ياسر الفادني يكتب.. البرهان راقدلوا فوق رأي !

من اعلي المنصة

0

 

شهر أغسطس هذا سوف يحمل في طياته الكثير من المفاجأت ، يقال : إن الذي يريد أن يتقدم خطوة إلي الأمام فإنه ينظر بعين الإعتبار يمينه ويساره وينظر إلي خلفه ومن ثم ينطلق إلي الأمام وهذا ما ظل يفعله البرهان منذ فترة خلت !

 

الولايات المتحدة الأمريكية قللت من لهجتها التي كانت قوية ضد العسكر وخاصة بعد خطاب البرهان الأخير بالإنسحاب من الحكم وترك الأمر للمدنين ، هذه الخطوة قوبلت بشكل طيب منها و أعطتها الفرصة للمراقبة الثاقبة والنظر بتمحيص نحو المدنيين علهم ينجحوا في هذا الإمتحان الذي رسبت فيه قحت بصورة واضحة ولا أظنها تنجح مرة ثانية ولو وضع لها إمتحان ملاحق ! ، الفترة التي كانت بين خطاب البرهان إلي الآن … الولايات المتحدة أدركت تماما من هم الأجدر بتقلد الحكم المدني في السودان وغضت الطرف عن آخرين كانوا يوما يسمع لهم صوتا وتنفذ طلباتهم في الحال كلما طلبوا !

 

بريطانيا سارت في نفس الإتجاه ولعل زيارة سفيرها إلي (قندتو) حين عيد خير دليل علي ذلك لم تفعلها السفارة من قبل ولم يذهب سفيرها إلي الدبيبات مسقط راس حمدوك ! برغم أنه حينذاك كان الفتي المدلل لها وتخاف عليه خوف فؤاد أم موسي

 

البيان الإيجابي الذي صدر بالأمس من دول الترويكا هو خطاب متعقل ويختلف تماما عن كل الخطابات التي صدرت من قبل والذي ملخصه أن هنالك إرتياحا لإنسحاب العسكر ولابد من الإجتهاد في تكوين حكومة مدنية تأتي عبر حوار وطني مدني خالص

 

الظاهر أن هنالك مسافة كل يوم تتباعد مابين هذه الدول الخارجية والحرية والتغيير المركزية والتي ظلت طوال الفترة السابقة تقدم الدعم الكبير لهم لكنها الآن أدركت هذه الدول أنها كانت( تنفخ في قربة مقدودة) وإيقنت تماما أن منهج الحرية والتغيير هو منهج (جر هوا) ليس إلا !!

 

مبادرة الطيب الجد أتت بردا وسلاما للبرهان ولعلها المبادرة الوحيدة التي لقيت دعما وسندا من كافة قطاعات المجتمع السياسي والديني والقبلي والقطاعات الحية الأخرى والشاهد في الأمر أنها كل يوم تتطور و تزداد حجما وتقدم جديدا وكل يوم تأتلق دعما وسندا ، المبادرة سياسيا تسير بسرعة البرق إلي الأمام وسوف تحظي بنسبة عالية من الدعم والسند ويصير الذين يعارضونها قلة متناقصي الحجم كالنملة أمام الناقة !

 

هنالك إلتفاف ودعم ظاهر من القوات النظامية وقوات الدعم السريع لما يفعله البرهان وماسوف يفعله مستقبلا وهذا يزيد من وزن الكفة العسكرية ، القوات النظامية تري أن عودة ماكان عليه من قبل كما جاءت به الوثيقة الدستورية سيئة الذكر من شراكة الكتف بالكتف مع الحرية والتغيير أمر مستحيل الرجوع إليه مرة أخري

 

كل ماذكرت آنفا يعتبر محفزات للبرهان لكي يصدر قرارات مستقبلية ومصيرية في طريقة حكم ماتبقي من الفترة الإنتقالية وتجعله يرقد (فوق رأي) !! خالفا رجلا فوق رجل ، ماتسفر عنه طريقة الرقدة من رأي كله سوف يحدث في غضون الأيام القادمة إن شاء الكريم واتمني أن يكون رأي البرهان فيه الخير لهذه البلاد .

اترك رد