مع فرنسا تم بعد ذهاب والي .. في عهد السفير دفع الله الحاج على .. حقق وزير الخارجية وقتها د. الدرديري محمد احمد انجح زيارة في تاريخ السودان .. استقبل في الخارجية الفرنسية بقرقول الشرف .. وقوى لجنة التشاور السياسي بين البلدين .. وفتح اهم ملفات (الديون وعبد الواحد نور) .. وعقد اجتماع ثلاثي سرا مع نظيريه الفرنسي والقطري ناقشوا سلام دارفور.
¤ صحيح كانت الانقاذ تكافئ بعض العسكريين بمنصب سفير .. ربما لانها كانت ترى امثال سفراء نصر الدين في نزهة.. لكن لماذا طلب السفير الفريق طيار الفاتح عروة ونائبه السفير عمر مانيس في نيويورك نقل نصر الدين من البعثة الى محطة اخري بعد مضى شهور فقط من تسلمه مهام عمله هناك ؟
¤ ومهما يكن من امر قد يكون هذا سبب كرهه للسفراء العسكريين ..وعروة من أميز السفراء بشهادة الكثيرين.

اترك رد