اسفير نيوز __ وكالات
سلط تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، الخميس، الضوء على مجموعة فاغنر الروسية وكيف أن الحرب في أوكرانيا غيرت موقف موسكو تجاه الاعتراف رسميا بدورها والعلاقة بها بعد نفي استمر لسنوات.
وقالت الصحيفة إن مجموعة فاغنر كانت مسؤولة عن العمليات القذرة لصالح موسكو في شرق أوكرانيا وليبيا وسوريا وأجزاء من أفريقيا لسنوات.
وأضافت أن الكرملين لطالما نفى رسميا أي علاقة مع فاغنر، الذي يتهم عناصره بارتكاب مذابح وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
وتابعت الصحيفة “ولكن الآن، خرجت فاغنر ومرتزقتها فجأة من الظل خلال الحرب في أوكرانيا، حيث يتم الاحتفاء والإشادة بها علنا في وسائل الإعلام الحكومية الروسية كأبطال للغزو الدموي للرئيس فلاديمير بوتين. ”
وأشاد تقرير خاص صدر مؤخرا عن القناة التلفزيونية الحكومية الأكثر مشاهدة بما حققته المجموعة على الخطوط الأمامية الأوكرانية.
كذلك يحتفي الصحفيون المؤيدون للكرملين بأعضاء فاغنر، التي بدأت تستخدم إعلانات جذابة في جميع أنحاء روسيا لكسب أعضاء جدد، بما في ذلك حملات تجنيد داخل السجون.
في إحدى المرات ظهر المراسل الحربي الروسي يفغيني بودوبني على شاشة القناة الأولى الروسية وهو يتجول في محطة فوهليهيرسكا للطاقة في منطقة دونيتسك وإلى جانبه أحد عناصر فاغنر.
تنقل الصحيفة عن بودوبني القول في تلك اللحظة “تم تحرير هذا الموقع من قبل المتخصصين من مجموعة فاغنر”.
وقالت الصحيفة إن الحديث بشكل علني عن دور فاغنر جاء نتيجة الأخطاء وسوء التقدير الذي وقع به كبار القادة السياسيين والعسكريين في روسيا المتعلقة بقدرة القوات الروسية على غزو أوكرانيا خلال وقت قصير.
لم تُشاهد المجموعة شبه العسكرية وهي تقاتل في أوكرانيا في الأيام الأولى من الغزو، التي شهدت محاولات أولى فاشلة من قبل القوات الروسية للاستيلاء على كييف والإطاحة بالحكومة الأوكرانية.
وسرعان ما دفعت الخسائر التي فاقت التوقعات بشكل كبير في صفوف القوات الروسية إلى طلب مساعدة مرتزقة فاغنر، الذين شاركوا بعمليات غير معلنة في دونباس وسوريا ومواقع أخرى.
وخلص تحقيق حديث أجرته الوسيلة الإعلامية الناطقة بالروسية “ميدوزا” إلى أن مشاركة فاغنر في الحرب تأخرت بسبب الخلاف بين ممول المجموعة يفغيني بريغوزين ووزير الدفاع سيرجي شويغو بالإضافة إلى أعضاء آخرين من كبار قادة الكرملين.
تشير الصحيفة إلى أنه رسميا، لا يزال الكرملين ينفي أي صلات بين فاغنر والحكومة الروسية، لكن كثيرين يعتقدون أن عمليات فاغنر في أوكرانيا تجري بتنسيق محكم مع وزارة الدفاع الروسية.
ووفقا للصحيفة فإن ديمتري أوتكين، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة الروسية يبلغ من العمر 52 عاما عمل أيضا في وكالة المخابرات الأجنبية للجيش الروسي هو من يقود مجموعة فاغنر.
وتضيف أن أوتكين شوهد في إحدى المناسبات في الكرملين في عام 2016 وهو يقف مع أعضاء آخرين من المجموعة لالتقاط صورة مع بوتين.
وتعمل المجموعة الآن بنشاط وبشكل علني على استقطاب مقاتلين جدد من جميع أنحاء روسيا من خلال إعلانات منتشرة في الشوارع وعناصر تجنيد موجودون في ما لا يقل عن 27 منطقة من 85 منطقة في البلاد، وفقا لإحصاء أجرته صحيفة واشنطن بوست.
وأفادت الصحيفة، نقلا عن أحد المجندين، بأن مجموعة فاغنر تبحث عن رجال تتراوح أعمارهم بين 24 و 50 عاما على أن لا يكونوا من مواطني الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا” وخاليين من الأمراض مثل التهاب الكبد.
وأضافت أن المجموعة ترحب أيضا بالمدانين للعمل معها ما لم يتم اتهامهم بالإرهاب أو الاغتصاب أو تهريب المخدرات.
ويتم تدريب المجندين في معسكر يقع في مولكينو في منطقة كراسنودار، بالقرب من قاعدة عسكرية نظامية وتصل رواتبهم لأربعة آلاف دولار شهريا.
ونقلت إحدى وسائل الإعلام المحلية عن نزيل في سجن القول إن الرجل الذي يعمل في مجال التجنيد لصالح فاغنر كان مهتما بشكل خاص بتجنيد “المدانين بالقتل والسرقة مع سبق الإصرار”
الحرة