“هذا يعني الحرب”.. هل حددت زيارة بيلوسي مصير تايوان؟
أعادت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي لتايوان الزخم للتهديدات الصينية لهذه الجزيرة، حيث بدأت بكين في حشد جيش التحرير الشعبي استعدادا لهجوم “محتمل” ضد تايوان.
ينقل تحليل لمجلة “ناشونال إنترست” تحت عنوان “هذا يعني الحرب: هل حددت زيارة بيلوسي مصير تايوان؟” عن وسائل إعلام حكومية رسمية سيجري الجيش الصيني “تدريبات جوية وبحرية بالذخيرة الحية” في المياه الإقليمية لتايوان خلال الفترة 4-7 أغسطس، الأمر الذي قد يسمح للصين في بدء حصار على تايوان بعد انتهاء التدريبات.
وخلال العام الماضي زادت الصين من انتهاكات دخولها منطقة الدفاع الجوية التايوانية من خلال أكثر من 1400 عملية توغل مصحوبة بمناورات كبيرة تابعة للجيش الصيني قبالة السواحل.
ورفعت الصين من حدة التوتر خلال الشهر الماضي بعدما طالبت بالسيادة الكاملة على مضيق تايوان، وطلبت من الولايات المتحدة عدم الإبحار في هذه المياه الإقليمية من دون إذن من بكين.
إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن عبرت أكثر من مرة عن قلقها من اتخاذ الصين لإجراء عسكري ضد تايوان خلال الأشهر الـ”18″ المقبلة، وهو ما دفع بإرسال حاملة الطائرات رونالد ريغن في محاولة لردع العدوان الصيني.
ويوضح التحليل أن هناك مؤشرات بأن بكين “قد تستخدم زيارة بيلوسي إلى تايوان كذريعة لحصار جوي وبحري”، بحجة “إحباط مؤامرة لدعم انفصال تايوان وتقسيم الصين”.
وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ كان قد حذر من أن “أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها”، فيما أشارت تصريحات صينية إلى أن البلاد عليها “أن تكون مستعدة لأسوأ سيناريو، لا سيما مع الاستعدادات العسكرية”، والتي قد تعني صراعا محتملا مع الولايات المتحدة.
وقال كاتب التحليل، ديفيد باين، وهو مسؤول سابق في الجيش الأميركي وخبير في الأمن القومي إنه كان يتوقع منذ سنوات أن الصين ستغزو تايوان خلال الأعوام 2021 – 2025، خاصة مع امتلاكها لأكبر جيش وبحرية في العالم وتطورها في مجال الصناعات، وامتلاكها لأسلحة كهرومغناطيسية وغيرها من المعدات العسكرية.
ورجح أن الرئيس الصيني يخطط “لإظهار القوة وإعادة التوحيد مع تايوان قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في نوفمبر”، وهو ما سيعد إنجازا تاريخيا له ليحصل على ولاية ثالثة كرئيس للبلاد.
ويرى أن الغزو الروسي لأوكرانيا منذ 5 أشهر، يعزز الحافز لدى الصين لبدء عمل عسكري ضد تايوان، والاستفادة من انشغال الولايات المتحدة في الأزمة في أوروبا.
ووفقا لتسجيل مسرب لقادة جيش التحرير الشعبي الصيني عقد في منتصف مايو، ناقش القادة الحاجة إلى نشر للصواريخ النووية، والقيام بمهام بحرية وخفر السواحل.
وبعد انتشار التسجيل سئل الرئيس الأميركي، جو بايدن إذا ما كانت الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان عسكريا، قال “هذا هو الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا”، ولكنه من غير المرجح أن يأمر القوات العسكرية الأميركية بالدفاع عن تايوان من عدوان عسكري صيني.
ويشرح التحليل أنه من غير المرجح أن “تهاجم الصين بشكل استباقي القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة لمنعها من التدخل، إلا أن بايدن قد يرد على فرض حصار على تايوان بإرسال الأسطول الأميركي السابع، إلى غرب المحيط الهادئ بالقرب من البحرية الصينية، في استعراض للقوة” يشبه ما حصل في أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
ولم يستبعد التحليل أن “تتصالح تايوان مع الصين” في اتفاقية إعادة توحيد على أساس نموذج “دولة واحدة ونظامان”، وذلك قد يحصل إذا ما اقتنعت تايوان بأن واشنطن لن تكسر الحصار الجوي والبحري الصيني لتزويدها بالمساعدات، وذلك بهدف تجنب “محرقة نووية محتملة”.
وكانت رئيسة تايوان تساي إنغ ون، قد أكدت الأربعاء أن بلادها “لن تتراجع” في مواجهة تهديد الصين.
بيلوسي أتمت زيارتها رغم التحذيرات
“بيلوسي التي لا يمكن تخويفها”.. عقود من تحدي الصين حتى عقر دارها
لم تكن الزيارة المثيرة للجدل التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، سوى أحدث فصل من تاريخ طويل لها مع الصين امتد لأكثر من ثلاثة عقود ويكشف عن مواقف “راسخة” و”صلبة” إزاء بكين
وقالت بيلوسي خلال لقائها مع تساي إنها جاءت بدافع “الصداقة تجاه تايوان” ومن أجل “السلام في المنطقة” مؤكدة في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزاماتها حيال الجزيرة الديمقراطية التي تعيش تحت تهديد صيني دائم بغزوها.
وتعتبر الصين أن تايوان واحدة من مقاطعاتها لم تنجح في إلحاقها ببقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية
الحرة