الاتجاه لتشكيل تحالف جديد.. هل يغير موازين الواقع السياسي؟

اسفير نيوز

0

اسفير نيوز

تقرير: محمد جمال قندول

في ظل انسداد الافق السياسي وكثرة المبادرات المطروحة والمتجددة للوصول إلى اختراق يقود إلى تشكيل حكومة تصريف مهام ووصولاً بالانتخابات، تواترت انباء عن اتجاه لقوى سياسية وحركات مسلحة ومنشقين عن قوى الحرية والتغيير لاعلان تحالف سياسي جديد يتولى تشكيل الحكومة بمنح القوات المسلحة صلاحيات واسعة. النبأ الذي وجد مساحات واسعة من التداول امس حرك ساكن الراهن السياسي المليء بالاطروحات للحل والتحالفات للتحرك الفقير للارادة التي تفضي لتراضٍ وطني يسهم في ازالة حالة الاحتقان وايقاف تفاقم الازمات، خاصة الاقتصادية، عبر برنامج اقتصادي يطرح من حكومة تصريف مهام مازالت في غيب المجهول بفعل الساسة والنخب. وهناك تساؤلات مهمة تفزرها كثرة التحالفات وماذا سيقدم التجمع الجديد في ما فشلت فيه كيانات أخرى؟

تحركات الاتحادي

وبحسب (سودان تربيون) فقد عقد اجتماع مساء الاثنين الماضي جمع قيادات الحزب الاتحادي الاصل برئاسة جعفر الميرغني وابراهيم الميرغني وبخاري الجعلي وبابكر عبد الرحمن، بالاضافة الى حزب البعث السوداني بقيادة يحيى الحسين ومحمد وداعة وممثل الحزب الشيوعي حيدر الصافي، بجانب يوسف محمد زين ورئيس لجنة الاتصال بالتوافق الوطني مني اركو مناوي ورئيس حزب الامة مبارك الفاضل والقانوني نبيل اديب والرئيس التنفيذي لمبادرة نداء اهل السودان هاشم قريب الله، وان الاجتماع وضع خريطة لاعلان التحالف الجديد.

ومن واقع الشخصيات المذكورة في اجتماع الاثنين فإن الحزب الاتحادي الاصل يلعب دوراً مهماً لم يكن محورياً بتشكيل التحالف، ويقرأ ذلك من زوايا عديدة اولها ان الذين حضروا اللقاء هم ذاتهم من كانوا حضوراً في الندوة السياسية التي اقامها الاتحادي الاصل بجنينة الميرغني قبل نحو عشرة ايام، بجانب التحركات الكثيفة لجعفر الميرغني بمقابلاته سفراء مصر والسعودية، فضلاً عن المبعوث الاممي فولكر، ثم لقاء جمع قيادات حزبه بالامة القومي مساء امس الاول الثلاثاء.

تجميع الأطروحات

فيما يتسق ما ورد من معلومات عن اتجاه للتحالف الجديد حال أعلن عن تجميع المبادرات، مع رؤية الحزب الاتحادي الاصل الذي اكد في اكثر من سانحة ضرورة تجميع الاطروحات الوطنية في وثيقة واحدة، وكذلك تصريحات رئيس الاتصال السياسي للتوافق مني اركو مناوي المنصبة في ذات الاتجاه.

والخبر بحسب (تربيون) اورد جزئية متعلقة برفض المؤتمر الشعبي الانضمام للتحالف المذكور، فيما ذكر الامين السياسي للشعبي كمال عمر انهم اقرب للانضمام لمجموعة المركزي، والاخيرة ابدت مرونة في التعامل مع الشعبي بالرغم من انه تيار حزب اسلامي ظلت قوى الائتلاف ترفض الاعتراف به في بدايات تغيير 11 ابريل 2019م وحتى وقت قريب، قبل ان تتغير موازين الملعب السياسي الذي يعج بالتغيرات بوتيرة سريعة.

الخبير والمحلل السياسي د. صلاح الدومة جزم بأن الحكم على نجاح التحالف من عدمه صعب وليس بالسهل على حد تعبيره، مشيراً الى ان تشكيله شيء طبيعي في الدول التي فيها مجتمعات ليبرالية ديمقراطية تسعى للتحول السياسي بالطرق السلمية، وتابع قائلاً: (ان الحكم على التحالف بالضرورة يتم بعد معرفة اهدافه وطرحه وبرامجه بخلاف التحديات التي تواجهه ثم تقييمه).

حشد دعم إقليمي ودولي

وهناك زواية أخرى يصفها مراقبون بالمهمة، وهي ان تحالف بهذه القوى والمكونات حال أُعلن قد يحدث انفراجاً، وذلك لجهة انه حاشد بقوى سياسية ذات وزن وكذلك حركات، فضلاً عن مجموعات انشقت من المركزي، مما يكسبه شمولية اكثر من كل التحالفات التي تشكلت خلال الفترة الماضية، وتحديداً منذ اجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي.

وابلغت مصادر ذات صلة (الانتباهة) بأن التوقعيات من المشاركين للتحالف قد انجزت في انتظار اكمال الترتيبات النهائية وحشد الدعم الاقليمي والدولي والمحلي لاعلانه، مشيرة الى انه لشهر كامل تم التفاوض مع القوى المنضوية فيه، وعقدت اجتماعات عديدة ابرزها لقاء جمع المتحالفين في منزل القانوني نبيل اديب.

اللقاء الذي جمع الاتحادي بالاصل والامة القومي امس الاول الاربعاء وامن على ضرورة اطلاق حوار شامل لا يستثني احداً عدا الوطني وينهي الازمة السياسية، ذهب متابعون الى انه ضمن مساعي الاصل لاستقطاب الامة الذي ينظر مراقبون الى انه المرتكز الاساسي للمجلس المركزي، وحال غادره والتحق بالتحالف الجديد فإن ذلك سيرسم واقعاً سياسياً مختلفاً، لجهة ان قوى الائتلاف احد اطراف الازمة الرئيسة، وخروج حزب الامام الراحل من رحمها سيفاقم ازمات المركزي ويفقدها زخماً بحجم كيان الأنصار.

استقطاب

فيما ذهب المحلل السياسي عبد الرحمن خريس إلى عدم جدوى التحالفات الجديدة حال لم تجد سنداً وحضوراً في الشارع، مضيفاً ان كل التحالفات التي نشأت أخيراً بمثابة رسائل من القوى السياسية بأنها موجودة وتقدم جهوداً لحل الازمة.

واعتبر خريس ان نجاح التحالف يعتمد على اجابتهم عن تساؤلات مهمة على شاكلة من يحرك الشارع ويقود المجتمع الدولي؟ وتابع قائلاً: (ولنجاحها يجب ان تستقطب قوى مثل الامة والمؤتمر السوداني فاعلة في الحراك لتغيير موازين المشهد وكذلك التيار الاسلامي العريض، وكلما ازداد عدد المشاركين داخل التحالف استطاع تشكيل الرأي العام، وهو المطلوب بلغة التحالفات).

اترك رد