بومبيو يتحدث عن اغتيال سليماني.. تفاصيل تكشف لأول مرة..!!
فيلق القدس الحرس الثوري الإيراني
اسفير نيوز __ وكالات
لا تزال تفاصيل عملية الاغتيال التي نفّذتها القوات الأميركية في العراق قبل أكثر من سنتين، وأدت لمقتل قائد فيق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني طي الكتمان نوعاً ما.
إلا أن تصريحات خاصة أدلى بها وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو لـ”العربية”، أظهرت معلومات للعلن لأول مرة عمّا جرى في تلك الليلة.
فقد أوضح بومبيو أن الإدارة الأميركية كانت تلقّت تحذيرات من مغبّة مقتل سليماني، وما سيؤدي ذلك من حرب، مؤكداً أنها ذات التحذيرات التي وصلتها حين قررت الانسحاب من الاتفاق النووي، وأيضا عندما قررت نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وأكد الوزير الأميركي السابق أن عملية اغتيال القيادي الإيراني البارز جاءت بهدف حماية الشعب الأميركي، وذلك لأن سليماني كان منخرطاً في مخطط يهدف لقتل 500 من مواطني الولايات المتحدة.
كما أضاف أن بلاده عملت على حماية أصولها في العراق ومواطنيها في سوريا وفي كافة أرجاء العالم، ولهذا راقبت تحركات فيلق القدس.
وبعد المراقبة، قررت استهداف سليماني بعدما علمت بأنه يحضّر لهجوم وشيك سيضر بموارد وأصول ومواطنين أميركيين.
تنكر بزي عمال صيانة
يشار إلى أن التفاصيل الدقيقة لعملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، والتي نفّذتها القوات الأميركية كانت في الثالث من يناير/كانون الثاني من عام 2020، قرب مطار بغداد الدولي، وذلك في عملية هزّت إيران، لم تكشف حتى اليوم.
إلا أن واشنطن كانت أعلنت العام الماضي، أن 3 فرق من القوات الأميركية التي كانت متواجدة في العراق حينها، راقبت المكان من مواقع مخفية في المطار بانتظار وصول سليماني، والذي كان أقوى قائد عسكري في إيران حينها.
وأوضحت أن عناصر من تلك الفرق كانت متنكرة بزي عمال صيانة، في حين اختبأ آخرون في مبانٍ قديمة أو مركبات على جانب الطريق لتسهيل المهمة.
وأغلقت الجانب الجنوبي الشرقي من المطار في غضون مهلة قصيرة لإجراء تدريب عسكري كما أُبلغت الحكومة العراقية.
في حين تمركزت فرق القناصة الثلاث على بعد 600 إلى 900 ياردة من منطقة الاستهداف على طريق الوصول من المطار.
واستعمل أحد القناصة منظار رصد مزود بكاميرا تم بثها مباشرة إلى السفارة الأميركية في بغداد، حيث كان يتمركز قائد قوة دلتا الأرضية مع طاقم دعم.
جاء من دمشق
وما إن هبطت الرحلة من دمشق بعد منتصف ليل تلك الليلة، متأخرة عدة ساعات عن الموعد المحدد، حتى حلّقت 3 طائرات أميركية بدون طيار في سماء المنطقة.
ثم قام أحد العناصر الأكراد المتنكرين بزي طاقم أرضي بتوجيه الطائرة إلى التوقف على المدرج.
وعندما هبط سليماني، تعرّف عليه المقاتلون الأكراد الذين تظاهروا بأنهم مسؤولو الأمتعة في المطار، ثم خرج من المكان مستقلاً مع من معه مركبتين، فاستهدفتهما مسلحتان بصواريخ هيلفاير.
إلا أن سلطات إقليم كردستان شمالي العراق، كانت نفت العام الماضي تماماً، أي مشاركة لقواتها بعملية الاغتيال.
ضربة لم تفق منها إيران
يذكر أن سليماني كان القائد العام للميليشيات المدعومة من طهران في الشرق الأوسط، ويقود بشكل مباشر الفصائل المسلحة المختلفة في العراق، فضلا عن تنسيقه التام مع حزب الله في لبنان، وحماس، والجهاد في قطاع غزة، ولواء فاطميون (الميليشيات الأفغانية)، و”زينبيون” (الميليشيات الباكستانية) وغيرها في سوريا.
وتعد تلك الجماعات الأذرع العسكرية لإيران ضد خصومها، ووسائل نفوذها.
كذلك كان مؤسسًا لبعض الميليشيات الأخرى مثل الحشد الشعبي، وفاطميون، وزينبيون، ويعمل على التنسيق بينها.
وحتى اليوم، وبعد مرور أكثر من سنتين على اغتيال سليماني، لم تجد إيران من يسد فراغه، حيث لم يتمكن إسماعيل قاآني، القائد الجديد لفيلق القدس، من لعب نفس الدور أبداً، وفق تقارير كثيرة.
في حين أثار هذا الاستهداف الأميركي لأحد أهم القادة العسكريين بإيران، تصاعداً غير مسبوق للتوتر بين واشنطن وطهران، التي هددت بالانتقام لقائدها.
إلا أنها اكتفت بعد فترة باستهداف قاعدة تضم جنوداً أميركيين في العراق، دون أن تؤدي ضرباتها هذه إلى خسائر كبيرة تذكر.
العربية نت