نؤمن ونعتقد بحق الجميع في نقد الإنقاذ كتجربة حكم لها من الانجازات العظام مثلما لها من الاخفاقات٠ فقط نطالب ممن ينتقدها أن يلتمس العدل والانصاف والقسط في نقده لها ويتحري الصدق والموضوعية فيثبت لها ما استوجبه الفضل في حقها وأن يظهر كذلك ما اعتري تجربتها من قبح أو سلبية دون تطفيف أو ميل وفق منهج من الحكمة والسداد بعيداً عن لغة الشطط والهتر واللدد والفجور في الخصومة٠
تابعت تعليقات ثلاثة من الصحفيين عما يسمي بانتخابات الصحفيين غير الشرعية التي جرت قبل يومين بعد أن بذل فيها الحزب الشيوعي جهداً مقدراً من أجل أن يجد منفذاً أو مدخلاً للضغط علي البرهان لاجباره علي اعادتهم للمشهد مرة ثانية فامتطي ظهر انتخابات الصحفيين لتكون له بوقاً لتحقيق مأربه غض النظر عن الوسيلة ومدي مشروعيتها دأبهم في كل التجارب والأزمنة والمسافات لايعيرون أدني انتباهة لقيمة أو مبدأ أو تقليد٠٠ راجعوا تجربتهم كلها قائمة علي الوصولية والتناقض وإثارة البلبلة والإضطراب الفكري والمنهجي الغريب لايثبتون علي حال ولا ينحازون لمثل ولا يستقرون علي رأي ينتقلون من باطل لباطل٠
فثلاثتهم وبالرغم من قناعتهم التامة بأنها غير قانونية ورغم إحباطهم الشديد من مقاطعة كبار الصحفيين المحترمين لها ورغم أن معظم قائمة الترشيحات لمنصب نقيب الصحفيين خلت من الصحفيين الشرفاء المعروفين باستثناء صحفي أو صحفيين إلا أنهم كالوا المدح والثناء عليها ومجدوها في المقابل أسأوا لتجربة الإنقاذ٠
هذا شأنهم ليس من حقنا أن نعترض أو نمنعهم في التعبير عن فرحتهم بها لكن في المقابل لن نقبل أن ينتقدوا الإنقاذ بدرجة أن يتفق فيها ثلاثتهم علي عبارة (استعادة النقابة بعد ٣٣ عاما) وكأن النقابة لم تكن موجودة عبارة حملت في طياتها تجريماً معنوياً وإساءة بالغة لزملائهم في النقابات السابقة المختلفة وتجريحاً للتجربة الاعلامية في عهد الإنقاذ التي نعتقد بأنها كانت الأفضل من بين كل التجارب في محيطنا العربي والافريقي من حيث هامش الحرية الذي اتسع مسافة هي الأعظم بين نظيراتها علي مستوي العالم٠
يكفي أن جميع دعاوي جهاز الأمن والمخابرات خسرها في مواجهة الصحفيين وهو في أوج عظمته وأثره وهيبته تعدي الأمر إلي أن نقول بأن معظم صحفي اليسار منحوا امتيازات ومخصصات وأموالا طائلة شادوا منها أفخم المنازل وأسسوا منها مؤسسات إعلامية كبيرة(قول يا لطيف)؟؟؟!!!
نحمدالله أن ثلاثتهم أصحاب أسوأ سجلات في ضرب الصحافة واهانتها وتكميم أفواه الزملاء الصحفيين وتشريدهم والتنكيل بهم٠
الأول هو الشيوعي (القديم) محجوب محمد صالح تحفظ له صفحات التاريخ أنه أحد صحفيين اثنين يختلي بهما نميري كل أسبوع ليمدانه بتقريرعن زملاء المهنة(شمارات الزملاء) وحين خاف من بطش الصحافة كلفه شخصياً بتأميمها وتشريد عامليها فقام بالدور التافه علي أكمل خسة إغلاقاً لدورها ومصادرة لأصولها رافضاً أن يدفع مستحقات الصحفيين من التأمين حيث حصره في الشيوعيين فقط بعد أن أخذ حقه أولاً ليكتب شهادة الأنانية علي نفسه أنه أول من قبض حتي إذا أتت الديمقراطية كان أول (المتحولين) لمقاعدها والمصفقين لها والمطالبين بالتعويضات لنفسه مقابل فعله الشنيع ذاك الذي رأس لجنته الهدامة ثم لم ير حرجاً في أن يكون أول من قبض الثمن٠٠ رجل هذا حاله لا نستغرب الاساءة للإنقاذ التي كرمته ورغم شيوعته الصارخة لم تغلق صحيفته يوماً ولم تحجب له مقالاً حتي أغلقها بقرار منه٠
والثاني الشيوعي الفج فيصل محمدصالح نموذج صارخ للبؤس والتعاسة وعدم النخوة٠٠ أكثر المستفيدين والمشاركين في فعالياتها لينقلب فجأة لألد أعدائها متوجاً مجهوده الجبار في الهتاف ضدها بعد ذهابها بنيل مقعد وزير الإعلام كأسوأ وزير جلس علي هذا الكرسي فكان مثل صاحبه محجوب محمد صالح تجربة كلها بؤس كلها خيبة كلها دمامل كلها تقرحات في جسد الصحافة التي انهكته الفترة الانتقامية متوجاً نفسه علي رأس المتأمرين الحمقي الأشرار٠٠حيث شهد عهده إغلاق المؤسسات الصحفية وتشريد العاملين ومنعهم مخصصاتهم وفي عهده تمت مصادرة أموال زملائه وقفل حساباتهم البنكية وفي عهده تمت مطاردة الصحفيين لم يسلم منهم قلماً منافحاً بالحق أو مناصراً للفضيلة٠ وفي عهده تم التشهير بالصحفيين واعلانهم كمتهمين هاربين إنه صاحب أخس ملف في التسلط والاستبداد والتنمر علي الزملاء فمن كان هذا حاله فلا نستغرب أن يسئ للإنقاذ التي استفاد منها ونال منها مانال من امتيازات ومخصصات٠
الأخير بالطبع أخير يستبطئ المكرمات مروءةً ونبلاً ونزاهةً إنه عثمان ميرغني (الكوز) الذي تنصل من فكرته وباع قيمه بلعاعة من الدنيا ذاك شأنه أما شأننا معه فإننا لن نقبل منه أن ينسي فضل الإنقاذ عليه وهي التي منحته ما لم تمنحه لصحفي آخر يكفي أنه اكتنز منها ٣٢ قطعة سكنية(حتة واحدة) حولها باسم زوجته بأراضي الحلفايا بجانب أموال طائلة مساهمة من الولاة حتي خرج ذات (مانشيت) بترشيح أحدهم رئيساً للجمهورية٠فمثله لاينبغي أن يتحدث بسوء عن الصحافة في عهد الإنقاذ التي أحسنت له ولكل اليساريين وقبلها لم يكن شيئاً مذكوراً((ما فضيت ليك جاييك وبالأرقام))٠
من أراد أن يسئ للصحافة من اليساريين فليسئ فقط عليه أن يتحسس تاريخه وأن يجرد حسابه معها فإننا لن نصمت في مواجهة أي إساءة صدرت من أي واحد منهم أحسنت له وقدمته وصنعت منه (زول) ولا شنو(يالطيف)؟؟!!!
علي قسم أن أبره بألا أترك صحفيي اليسار إلا أن يرعوا ويعودوا لرشدهم جدالاً بالحسني ونقداً بالحق وعدم تطاول علي الآخرين٠
حينها سيكونوا هم موضع حبنا وتقديرنا ومودتنا٠
نتمثل بقول الشاعر العربي :
لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها
سرور محب أو إساءة مجرم
هم المجرمون إذن ونحن لهم بالمرصاد وعلي الباغي تدور الدوائر٠