Site icon اسفير نيوز

فضل الله رابح يكتب.. الطيب الجـــد يتعبــد بالإستجابــة لشروط الواقع السياسى ..

عندما عجزت الحركـة السياسية السودانيـة عن اقتراح عروض وإنتاج حلول للطلب الشعبي والجماهيرى الملح والمتنوع والذى توجه نحو الخارج لتلبيته ( مبادرة فولكر وتدخلات خارجيــة اخري) بادر الخليفة الطيب الجــد بنداء أهل السودان للوفاق الوطنى لإنتشال البلاد وإنهـاء حالـة الشلل السياسى والتنفيذى الذى لازمها منذ سقوط الإنقاذ عام 2019م وإن ما يميز مبادرة الطيب الجد أنها خرجت من بيئـة لها تجربتها فى صهر الثقافـة الإسلاميـة بالثقافات والتراث المحلى ووظفت ذلك فى تنويع محتـوى رسالتـها وتغيير أنماط وسائل إيصالها للجميـع .. ومعلوم

فى ظل الوضع السياسى المضطرب والمشاكسات بين القوى السياسية عانى السودانيون من سوء الأوضاع الإقتصاديـة والمعيشيـة وإنقطاع الكهرباء والمياه وبات أكثر من نصف سكان السودان فى حاجة ماسـة إلى الغـذاء والمساعـدة الإنسانية وتوفير سبل العيش الكريـم .. تقدم الطيب الجد كونـه الأقدر على التأثير بخلقـه المألف للقـوم وبمحيـاه المحبب السهل عند أهل التصوف .. تقدم ودبدر كونـه داعيــة إصلاح إجتماعى ينشد الإستقرار وكونـه الأنسب للسودانيين العاشقين للتصوف وهو أعلم المتصوفين بالصوفيـة وسجاداتهم وبما فيها من خير ونعيم لأهل السودان .. لا أحد يستطيع المزايـدة على مكانـة الطيب الجد الإجتماعية والدينية فهو رجل قومـه يألفونه وروا عنه مجلدات من المرويات .. تقدم الطيب لأنه صاحب رسالـة إصلاح وتغيير ويـــدرك أن الَّله قال في محكم تنزيله : ( أفلا يتدبرون القرآن أم قلوب أقفالها) .. ودبدر يـدرك أن للقلوب أقفال ومهمة الداعيـة أن يمتلك مفاتيـح هذه الأقفال ويعرف من أين يدخل إليـها حتى تستجيب له فبذلك نفذ الخليفـة الطيب للآخرين .. سياسيون .. رياضون .. إعلاميون .. مبدعون ومثقفون .. أساتذة جامعات .. شباب .. طلاب .. مرأة .. ودبلوماسيون .. خاطبـهم جميعاً بلغة واحدة و

طاقـة ذهنيـة يحسد عليـها الرجل الثمانينى ففتح قلوبٌ مستعصية وهو لم يتوقف كثيراً عنـد ردود الأفعال والمواقف السلبيـة تجاه المبادرة تجاوزها بثقافتـه العالية وخبـرته الدعويـة بالمجتمع وإتجاهاته وميولــه .. خاطب ودبدر الجميع بثوب التصوف ناصع البياض الذى يعرف نفوس الناس ومنازعهم ومشاربـهم وعواطفهم وتلك هى مفاتيح التحوك للداعيـة وباب الولوج الي قلوب المستهدفين عبر مسيرة ومراحل الدعوة المختلفــدة .. إستجاب وأنصت الجميع لودبدر وكانوا أذنـاً صاغيـة لأن الرجل مترفع عن الحاجة السياسيـة والمناصب العليا في الدولة وعن ذل السؤال والتطلع إلى مافى أيدي الآخرين .. ذلك ما أكسب ودبدر الإحتـرام وهو يتقدم بمبادرة سياسيـة إجتماعيـة فى مجتمع أعلى قيمتـه المال والشهـرة والتكسب السياسى لكن منهج ودبدر هو الإلتزام بتوجيـه نبي المرحمة والملحمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذى قال : ( إزهـد فى الدنيا يحبك الله وازهد بما فى أيدى الناس يحبـك الناس) .. الجميع شاهد كيف تأدب من يظنـون أنهم تبوءوا المواقع المرموقــة فى السياسـة وتقلدوا الوظائف العليـا فى العالم وحازوا الشهدات العلمية والمعرفية العليا وهم يجلسون أمام ودبـدر داخل خيمته المتواضعــة فى أم ضواً بان بتأثير صوفى رهيب يبدو طبيعياً وغير متكلف وهي صفات الداعيـة ورجل المسيـد لا يتكلف ولا يتصنع أسباب الإتصال بالجميـع فرجل التصوف والداعيـة الزاهد هو الأقدر علي الحركـة من غيـره من المحصورين في إطار محدد وبروتوكول وأوتوكيت معيـن .. أكثر ما شدنى فى الخليفـة الطيب الجـد حراسته لمبادرته ومنحها كل وقتـه وطاقتـه بجانب حرصه على الجميع بلا إستثناء وتلك هى بيئـة الخلـوة والمسيـد وأهداف ومقاصد الإصلاح الشامل حيث لا غلـو إجتماعى ولا سياسى ولا مهنى وظيفي والجميع عنده متساوون وكما أن أكثر ما يميز التصوف أنهم تجاوزوا الإنحيازات القبلية والجغرافية والإثنية الضيقة فى السودان وألفوا بين القلوب بمحبــة .. لكل ذلك أتوقع أن تفلح مبادرة أهل السودان فى أن تخلق توافقاً سودانياً وتنشأ كياناً وطنياً موحداً ينتشل بلادنا من حفرتها ويضعها على مسار الإستقرار والنماء ويبعدها عن المشاحنــــات والصراعات والمعارك الصفريــــة ..

Exit mobile version