ذكر البروفيسور عبدالله الطيب (عليه رحمة الله ) في كتابه (ماتو سمبلة) قصة لأحد أبناء جنوب السودان الذي كان يعيش في الخلاء وكان يحمل مزمارا يدندن به ويردد عبارة (ماتو سمبلة).. وحينما دنى منه تبين له إن الرجل يقصد إن أهله ماتوا ببساطة وكلمة (سمبلة) مستعربة من كلمة (سمبلر) ومن هذه المناسبة ألف عبدالله الطيب كتابا سماه ماتو سمبلة سرد فيه بقية القصة وجملها بالحواشي ..!!*
*أهل ولاية الجزيرة تغشتهم الأمطار السيول في هذا العام؛ وأقامت معهم لوقت من الزمن وما تزال – دمرت منازلهم وأفقدتهم الأرواح و المأوى ؛ وتحاصرهم الأمراض من كل جانب في ظل انعدام الدواء وضعف الخدمات الطبية ، وفوق هذا وذاك يحاصرهم (التهميش) التهميش المتعمد ، ولم اذكر هذه العبارة (تهميش) من قبل فهي مناسبة فقط لحالة انسان الجزيرة لقناعتي انهم فقط من همشوا .. أما من ادعوا التهميش من قبل فقد كانوا يقصدون بها الوصول إلى السلطة ولا شيء غير ذلك..!!*
*إن كان البرهان قد ذهب إلى ولاية نهر النيل مؤاذرا ومتفقدا – لماذا لا يكمل. واجبه ويتفقد أهل الجزيرة أيضاً فقد كان البشير يذهب لكل بقاع السودان في المحن؟ لماذا لا يعطيهم سويعات يطيب فيها خاطرهم بمشاركة اردول؟!!*
*وما الذي يمنع أن يذهب حميدتي لولاية الجزيرة لتقديم المؤازرة والمساعدة السخية. لطالما أن الرجل الأول ذهب لنفس الولاية التي ذهب إليها ؟ ما الذي يجعل حميدتي يكرر ذات المشهد الذي قدمه البرهان؟ ما الرسالة التي يريد أن يقولها من خلال زيارته لنهر النيل ؟!*
*وإن كان الأمر كذلك ما الذي يجعل مواطنوا الجزيرة وغيرهم يشعرون أن هؤلاء هم قادتهم ؟ ما الذي يطمن السودانيين أن (برهان وحميدتي) هم أشخاص قوميون غض النظر عن بقية الاشياء..!!*
*ما الذي يجعل الناس في بقية السودان يؤيدونهم إن كانوا لا يشعرون بانتمائهم الصادق لهم .. فقد ذهب حميدتي لدارفور وقضى بها أكثر من خمسين يوما ؛ وكأن دارفور وحدها من لها مشاكل.. فشمال كردفان بها عشرات الاشكالات وكذلك بقية الولايات.. فلماذا لا يعطيهم من وقته مثلما فعل في دارفور؟!!*
صفوة القول
*أهل الجزيرة لم يفيقوا من صدمة سياسات جبريل إبراهيم التي أوردتهم المهالك حتى اتتهم هذه السيول فقد فعل فيهم جبريل ما لم تفعله بهم السيول والامطار .. (رفع لهم تكاليف الزراعة للحد المستحيل ؛ وخفض لهم قيمة المنتج للحد الذي يدخلهم سجون البنك الزراعي) ! وبذلك حولهم إلى (متسكعين) بعد أن كانوا يطعمون أهل السودان جميعاً ، ويشبعونهم كرما وجودا وحسنا ورحابة ؛ لكنهم اليوم يموتون سمبلة ، والله المستعان.*