إسفير نيوز __ وكالات
كان الروائي البريطاني الشهير، سلمان رشدي، يعتقد أن حياته قد أصبحت “طبيعية جدًا مرة أخرى” وأن المخاوف من محاولة اغتياله قد أصبحت شيئًا من الماضي، وذلك قبل أسبوعين فقط من تعرضه للهجوم، وفقا لما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وكان رشدي، 75 عامًا، يتحدث في ندوة أدبية في معهد تشوتاكوا في غرب ولاية نيويورك، حول أهمية منح أميركا حق اللجوء للكتاب المنفيين، عندما تعرض للاعتداء.
وكان المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، قد أصدر فتوى بهدر دم الكاتب ذي الأصول الهندية عقب صدور رواية “آيات شيطانية” والتي اعتبرت عند البعض أنها “مسيئة للدين الإسلامي”.
ورغم أن النظام في طهران سعى لإبعاد نفسه عن تلك الفتوى، بيد أن ثمن رأس سلمان رشدي كان كان قد ارتفع في الأعوام الأخيرة إلى أكثر من ثلاثة ملايين دولار.
وقبل أسبوعين فقط من حادث الاغتيال، تحدث رشدي إلى المجلة الألمانية “شتيرن” عن سلامته الشخصية، قائلا إن حياته كانت ستتعرض لخطر أكبر لو كانت مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي موجودة في الوقت الذي كتب فيه رواية “آيات شيطانية”.
وأضاف: “الفتوى شيء خطير، لحسن الحظ لم يكن لدينا الإنترنت في ذلك الوقت، فقد أرسل الإيرانيون الفتوى إلى المساجد بالفاكس، وهذا كان منذ وقت طويل، وفي الوقت الحاضر، أصبحت حياتي طبيعية جدًا مرة أخرى”.
ولدى سؤاله عما يخيفه في الوقت الحالي أجاب رشدي: “في الماضي كنت سأقول التطرف الديني، ولكني الآن أعتقد أن الخطر الأكبر الذي يواجهنا الآن هو أننا نفقد ديمقراطيتنا، فمنذ صدور حكم المحكمة العليا الأميركية بحظر بالإجهاض، كنت قلقا للغاية من أن الولايات المتحدة لن تتعامل مع ذلك مع ذلك الأمر”.
وتابع: “بعض المشاكل لا يمكن إصلاحها وبالتالي فإن البلاد سوف تتفكك، والخطر الأكبر الذي يواجهنا اليوم هو هذا النوع من الفاشية الخفية التي نراها في أميركا وأماكن أخرى”.
وأردف قائلا: “صحيح أننا نعيش في أوقات مروعة رغم أنني أخبر الناس دائمًا بأن لا يخافوا، ولكن الشيء السيئ هو أن التهديدات بالقتل أصبحت أكثر طبيعية، ولا يفهمها السياسيون فقط، بل حتى المدرسون الأميركيون الذين يحذفون كتبًا معينة من المنهج الدراسي”.
وقال مستغربا: “انظر إلى عدد البنادق الموجودة في أميركا.. وجود كل هذه الأسلحة في حد ذاته أمر مخيف. أعتقد أن الكثير من الناس يعيشون اليوم مع تهديدات مماثلة لتلك التي واجهتها في ذلك الوقت، وأجهزة الفاكس التي استخدموها ضدي تشبه الدراجة وليس سيارة فيراري مقارنة بالإنترنت”.
وأكد رشدي الحائز على العديد من الجوائز الأدبية أنه سعيد لأن كتبه تجري مراجعتها في صفحات الفنون والثقافة وليس في الأقسام السياسية داخل الصحف.
ولدى سؤاله عن نصيحته للأشخاص الذين يخافون من عدم معرفة إلى أين يتجه العالم، أجاب: “أعتقد أن شيئًا جيدًا جدًا يحدث في جيل الشباب.. إنه أكثر ميلًا إلى النشاط، ونحن نشهد جيلًا يكبر في العمر نحتاج إليه بشكل عاجل الآن”.
وزاد: “إنه جيل قتالي. ونحن بحاجة إلى أشخاص يمكنهم تنظيم أنفسهم، وأشخاص مستعدين للكفاح من أجل مجتمع يستحقون العيش فيه”.
وتابع: “بصفتي كاتبا لاحظت أيضًا أن المؤلفين الشباب أصبحوا قدوة مرة أخرى للناس بعد أن كان الموتى هم المثال والقدوة فقط”.
من جانب آخر، ونقلت وكالة “بي إيه ميديا” البريطانية عن تغريدة للكاتب البريطاني الأميركي عايش تيسير، تم حذفها في وقت لاحق، إنه جرى رفع جهاز التنفس الصناعي رشدي وأنه يتحدث ويمزح.
وقد أكد ذلك أندرو ويلي، وكيل أعمال سلمان رشدي.
وكان ويلي قد قال في وقت سابق، إن رشدي كان موضوعا على جهاز التنفس الصناعي، وقد يفقد إحدى عينيه بعد أن أصيب في ذراعه وكبده خلال الهجوم
الحرة