Site icon اسفير نيوز

المكون العسكري.. هل يسعى للعودة للمشهد عبر (الشباك)؟

اسفير نيوز

تقرير : هبة محمود

هل يسعى العسكريون للعودة للمشهد السياسي مجدداً عبر (شباك) المشاورات مع القوى السياسية؟ تساؤل عريض طرح نفسه عقب تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) وهو يعلن استعداد المكون العسكري لعقد لقاءات تشاورية مع الأطراف، حول الجهود المبذولة لانطلاق الحوار السوداني، من أجل تحقيق توافق وطني يكمل مسار الانتقال والتحول الديمقراطي وصولاً للانتخابات. ففي وقت أعلنت فيه المؤسسة العسكرية مغادرة الملعب السياسي وإتاحة الفرصة للقوى المدنية للتوافق فيما بينها، خرج دقلو أمس ليعلن استعدادهم لعقد لقاءات تشاورية، مما عده مراقبون سخرية من القوى السياسية ومحاولات لفضح عجزها.
ركود
ومازالت تعقيدات المشهد المحتقن تبارح مكانها، في ظل استمرار حالة الاصطراع بين مكونات القوى المدنية وعدم استطاعتها التوصل إلى صيغة توافقية فيما بينها، منذ إعلان رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في الرابع من يوليو الماضي خروج المؤسسة العسكرية من المشهد وإتاحة الفرصة أمام المدنيين للتحاور فيما بينهم. وعلى الرغم من مرور ما يقارب الشهرين على خطاب البرهان، إلا أن العملية السياسية في البلاد في حالة ركود رغم تعدد المبادرات والإعلانات السياسية المختلفة التي كان آخرها الإعلان السياسي للجبهة الثورية أمس.
وفيما تتجه الأنظار نحو القوى الحزبية تتباين بدورها الآراء حول إمكانية توصل هذه القوى إلى توافق في ظل حالة الاختلاف الكبير فيما بينهما والتباين في كيفية التعاطي مع المكون العسكري.
وسيط
وفيما اعتبر كثير من المتابعين قرار البرهان بخروج الجيش من العملية السياسية في البلاد محاولة مراوغة وإرباك للمشهد، رأى بالمقابل البعض الآخر أن الرجل سعى في المقام الأول إلى تعرية المكونات السياسية المختلفة أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي والإقليمي معاً من خلال ما أعلن، ليزيح وبهدوء تهمة إلصاق تعثر الانتقال بالعسكريين فيحقق أكثر من مكسب، ويكشف أن المعضلة في المقام الاول تكمن في تقبل القوى السياسية ببعضها البعض، وهو ما رأه مراقبون يذهب في ذات التصريح الذي خرج به حميدتي أمس باستعداد المكون العسكري لعقد لقاءات تشاورية مع الأطراف، فهل يسعى المكون العسكري الى أن يكون مسهلاً ووسيطاً.
تذليل المصاعب
وأمس الإثنين أعلن دقلو في تعميم صحفي استعداد المكون العسكري لعقد لقاءات تشاورية مع الأطراف، حول الجهود المبذولة لانطلاق الحوار السوداني، من أجل تحقيق توافق وطني يكمل مسار الانتقال والتحول الديمقراطي وصولاً للانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية، مؤكداً حرص المكون العسكري على تحقيق تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار، من خلال التعاون مع الأطراف لتذليل أية مصاعب تعيق دعم التحول والانتقال الديمقراطي، داعياً جميع قوى الثورة والقوى الوطنية للإسراع في التوصل إلى حلول عاجلة تؤدي لتكوين مؤسسات وهياكل الحكم الانتقالي المدني.
شرف الوطنية
وبحسب المحلل السياسي نصر الدين أبو بكر فإن تصريحات دقلو تعتبر إهانةً في حق القوى المدنية التي أثبتت فشلها تماماً في إيجاد صيغة توافقية تجمع فيما بينها، مؤكداً في حديثه لـ (الانتباهة) أن المكون العسكري يطرح نفسه للعب دور الوسيط، وتابع قائلاً: (من المؤسف أن تمضي الأوضاع في البلاد بالشكل الذي تسير عليه دون إعلاء القوى السياسية الروح الوطنية والتسامي فوق الجراحات والتخلي عن نبذ الآخر وتقبل الآخر، وهو ما يجعلها دون أن تشعر تمنح العسكريين شرف الوطنية والخوف على البلاد وتقف هي مصطفة إلى جانب الطامعين في المناصب).
استهلاك سياسي
وعلى الرغم من تجديد نائب رئيس مجلس السيادة، رئيس اللجنة الثلاثية للمكون العسكري، الفريق أول محمد حمدان دقلو، تأكيده بالتزام المؤسسة العسكرية الصارم بترك أمر الحكم للمدنيين والتفرغ التام لأداء المهام الوطنية المنصوص عليها في الدستور والقانون، إلا أنه وفق خبراء سياسيين حديث للاستهلاك السياسي فحسب. وينظر المحلل السياسي خالد البشير إلى الاتهامات التي تلاحق العسكريين حول خروجهم من المشهد بأنها تعاطٍ سياسي ومناورة في غير مكانها لاعتبارات ان القرار قرارهم دون أدنى إرغام منهم، مشيراً في حديثه لـ (الانتباهة) الى أن القوى السياسية فشلت خلال نحو شهرين في التوصل إلى حل سياسي، الأمر الذي دعا العسكريين للتدخل.
ويرى في ذات الاتجاه أن تصريحات دقلو تدحض بدورها أي حديث عن اتجاه العسكر لاتخاذ قرارات لإنهاء الأزمة وتشكيل حكومة مهام وإجراء انتخابات مبكرة.
قرارات تصحيحية
وبدورها كشفت مصادر لـ (الانتباهة) عن وجود قرارات مرتقبة تأتي في إطار خطوات تصحيحية تضمن عملية الانتقال الديمقراطي بشكل صحيح ينقذ البلاد سيما في وجود نذر مجاعة، الأمر الذي يجعل العسكريين يمضون في محاولة الإنقاذ هذه دون انتظار القوى السياسية للتوافق. وقالت المصادر إن هذه القرارت ستكون مدعومة بسند إقليمي ودولي، مؤكدةً أن كلاً من البرهان وحميدتي يعلمان أن الهوة بين المكونات المدنية بعيدة، ولذلك فإن تصريحاتهم تأتي رسائل للخارج بحثاً عن السند. ويرى مراقبون تجاوز المجتمع الدولي الآن للقوى السياسية عقب تيقنه من عجز الأحزاب عن التوصل إلى صيغة توافق.

Exit mobile version