لم يبنوا فيها (طوبة) ولم يهيؤوا فيها مكاناً ، ولم يشتروا لها (كرسي) ولا (طربيزة) ولا (لمبة) لاضاءتها .. لم ينشؤوا فيها قاعة للاجتماعات ؛ ولم يعرفوا كيف أسست.. فقد جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما ، لأنهم لم يتربوا على معرفة الحق والحقيقة ، رغم إنهم محامون دورهم هو حماية القانون وتطبيقه والعمل على رعاية العدالة في بلاد تتنفس ظلما..
ظل منهجهم غوغائيا فوضويا وقانونهم هو (قانون وضع اليد) و(حاكمية الأمر الواقع) ، إنهم يشجعون على التمرد وثقافة العنف ولغة التخوين والتضليل والتغبيش.. إنهم ينتصرون على أنفسهم بفرض مزيد من الجهل على عقولهم حتى يتمكنوا من رؤية النور ظلاما رغم كثافة الاشعاع ؛ إنهم يصرون أن يقبعوا في الظلام رغم دياجيره المحلكة..!!
بأي حق تسيطر شرذمة قليلون على مفاصل نقابة المحامين، وبأي تفويض يناقشون شأن البلاد ويتحدثون عن دستورها المقترح وعن صياغة وضعها التشريعي؟ من هم؟ ومن أين جاءوا؟ وكيف جاءوا ؟ أما كان الأولى بهم أن يناقشوا شرعيتهم الذاتية في بادي الأمر ؟! أما كان الأولى بهم أن يناقشوا كيفية انعقاد انتخابات نقابة المحامين قبل أن يتحدثوا عن انعقاد انتخابات عامة في البلاد ؟ أما كان الأولى بهم أن يلتزموا بمسماهم (لجنة تسيير نقابة المحامين ) ألم يعلموا ان عبارة (لجنة تسييرية ) تعني التقيد بمسار محدد ومهام ضيقة لا تقبل التوسع ؟!!
هل سمعتم بلجنة تسييرية تعمل على صياغة إعلان دستوري لأي بلاد في العالم ؟ هل سمعتم بلجنة تسييرية تترك تفويضها وتصنع وظائف جديدة بحسب هواها؟!! ومنذ متى كانت شرعية الأجسام النقابية تؤخذ من السفراء ووكلاء المنظمات الأجنبية؟! منذ متى كانت السعودية والإمارات راعيتان للتحول الديمقراطي !!!! أروني بربكم أي بلاد في العالم يجتمع فيها السفراء لإضفاء الشرعية على أجسام مهنية؟!! اي بلاد في محيطنا الأفريقي والعربي حدث فيها ما حدث عندنا رغم انتشار حالة الفقر فيها والجوع..!؟
صفوة القول
إن كان محاموا اليسار وجوغة مؤيديهم يعبثون بالقانون. ويستقوون بحجية الامر الواقع ويستنصرون بفولكر وبعض سفراء الإقليم فإن هذا القانون سيتمزق فالفوضى لا يتقاصر عنها أحد إن اصبحت لها الكلمة العليا ؛ فإن عجزت النصوص وتقاصرت عن حماية الناس وحفط الحقوق فإن قانون (الدريجة) لن يتقاصر ولن يعجز في حماية الحقوق ؛ فلكل دريجته ؛ فمن كان يستنصر بالامريكان فلينظر ماذا حدث بالأوكران ؛ ومن كان يستنصر بالله فلينظر ماذا حدث لطالبان في افغانستان..
خارج النص :
حزنت أيما حزن عندما سمعت أن أحد المحامين أكل من طعام ربائب المنظمات فانهالت عليه تلك الفاتية ذائعة الصيت وأمرته باستفراغ ما اكله من طعام وليته فعل الاخيرة ولم يفعل الأولى فطعام اللئام غير مهضوم؛ وشرابهم كالحميم.. للحديث بقية، والله المستعان.