فضل الله رابح يكتب.. حمر / مسيريـة .. كباشى / الجبـورى .. والحقيـقــة المغيبــة ..!!
مع بدايات احتجاجات أهلنا حمر التي بدأت الأيام الماضيـة علي خلفيـة ترسيـم الحدود بين محلتي النهود التابعة لحمر والسنـوط التابعة للمسيرية الزرق قبل تحولها إلى اعتصامات ومطالبـات اخرى كنت أذكر البعض بأن الموهومين وحدهم من يرون أن لا إمكانيـة للإنزلاق لمواجهة بين الطرفين وهاهى قد بدأت مواجهة كلاميـة وبيانات متبادلــــة وإذا لم يتم تدارك الموقف سوف يتحول إلي مواجهة مسلحة لأن هناك من يقذي الطرفين بتعبئة خاطئـة وهدفـه الرئيسى إبادتهم جميعاً واعتقد مركز صناعة هذه الأزمة واحــد .. عالمياً تعتبر مسألـة الحدود والمناطق المتنازع حولـها بين الدول هى نقطة إنطلاق لأي فتنـة وصراع تريـده المخابـرات العالمية وتكون القضايا المحليـة مدخلاً ومع تقديـرى لعلم وقدرات الدكتور معاذ تنقو إلا أنه إذا كان لـه عمار لماذا لم نـره فى مسقط رأسه غرب دارفور والجنينـة تحتـرق كل فترة والتانيـة بسبب صراع الحواكير والحدود ليتـه تـرك مجتمع حمر والمسيرية لوحدهم فهم قادرون على معالجة المشكلة من باب انها قبائـل متعايشـة ومتصاهـرة ولديها مصالح مشتركة فقط على القبيلتين تجنب تفكيـر الأغبياء فالعقلاء يفكرون فى البديـات قبـل النهايات ركزوا مع العقلاء .. المؤسف أن دار حمر والمسيـرية الزرق تعتبر بيت حكمة لكردفان الكبـرى وكم من النزاعات القبليـة والاهليـة جبـرت خواطر اهلها وعمرت منازلهم قبيلتا حمر والمسيرية بسبب مبادرات قادها حكماء وكبار هذه القبائـل العريقة والمتعايشة على مدى التاريخ .. وبالمقابل كم من قلوب وخواطر كُسرت ودمُوع نزلت وبيوت هُدِمت وخُرِبت بسبب كلمة قالها احدهم وهو لا يلقي لها بالاً .. والمؤسف أن كثير منا لديه قدرة هائلـة فى إلحاق الأذى بالآخريـن وفي نفس الوقت لديه قدرة فى امكانيــة إسعادهم .. وبهذه المناسبة لقد إستمعت لتسجيـل صوتى لرجل أحسبه من الحكماء فهو رجل سليل بيت حكمة وادارة اهليـة معروفــة وأصيلـة وهو الاخ العزيز الفاضل حامـد الجبــورى الذي في كلامه كثير من الموجب والجبـورى كان ومازال مرجواً فينا فهو رجل ربنا حباه بقدرة هائلة فى قيادة وتحريـك الناس والتأثير عليهم عن طريق الاعلام الشعبى واسلوب الحكى القصصي المتفرد الذى إنتهجه ولكن هذه المـرة لم يكن الجبوري كعادته وقد حمل حديثـه تقليـل من قيمة ومكانــة رجل عسكرى قح وابـن من ابناء كردفان الكرام وهو الفريق اول ركن شمس الدين كباشى .. إن حديث الجبورى عن كباشى لم يوفق فيه خاصة تحميله مسؤولية الصراع واضح ان الجبوري قد تأثر بالخطاب الداخلى المناطقى لدرجة بات لا يعرف العدو الحقيقي لحمر والمسيـرية وهو يصوب سلاحه وينشن خطأ ومع ذلك وبحق الإخاء وبحق كردفان علينا ونحن كأسرة واحـدة مهما كانت الغبائـن نلتمس من الاخ الجبورى الاعتذار لاخيه كباشى لان حديثـه به تنغيص وأذى كثيرا واعتقد ان الجبورى يمتلك من الشجاعة ما يمكنه على ترويض انفعالاتـه الشخصية ويجنبه الاستجابة لتعبئة الآخرين وضغوطهم عليــــه .. والجبورى يعلم تماماً أن صراع اليوم ليس بندقيـة فقط وإنما كلمة مؤثـرة وقلم أديب وريشـة رسام فهذه باتت السلاح الاكثـر فتكاً بالشعوب وأن كثير من الفتن تبدأ بكلمة وكثير من الشعوب أبيـدت بسبب بضاعـة نخبـة سياسية منتهيـة الصلاحية فنحن جميعاً شعوب أصيلـة وتقليديين لسنا من سكان هذه الارض التى نتقاتـل فيها وحولها وإنما إقامتنا النهائيـة اما في الجنـة او النار وكما قال بن القيـم : ( الناس مُذْ خلقوا مازالوا مسافرين وليس لهم محط رحال إلا في الجنـة أو النار) .. ولذلك علينا بإعمار هذه الارض بالحق وليس على طريقـة المستعمرون البرتقاليـون والاسبان الذين فعلوا الافاعيـل فى سكان امريكا الجنوبيـة ولا كما فعلت امريكا الحاليـة التي قامت علي جمام الهنود الحمر ولا كما حدث لفلسطين بإخراج شعبـها وتبديلـه بآخر غريب ودخيل ولا كما فعلت الامبراطورية الرومانيـة اول من اباد الشعوب الاصيلـة وسطا علي خيراتـها وقادوا الناس الي الرق والعبوديـة .. إن معالجـة نزاع الحدود بين قبيلتى حمر والمسيرية الزرق يتطلب حكمة وعلى الاهل فى إمارة حمر مراجعـة هذا الملف بصورة دقيقـة وأن يسندوا قيادتـه إلي فئـة محترفـة وليس كتلك التى ورطتهم فى هذا المأذق ( وبصمت) على الاتفاق الاولى الخاص بترسيـم الحدود بدون اي مرجعيات ولا شوري موسعة وهي قيادة خفيفة تدخل وتمرق من المكاتب بلا هدى ولان قضية إستراتيجية ومصيريـة كهذه تتطلب اكبر قدر من المراجعة والتدقيـق بين الطرفين حتي لا تتسبب في تجاوز الخطوط الحمراء كما الحال الآن وهنا تتجسد خطورة القضية التي بدأت جهات عديـدة توظفها وتنسج الروايات وتؤلف عنها القصص والهدف مزيد من صب الزيت علي النار وهذه الازمـة لابــد من تفاديها بأى ثمن وهناك عقلاء وثقاة عليهم التدخل لأن هناك جهلاء ومصاصى دماء من الذين يستمدون شرعيـة وجودهم فى الحياة من الازمات وهم يعتاشون عليها فقد بدأوا يرصدون ويحللون كل خطوة ويصنعوا منها مسارات جديدة لتطور الازمة وأخشى من امكانية استخدامهم آليات لصناعـة الموت القادم وبحر الدماء الجديد فى غرب كردفان وللأسف بدأت مؤشرات كل ذلك ومن بينها التعنت والإصرار علي التمسك بالمواقف الخاطئة والخطاب الاجتماعي الرث ومنطق التكريه الذي اعتمده البعض وأن ثمة متغير آخر لا يمكن إغفالـه في هذا السياق ألا وهو محاولـة البعض إعتماد إستراتيجية مزدوجة كالزج بالحركة الشعبية وإتهام مكونات اجتماعيـة بعينها انها تقف خلف هذا الصراع ودعم بعض قوى الحرية والتغيير لطرف دون الآخر فعلى المدي القريب والبعيـد هذا الخط سيحدث ارباكاً في المشهد وسوف يخلف خسائـر للقبيلتين إذا لم تتحسبان لهذه المخاطر ..