¤ جدد القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان ، الثقة في رئيس هيئة الاركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين .. بالابقاء عليه – والرجل يستحق – .. لكن هذا ليس موضوعنا اليوم .. الا ان الخطوة تصوب الانظار نحو عضو مجلس السيادة الفريق اول ركن ياسر العطا.
¤ منذ ازاحة الستار عن المجلس العسكري ومن بعده السيادي ظلت الكمائن تنصب وبشكل لافت للعطا .. منها ابعاده من السيادي وتسميته محل الحسين .. ولاحقت الشائعات العطا، واحدة تلو اخرى ..وما ان تتحطم شائعة عند حائط الواقع حتى يحل محلها حديث خافت حول ماهو اخطر.
¤ على سبيل المثال تداولت وبكثافة معلومة – وسط الاسلاميين – ان العطا ينسق وبشكل كبير مع اليسار .. عضد ذلك ترؤسه للجنة التمكين – سيئة السمعة- وتصاعد القلق ان العطا يخدم خط الحزب الشيوعي.. ودخل الرعب في نفوس الاسلاميين رغم ان العطا يحتفظ بمكانة استثنائية في قلوبهم.
¤ رافقوه لسنوات بمناطق العمليات في الجنوب خاصة الميل اربعين.. وفي جنوب كردفان التي كانت المجال الذي نضجت فيه خبرته القتالية.. – وإذا جاز التعبير – ترى حركة الحلو الشيطان ولا ترى ياسر – الذي سقاها من كاس الهزائم .. ذلك ان العطا مقاتل شرس ومن الشخصيات المحورية في القوات المسلحة.. وكانت قيادة الجيش تثق به للغاية في تنفيذ الاهداف العسكرية.
¤ سرعان ماقلب العطا بل المؤسسة العسكرية الطاولة باستقالة مدوية من تلك لجنة التمكين المشبوهة.. وبذلك سلك نهجا عمليا في ضرب قحت.. وتجريدها من قوتها بتلك الاستقالة .. في وقت كانت تنتظره ان يخلصهم من شرور الاسلاميين.. وكانت الاستقالة دلالة على اجادة العطا للتكتيك حتى على مسارح السياسة.. وعاد مرة اخرى للمناورة واغضب الاسلاميين هذة المرة عندما امتدح قادة قحت.. ابعد بذلك شبهة التقارب معهم.
¤ يكاد يكون لا يوجد موقع او قطاع الا وسرت شائعة باقتراب الحاق العطا به .. بما فيه الحقل الدبلوماسى عندما رشح البرهان، عسكريين سفراء… وسياسة (الزحلقة) قديمة منذ الانقاذ وقبلها.. عندما كان البشير يباهي بمولانا احمد هارون ويلمح انه يجهزه لدور اكبر قادم .. تشير اراء خبيثة على الرئيس ان يسد هارون ثغرة كردفان وقد كان.. واعاده البشير الى المركز لكن بعد فوات الآوان.
¤ وعندما نجح كمال عبد اللطيف وبامتياز في ترجيح كفة الميزان الاقتصادي الذي تاثر بانفصال الجنوب.. وانعش الخزانة بعائدات الذهب تم ابعاده وبطريقة ناعمة بحجة التغيير.. وكادت تتم الاطاحة بمدير مكتب البشير الفريق طه عثمان بذات الطريقة بتسميته سفيرا .. لو لا تدخل اثنين واقناع البشير بابقائه الى جواره.. ولكن نجحوا في ابعاده بعد سنوات ومن وقتها بدأ الكرسي يهتز تحت البشير.
¤ ان القاسم المشترك حول مايثار عن العطا هو ازاحته من المشهد.. لكن في باطن الامر، المسألة تتجاوز شخصة الى المؤسسة العسكرية بكاملها.. الشاهد ان ثلاثي المنظومة العسكرية بقيادة الدولة (البرهان، كباشي، جابر) الى جانب العطا لم يسلموا من حرب الشائعات الشعواء.
¤ كانت اعنفها التي انطلقت سهامها نحو صدر العطا وكباشي .. وكانت تجاة الاخير قبيحة وكريهة.. اذ اخذت منحى عنصري بغيض.. ان مايجري يتجاوز الشخوص الى المؤسسة العسكرية بكاملها .. وهو ياتي في اطار حرب ممنهجة بهدف تدميرها وتفكيكها .. يظهر جليا ان جهات تقف وراء مايجري.
¤ يتم الدعم بالمال والوسائل لان ما يجري مرتب وبعناية فائقة .. وعمل خبيث يتم بطريقة منظمة ومخطط لها بشكل دقيق.. تواجه القوات المسلحة الان حربا اسفيرية شرسة.. تعد واحدة من انواع الحروب الحديثة والخطيرة.. تعمد على تشتيت ذهن قيادتها في المجلس السيادي.
¤ مصحوبة بزعزعة الثقة بينهم كقيادات وبشكل مرعب.. مثل الحديث عن تنسيق العطا مع احدى دول الجوار لاطاحة البرهان.. والترويج لتباعد المسافات بينه والبرهان الذي اسقط الامر في ايديهم.. وتناول افطار رمضاني بمنزل العطا الذي يحتاج الوصول اليه، عبور كوبري.
¤ في تقديري ان الحملة المنظمة ضد قيادات الجيش تهدف لوراثة المنظومة العسكرية .. في محاولة للوصول الى الحكم .. وتبدو المؤشرات مقلقة حيث يتزامن ذلك باطلاق شائعات حول شبح تفكك وتمزق يقترب من المنظومة العسكرية.
¤ وسائل تلك الحملة توجية السهام للقيادات الصلبة مثل العطا الذي مابدل تبديلا من ولائه للمؤسسة العسكرية لا غيرها.. رغم انه ليس في يده كثير من السلطة والنفوذ.. لكنه لا يعاني من خواء فكري حيث تطورت مهاراته الخطابية بشكل مذهل .. بجانب مهارته وخبرته العسكرية العالية المعهودة فيه.
¤ ومهما يكن من امر يبدو من الصعوبة بمكان نصب كمين لقائد مقاتل مثل العطا.