فارس منصور
أصدر أمجد فريد ما أسماه استبياناً باسم منصة مرصد الرأي العام . والحقيقه انه لا توجد أية مؤسسة بهذا الاسم ، فما يسمى بالمرصد ليس له عاملين ( الا كذباً لأجل المانحين ) ، وليس له مكاتب ، والأنكى والأمر انه ليس به متخصص واحد في دراسة الرأي العام ، ولا متخصص واحد في الاحصاء ، ولا متخصص واحد في الاستفتاءات ، كل هذه المهام يقوم بها أمجد ( الملتحم في كل شئ ) لوحده . اذن فما يسمى بالمرصد ليس سوى جهاز كمبيوتر وباقات انترنت وفبركات أمجد فريد .
ولمن لا يعرف أمجد فريد فهو شيوعي سابق ، التحق بشلة المزرعة التي يقودها الشفيع خضر بصورة غير معلنة ، وبها ( 35 ) شخص ، ولكنها بالتآمر وسوء استخدام أموال المانحين والأوانطة على الخواجات سيطرت على رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ، وظلت تحكم من خلف ستار لعامين كاملين إلى ان انتفض ضدها حمدوك بسبب فساد المنح والعطاءات المقفولة.
يزعم أمجد فريد بأنه شارك في استبيانه ( 2243 ) اعتمد منهم ( 2094 ) ، وكانت نتيجة استبيانه انه نال حمدوك ( 1397 ) صوتاً بنسبة ( 66,7 % ) ، وقطع شك لحمدوك شعبية ، أساء اليها باستسلامه للعساكر وفشله في تنفيذ برنامج ثورة ديسمبر ، ومع ذلك من المتوقع ان تتبقى له بعض الشعبية ، خصوصاً وسط عوام السودانيين غير الواعين سياسياً ، لكن أمجد فريد المتلحم والمستعجل للعودة إلى مكتب حمدوك لمواصلة الأوانطة وضع لنفسه (19) صوتاً ، وهذه سابقة عالمية في تاريخ دراسات الرأي العام ، مما يؤكد عدم نزاهة الاستبيان ، لمجرد تضارب المصلحة ، دع عنك الأسباب الأخرى ، ومن بينها أن أمجد وضع لنفسه أصواتاً أكثر من محمد الفكي سليمان (15 ) وخالد عمر يوسف (9) ، رغم ان كليهما لديهما حزب ومعروفين للرأي العام ، بينما أمجد فريد ليس له سوى شلة المزرعة ولا يعرفه سوى متداخلي الفيسبوك ، الذين يربطون بينه وبين أشياء سلبية جداً.
والهدف الرئيسي لاستبيان أمجد خلاف وضع نفسه كمرشح محتمل لرئاسة الوزراء وتلميعها ، الهدف هو خدمة قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان ، والذي لحسابات عديدة صار يفضل الآن أحد مرشحين هما عبدالله حمدوك أو الشفيع خضر ، وكلا المرشحين مفضلان لشلة المزرعة ، فحمدوك رغم غضبته ضدهم في أواخر عهده ، فهو الآن معزول عن كل القوى السياسية الرئيسية فلم تتبقى له سوى شلة المزرعة كي تعمل لعودته ، مما جعله يتصالح معها ، ولو إلى حين ، واما الشفيع خضر فهو المرشح الرئيسي للمزرعة ، خصوصاً وانه مرشح البرهان الأول ، وقد (ظبطت ) المخابرات المصرية علاقته مع البرهان وصلاح قوش وعلي كرتي وجماعة الموز والاتحادي الأصل . وشلة المزرعة أصلاً مزرعة لكل الأجهزة الاستخباراتية والتآمرية بحكم أنها شلة في الظلام ، فيها عناصر صلاح قوش والأمن الشعبي ، اضافة الى الاستخبارات العسكرية السودانية والمصرية البريطانية والامريكية ،ومع خلافات الشلة على كل شئ إلا انها تتفق على مبدأ واحد ، وهو عزل القوى السياسية الرئيسية وتعيين رئيس وزراء قريب من الشلة يسلمها السلطة من خلف ستار لتنهب منح الخواجات وتفسد في العطاءات المقفولة.
والشفيع خضر مرشح شلة المزرعة والبرهان بحسب استبيان أمجد المفبرك نال (73) صوتاً فيما نال صديق الصادق المهدي (63) صوتاً ، أرقام لا يصدقها إلا من لديه قنبور . وفيما نال مبارك أردول من ( شلة الموز حليفة المزرعة ) (18 ) صوتاً نال محمد الفكي (15) صوتاً ، وخالد عمر(9) أصوات ، فاذا افترضنا ان أردول “حرامي الدهب” وكُهنة العساكر يتمتع بشعبية أكثر من كل القيادات المدنية المعارضة للانقلاب ، هل يعقل ان أردول أداة الكيزان يحوز على أصوات أكثر من رئيس حزب الكيزان غندور الذي أعطاه الاستبيان (11) صوتاً ومبارك أردول (18) صوتاً ..؟؟.
ولا أحد يدين شخصاً لمجرد تأييده لعودة حمدوك أو رئاسة الشفيع خضر ، ولكن أن تحاول دعمهما بالتدليس والفبركات والأوانطة ، فهذا ما لا يمكن أن يقبله شخص له أخلاق .
أجندة الشفيع خضر واضحة وضوح علاقاته وارتباطاته وبالتالي ليس من استبيان أو فبركة تقنع القوى الثورية بقبوله . أما الأجندة غير الواضحة فهي أجندة حمدوك ، وحمدوك العائد على أسنة رماح العساكر وبالتآمر الاقليمي والدولي أسوأ بما لا يقاس من حمدوك الذي جاء محمولاً على أكتاف الثوار ، وقد فشل حمدوك الأول بكل دعم الجماهير غير المسبوق ودعم المجتمع الدولي ، فشل بسبب ضعفه وعدم إيمانه الحقيقي بثورة ديسمبر التي لم يشارك فيها ولا بتغريدة واحدة في تويتر .
حمدوك العائد سيأتي لتنفيذ كل أجندة محاور الشر ، سينفذ للامارات التي يقيم بها حالياً صفقة الفشقة، وللكيزان التغاضي عن تفكيك التمكين وبالتالي ضمان تقدمهم في الانتخابات التي سيديرها الكيزان أنفسهم بحكم وجودهم في مفاصل الدولة ، ويقدم للبرهان وحميدتي جسراً للتطبيع مع المجتمع الدولي وتخطي قضية العدالة للشهداء ، كما سيقدم للمجتمع الدولي الخضوع لروشتة البنك الدولي وسياسات النيو ليبرالية ، وأما للشعب السوداني فلن يقدم سوى الكلمات الجوفاء.
المصدر الراكوبة