فضل الله رابح يكتب.. كثــُرة المبـــادرات .. والسودان على باب النهايــــة ..
فى ظل ظروف معيشية معقـدة وكوارث الخريف تبدو الأكثر مأسويــة وفزاعة بالبلاد نجد أن السياسيين فى بلادى يتشاكسون ويقدمون رجل ويؤخرون الأخرى وقد كثـُرة مبادراتـهم بيد أن المحتـوى الصادر عنها واحد فلماذا لا يدمج كل هذا المعروض السياسى تحت مظلـة وطنية واحدة كسباً للزمن إذا كانت النوايا صادقـــة وسليمـة .. ?? ـ نحن نعيش فى وقت ما يزال صدى مخرجات مبادرة الخليفة الطيب الجد يطرق الآذان فخرجت علين قوى الحريـة والتغيير التوافق الوطنى بإعلان سياسي جديد نص على أن تبدأ الفترة الإنتقالية من تأريخ التوقيـع عليه ولمدة (24) شهراً وأن يكون نظام الحكم فدرالياً خلال الفترة الانتقالية يؤسس لسلطة الشعب كما أن الاعلان نص علي تشكيل حكومة ( توافقية ) بالاغلبيـة وعلي القوي الرافضـة إنتظار الانتخابات علي حـد تعبير عبدالوهاب جميل ملاح القيادى بالحرية التغيير الميثاق الوطنى فى حديثـه مع ( الانتباهة) واضح أن عبارة ( توافقيـــة ) مقصودة لأنهم يدركون جيداً أن السودانيين عادتهم عدم التوافـق حتى يستمر الوضع مايع وإنتقالى كما هو الآن وأن يحكموا بعملية وضع اليد وبسياسة الأمر الواقع لأنهم يمثلون المستفيـد الأكبر من حالة الارباك ووضع اللادولة الراهنـــة .. بات موضوع تشكيل الحكومة وتعيين رئيس الوزراء من أكثر المغالطات رواجاً بين القوى السياسية بعد أكثـر من سبعـة شهور والسودان بلا حكومة والشعب السودانى يعاني أشد أنواع المعاناة بسبب غياب السلطة التى تتحمل عنـه عناء البحث عن حياة ومعاش كريم وتضبط إيقاع الدولة ثم جاءت كارثــة السيول والامطار فشردت آلاف الاسر وقتلت المئآت وأُعُلنت بعض المناطق منطقة كوارث والسياسيين ما زالوا يتغالطون ما بين ان تكون الحكومة من كفاءات مستقلة أو بتوافق الاغلبية كما قال اعلان مجموعة الميثاق السياسى الذي ذكرني بحكاية اهلنا فى بعض مناطق غرب كردفان عندما يأتيـهم مسؤول ويعقد لقاء فعاليات كى يستمع منهم مشاكلهم مباشرة فكانوا يحرصون بان يتحدث الجميع ولا يكترثون وان كان محتوي حديثهم مكرراً فالقاعدة الثابتـة عندهم ان يتحدث الكل حتي إذا در اللقاء لهم وجاد عليهم بخيـر فسوف يكون للجميـع نصيب من رعيـه وبالتالى أي شخص لم يتحدث في ذلك اللقاء بالطبع ليس له نصيب من خيـرات الإجتماع .. إخوانا ناس الحرية والتغيير التوافق الوطنى متحالفين مع العساكر وبعض القوى السياسية والمدنية الداعمة والمشاركة في إجتماعات المائدة المستديرة وسبق أن ذهبـوا جميعهم الي الشيخ الطيب الجد واعلنوا دعمهم لمبادرة نداء اهل السودان للوفاق الوطني لكنهم عندما جد الامر تراجعوا وقرروا يفرزوا كومهم حتى يحتفظوا بنصيبهم فى السلطة كى لا يرحوا تحت أقدام كثــرة المشاركين فى مائدة الطيب الجد .. البعض يرى أن موقفهم إنتهازى والبعض يراه عمليـة تشتيت للكرة والاستفادة من الثغرات والفرص لتسديد اهداف يتم كل هذا والوقت يتسرب من الجميع وقد عادت حليمة إلى عادتها القديمة فى المناكفات والمغالطات السياسية التى لا طائلـة منها وضباع مخابرات العالم وعملاءها فى السودان يعبثون بالوطن وأهله ويقينى أن الجوع سوف يهزمهم جميعاً كما أن الشعب سوف يقلب الطاولـة عليهم بإنتخابات أو بدونها فالمسألـة مسألــة وقت لا أكثـــر .. سيما أن واقع شعوب العالم العربى بعد ثوراتهم علي ما أسموهم الحكام الطغاة لم يتحسن بل إزداد سوءاً وأن الحال يقول أن الطغاة قد إنتصروا على الشعوب المقهورة والمغشوشــة وهى تنتصر عليهم
وحتى الآن مرت أكثر من خمسة عشر عاماً والحال يمضى إلي الأسوأ فى تونس وليبيا وغيرها هذه فتـرة كافيـة للعبـرة والإتعاظ بما آل إليـه الوضع من تعاسة وضنك ومن يكرره يكون أغبى الناس ..