Site icon اسفير نيوز

بعد قتال نصف عام في أوكرانيا.. “5 توقعات” للمرحلة المقبلة

اسفير نيوز __ وكالات

خلال الأشهر الستة الماضية، أثارت حرب شنتها روسيا على أجزاء مختلفة من أوكرانيا، اهتمام، وقلق، العالم بأسره، لكن مؤشرات النزاع شهدت العديد من التغييرات خلال هذه الفترة، بين تراجع لقوات موسكو، وتغيير للاستراتيجيات العسكرية بين الطرفين.

 

والأربعاء، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مرور ستة أشهر على الحرب في أوكرانيا “محطة مفصلية حزينة ومفجعة”.

 

وندد غوتيريش بـ”عواقب هذه الحرب العبثية، خارج حدود أوكرانيا”، مجددا “قلقه العميق” إزاء الأعمال العسكرية حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية. وأضاف “أي تصعيد آخر للوضع قد يؤدي الى التدمير الذاتي”.

 

وحين سُئل غوتيريش، الجمعة، خلال زيارة إلى أوديسا (جنوب أوكرانيا) عما إذا كان هناك أمل بأن تنتهي الحرب، أجاب بعد أن أغمض عينيه وتردد “الوضع صعب جدا، وآفاق السلام غير مؤكدة”.

 

واستعرضت صحيفة “ذا غارديان” في تحليل خمسة توقعات لما يمكن أن تؤول إليه الحرب في المرحلة المقبلة:

 

“عام على الأقل”

 

ذكر التحليل أن التوقع الأول يشير إلى أن الحرب ستستمر لعام على الأقل، لكنها تتميز بالاستنزاف، متنبئا بأن تنخفض حدة المعارك تدريجيا.

 

تواصل كييف وموسكو القتال وتصران على الاستمرار، رغم الخسائر التي مني بها الطرفان، فأوكرانيا تود استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا، بينما تتعهد الأخيرة “بإلحاق الأذى” ليس بخصمها المباشر وحده، بل بحلفاء أوكرانيا في الغرب، وتظن أن الشتاء سيصب في صالحها في المعارك المقبلة.

 

وتعهّد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، الأربعاء، في خطاب بذكرى يوم استقلال أوكرانيا، التي تتزامن مع مرور ستة أشهر على الحرب، أن تواجه بلاده الغزو الروسي “حتى النهاية” وألا تقدّم “أي تنازل أو تسوية”.

 

وانعدمت المفاوضات بين الطرفين بعد ظهور أدلة على وقوع مجازر في مدينتي بوتشا وإيرفين وغيرها من المناطق التي أعلنت روسيا السيطرة عليها شمالي كييف.

 

لكن التحركات على خطوط المواجهة باتت ضئيلة منذ سقوط ليسيتشانسك في أواخر يونيو، ويعاني كلا الطرفين في الحفاظ على زخم القتال في حرب الاستنزاف التي يبدو وأنها بدأت بإرهاق جنودهما عسكريا، وفقا للتحليل.

 

 

تغيير في التوجه الأوكراني

 

يشير التحليل إلى أن كييف لا تملك نوايا لمواجهة عسكرية مباشرة، “رغم أن المقاومة الأوكرانية لديها فرصة” للمساهمة في العمليات.

 

وتود أوكرانيا استعادة خيرسون، الواقعة غرب نهر دنيبرو، إلا أن مسؤولا في الإدارة اعترف دون الكشف عن اسمه “إننا لا نملك القدرة الكافية لدفعهم خلفا (الجنود الروس)”، وفقا للصحيفة.

 

وأكد التحليل أن كييف غيرت استراتيجيتها للاعتماد على الصواريخ بعيدة المدى وهجمات محددة شنتها قواتها الخاصة في القواعد العسكرية الروسية خلف خطوط المواجهة المباشرة.

 

وقال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، إن الهدف ينصب على “خلق الفوضى ضمن القوات الروسية”.

 

لكن التحليل أشار إلي أنه، وعلى الرغم من أن هذه الهجمات قد تؤثر على فاعلية الروس العسكرية، إلا أنه استبعد أن تتمكن من انهيار سيطرتهم على خيرسون والانسحاب منها بشكل طوعي، على عكس آمال بعض المسؤولين الأوكرانيين

 

الاستراتيجية الروسية

 

ومن المرجح أن تحاول القوات الروسية الاندفاع قدما، إلا أن انتباهها قد يتركز في السيطرة على المواقع في قبضتها، وفقا للتحليل، الذي أشار إلى أن موسكو لا تملك خططا هجومية أكثر من القصف المدفعي وتدمير المدن والقرى لمحاولة التقدم.

 

ويذكر أن روسيا تعتمد ذلك لأنه أجدى نفعا ومن أجل تقليل الخسائر بين جنودها، في وقت أكدت فيه تقديرات غربية سقوط حوالي 15 جندي منذ بدء القتال.

 

وتتبنى موسكو هذه الاستراتيجية حول مدينة باخموت في إقليم دونباس، إلا أنه تقدمها يعد بطيئا، ويعود جزء من ذلك إلى حاجتها لإعادة نشر بعض القوات لدعم سيطرتها على خيرسون، وفقا للتحليل.

 

ورغم أن الكرملين لم يحقق الغاية المرجوة من غزوه في بداية الحرب، إلا أن روسيا تسيطر على أجزاء واسعة من شرق وجنوب أوكرانيا، وهناك حديث عن إجراء استفتاءات لضم تلك المناطق رسميا إلى روسيا، كما حصل في إقليم القرم عام 2014.

 

ومع قدوم الشتاء، يرجح التقرير، أن تكتفي روسيا بما لديها في الوقت الحالي

 

أزمة لاجئين حادة

 

وتوقع التحليل أن تحدث موجة جديدة من اللاجئين خلال فصل الشتاء، لتشكل “فرصة” أمام الطرف الأكثر جاهزية.

 

ويعد الشتاء فصلا بالغ الأهمية لدى طرفي النزاع، وفقا للتحليل، وأكدت أوكرانيا مخاوفها بشأن الظروف الإنسانية المتوقعة، فلا يوجد غاز للتدفئة في منطقة دونيتسك والمواقع الأخرى على خطوط المواجهة.

 

ونقلت الصحيفة توقعات مسؤول في المساعدات الإنسانية، بأن الشتاء قد يتسبب بموجة من اللاجئين قد يصل عددهم إلى مليوني شخص، وقد يحاولون عبور الحدود إلى بولندا.

 

وفي الوقت الذي ترى فيه روسيا الشتاء “فرصةً”، إلا أن أوكرانيا تخشى من استهداف الروس لمحطات توليد الطاقة، مما قد يصعب توفير حلول للتدفئة، أو يمكن لموسكو بساطة وقف عمليات محطة زاباروجيا النووية، بحسب التحليل.

 

وتود روسيا أن تطيل معاناة الغرب فيما يخص تكاليف الطاقة، مع محاولات أوروبا تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، و”لديها كل النية بأن تزيد من ضغوطها”.

 

لكن الصحيفة توقعت أن تتجدد الهجمات خلال الربيع، مع استعداد الطرفين لقدوم “موسم جديد من القتال”.

 

“على الغرب أن يقرر”

 

وشددت الصحيفة على أن الغرب يجب أن يقرر فيما لو أراد من أوكرانيا الصمود أو الانتصار، كما ذكر أن على دوله أن تدعم الحاجات الإنسانية المتزايدة.

 

وكان من الممكن أن تخسر أوكرانيا الحرب بالفعل، لولا المساعدات العسكرية الأجنبية، لكن التحليل يشير إلى أن الغرب لم يدعم أوكرانيا بأسلحة أساسية قد تقلب موازين القوى جذريا، مثل المقاتلات، وتؤكد الصحيفة أن “السياسيين يتحدثون عن الحاجة إلى عودة روسيا إلى حدود ما قبل الحرب، لكنهم لا يوفرون المواد اللازمة لفعل ذلك”.

 

وتزامنا مع ذلك تزداد الاحتياجات الإنسانية في أوكرانيا، إذ لا تملك البلاد المال الكافي لإعادة إعمار ما تم تدميره من البنى التحتية، كما أن العديد من المنازل شمال غربي كييف لا تزال مهدّمة رغم خروج الروس منها قبل خمسة أشهر، وأشار التحليل إلى أن العديد من السكان يعيشون في مرائب السيارات أو في خيم أو مبان مؤقتة قرب منازلهم.

 

وذكر أن النازحين داخليا يعيشون في مدارس صممت لاستضافتهم مؤقتا ولا تعد مخصصة للإقامة لفترات طويلة، مشيرة إلى أن الثغرة في ميزانية أوكرانيا الشهرية تبلغ 5 مليارات دولار بسبب الحرب، وأن عمليات إعادة الإعمار ستكلف أضعاف ذلك.

 

 

Exit mobile version