Site icon اسفير نيوز

فضل الله رابح يكتب.. الصحفيـون ونقابــــة خيانــة المهنـــة ..?!

 

من يقرأ شعارات قوائم المرشحين لما يسمونـه نقابـة الصحفيين يتأكد أنهم يمثلون منابـر سياسية بغض النظر عن عدم شرعيـة تأسيس هذه النقابة من أصـلها وأن الشعارات المرفوعة تشعرك بأن هؤلاء الصحفيين يعيشون فى ( فضـاء كونى ) لا علاقة له بالمهنـة ولا الهويــة الصحفية وتحدياتها .. والواضح أن من صمم تلك الشعارات ـ ( الثورة نقابـة ولجنـة حىِّ .. نقاوم لا نساوم ) كان يتصور فيما يبدو حين كتب أن الإهتمام بشرائح مؤثـرة مثل الصحفيين والمحامين والأطبـاء معنـاه الإهتمام بـأهم قـوة ناعمـة يمكن إستخدامـها فى الحرب والمقاومــة والخشنــة ضد العساكر ضمنـاً وفعلاً من خلال إنشاء نقابات كمنصات لمقاومة الإنقلاب كما يقولون .. وواضح من سرعة الترتيب والتمويل وشكل وطريقـة التصاميم الفنية التي تشبـه بالكربـــون تصاميـم المنظمات الدوليـــة وبيوت خبرة السفارات الأجنبية ولا تشبـه حال صحافتنا وصحفيينا وإقتصادياتهم المتهالكة واضح هناك شريك دولي وأممى يساهم فى تصميـم الحملات ودعمـها وشركاء سياسيين يساهمون فى تصميـم وتحريـر الخطاب وإذا بسطنا الأمر على هموم المهنـة وأولوياتها نجده مفارقاً لها بل يعتبر خيانـة كبرى للمهنـة وبعبارة أخري فإنك حين تتحدث عن مهنة الصحافة تتحدث عن إقتصادياتها وصورتها امام صحافة العالم وتصوراتها للنهوض وتحسين البيئة الصحفية والتركيز على سياقات ذلك مع مضمون حملات المرشحين .. ثم السؤال المهم : كيف تنشأ نقابـة صحفيين والبلاد بلا قانون وبلا ضوابط وطنية خاصة بقيام الجمعيات العمومية للنقابات وتكون متسقة مع مواثيـق الاتحادات والمنظمات والنقابات الاقليمية والدولية ..? ثم كيف تنشأ نقابـة وتتحدى قرار الحكومة والسلطة القضائية التى اصدرت تشريع واضح أفتي بعدم قانونية تأسيس نقابـة الصحفيين فى ظل غياب القانون وتجميد النقابات الشرعية ـ? هذا الوضع يعتبر إنتهاكاً صريحاً للقانون وتحدٍ وطعن فى السلطة المخول لها ذلك بالقانون .. هناك جهات مثل الشرطة والاجهزة النظامية الاخري هي المعنية بحماية قرار الاجهزة العدلية وتنفيذه ولا اعتقد أنها سوف تتساهل مع هذه القضية وأتوقع ضميرها المهنى يقودها إلى منع هذارالعبث الذي يمثل تحدي سياسي وقانونى وليس مجرد تأسيس نقابة صحفيين .. وإذا حدث تساهل اليوم مع الصحفيين غداً سوف تنهض بؤرة أخرى وستوظف واحدة من منصات المواجهة الناعمة مع العساكر خاصة أن مصطلح تسميـة ( نقابـة) بدلاً عن ( الإتحاد) رغم عدم إتفاق القاعـدة الصحفة عليه أمر مقصود لذاتـه حتى يكون جسماً صلبـاً يستخدم كرت ضغط سياسى فى الإضرابات العماليـة والعصيـان المدنى دون الإكتراث إلى شـق الصف الصحفى وتمييع قضاياهم وتشتيتـها بدلاً من العمل على وحدة الكيــان الصحفى وتماسك لحمتـــه .. كثير من الزملاء نحترم إرادتهم وحسن نوايا البعض منهم ولكن واهم من يظن أن الأمر مجرد إستعادة نقابـة صحفيين لكن أصل الصراع أكبر وأوسع مما يتخيله البعض ..

Exit mobile version