اسفير نيوز – وكالات
إسراء الشاهر – اندبدنت عربية
إحصاءات صادمة أصدرتها وزارة الصحة السودانية توضح ارتفاع عدد مرضى السرطان في البلاد، إذ أشارت الوزارة إلى وجود 20 ألف حالة إصابة نشطة، ثمانية في المئة منها لأطفال، مع شح كبير في الإمكانات والأدوية ومراكز العلاج.
تتركز معظم الإصابات في وسط وشمال البلاد لأسباب تتعلق بزيادة الأنشطة الزراعية في ولاية الجزيرة بوسط السودان، مع تزايد مواد استخراج الذهب كالزئبق والسيادين في الشمال.
ميزانيات هزيلة
وأكدت وزارة الصحة في اجتماع لها أن هناك زيادة كبيرة في عدد حالات الإصابة بالسرطان في ظل التحديات الراهنة، وفي الاجتماع ذاته اشتكى مديرو مراكز الأورام من “عدم انتظام الميزانيات على قلتها، ما يقتضي من الوزارة العمل مع المالية لزيادتها وانتظامها”.
وقال مدير مستشفى “الذرة” لعلاج الأورام السابق، مؤيد حسن، إن “هناك تحديات كبيرة تواجه مرضى السرطان في السودان أبرزها اختفاء العلاج نتيجة عدم التزام الوزارة دفع أموال الإمدادات لتوفير الأدوية، فضلاً عن مديونية الوزارة العالية جداً لدى الشركات”.
وعن أسباب عدم توفر العلاج، قال حسن، إنه “مكلف للغاية والمواطن لا يستطيع تحمل كل هذه المصروفات، ولا تستورد الأدوية من الخارج بسبب نقص العملة الصعبة”.
وفي ما يتعلق باستراتيجية علاج السرطان، أكد حسن أن “السودان حتى الآن يعمل بطريقه علاج قديمة على الرغم من تطور العالم”.
حالات في تزايد
وأشارت تقارير إلى أن أسباب ارتفاع أعداد مرضى السرطان تعود إلى “الفقر الذي وصلت نسبته إلى 90 في المئة في الولاية الشمالية، وتحوز النصيب الأكبر من عدد المرضى، وتعد المناطق الريفية أكثر إصابة مقارنة مع الحضرية”.
وأكدت إحصاءات أجريت مطلع العام وجود 925 حالة إصابة هذا العام، مع تردد 300 يومياً على مركز العلاج الرئيس الذي يقع في وسط السودان بمدينة ود مدني، ويعاني المركز ضغطاً هائلاً بسبب عدم وجود مراكز أخرى لتلقي العلاج مع عدم وجود أجهزة مؤهلة.
وقال حسن إن “الحالات في ازدياد شديد والأسباب غير معروفة حتى الآن نتيجة عدم إجراء أي جهة دراسة لاكتشافها، وذلك في حد ذاته مشكلة كبيرة”.
تتمثل تحديات مريض السرطان في عدم وجود بيئة مؤهلة لتلقي العلاج، مع سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد وشح الدواء.
أطفال السرطان
“استراحة جوانا أمل” المهتمة بالأطفال المصابين بالسرطان تعلن على فترات متقاربة عن فقدان أطفال تدهورت حالاتهم المرضية بسبب انعدام العلاج على الرغم من المجهودات المبذولة من قبل متطوعين لإنقاذهم.
وتقول المتطوعة أفراح نادر إن “جرعات العلاج يجري توفيرها عبر فاعلي خير، وسط غياب تام للجهات الحكومية في هذا الصدد”.
وتضيف أفراح أن “أغلب مرضى السرطان يعتمدون اعتماداً كلياً على المتطوعين الذين يوفرون الأدوية من الخارج لعدم وجودها في البلاد بصورة تامة، وهذا الأمر ليس وليد الأمس، بل هو مستمر منذ سنوات طويلة، وحتى الأدوية المتوفرة في الصيدليات (على قلتها) أسعارها مرتفعة بصورة تفوق العقل، ونجلبها من الخارج بربع القيمة، ومع ذلك نتعرض للمساءلة وأحياناً تجري مصادرتها”.
العلاج في الخارج
بسبب تدهور قطاع الصحة في السودان وانعدم جرعات الكيماوي والأدوية ومراكز العلاج في البلاد، يلجأ 70 في المئة من المرضى سنوياً إلى الدول المجاورة لتلقي العلاج، وأغلبهم يتجهون إلى مصر لسهولة إجراءات السفر إليها وقربها الجغرافي
.
وقالت نهى. ن التي تتلقى العلاج في مصر “واجهت صعوبة كبيرة جداً في العلاج داخل السودان، حيث إنني أقيم في مدينة الخرطوم، ولأخذ الجرعات يجب التوجه إلى مدينة ود مدني، وهو أمر مرهق مادياً ومعنوياً بالنسبة لي، وباتت قدرتي على مواصلة العلاج في السودان معدومة فقررت الذهاب إلى القاهرة التي توفر أحدث التقنيات في هذا المجال، الأمر الذي أدى إلى استقراري النفسي وإحساسي بالتحسن مع مرور الوقت”.