حوار.. محمد جمال قندول __ الانتباهة
من الممكن تشكيل حكومة الامر الواقع
ما يذكر عن التسوية السياسية لا تعدو مجرد اماني وتطلعات
التحالفات الحالية وقتية ولا صراعات داخل الامة وانما….
(….) في هذه الحالة سننسحب من تحالف مركزية الحرية والتغيير
منذ وفاة رئيس حزب الامة القومي الامام الراحل الصادق المهدي ظل المكون العتيق يتأرجح في مواقفه السياسية وتباين رؤي قياداته التي وصلت لحد التراشقات عبر الاجهزة الاعلامية ، ورشحت تسريبات عن صراعات داخل الامة القومي حتي فيما بين ابناء وبنات الامام الراحل عوضا عن موقف الحزب من قضايا الراهن السياسي كل هذه المحاور كانت مرتكزات اساسية وضعناها علي طاولة نائب رئيس الحزب الفريق صديق اسماعيل والذي قدم اجابات قوية والي مضابط الحوار.
*كيف تقيم الراهن السياسي المجابهه بتعقيدات وازمات ؟
ــ الراهن ازداد تأزيما علي ما به من ازمات ويبدو ان كل المنشغلين بالامر الوطني لديهم ما يصرفهم عن القضايا الاساسية التي تتعلق ببقاء الوطن واستقراره ناهيك عن اليات ادارته التي اضحت الشغل الشاغل
*انتم كقوى سياسيين متهمون امام الشعب بما وصلت اليه الاوضاع الان؟
ــ حديثي هذا تاكيد علي ما قلته وادعو القائمين علي الامر السياسي بضرورة الاسراع لتحقيق اكبر درجة من التصالح والتسامي للمحافظة علي بقاء الدولة السودانية
*حكماء المشهد السياسي والمتابعين يعتقدون ان الوضع بحاجة الي مصالحة وطنية شاملة لا تستثني حتي الاسلاميين ؟
ــ انا اتمني وادعو ان يهدي الله سبحانه تعالي ولاة الامر السودانين القائمين علي امر البلاد والتي يتطلعون بمسوؤلياتها يهدون الي سوا السبيل ويتفقو علي الية وطنية لانقاذ ما تبقي من سلامة الانسان السوداني وازالة اسباب الاحباط التي تقمصته الان وذلك بالتوافق علي الية وطنية متجردة لادارة البلاد خلال ما تبقي من عمر الانتتقالية وان يسرعو الخطي نحو التحول الديمقراطي واجراء الانتخابات الحرة النزيهة لوضع نهاية لهذا الصراع الذي تطاول امده بين من لا يملكون الشرعية لا في الماضي ولا الحاضر
*بين من لا يملكون الشرعية بالماضي والحاضر من تقصد بها ؟
ــ الي الذين يديرون الشعب السوداني ويتعلمون في راسه الحكم بلا اي مسوغات او تفويض منه مرتكزين علي تحالفات تكتيكية لا تنظر مكوناته بعين ثاقبة لما يتهدد الوطن من مخاطر داخلية وخارجية وترتكز انظارهم نحو مواقع القيادة
*تسريبات بين الحين والاخر تشير الي قرب تشكيل الحكومة هل تتوقع ذلك ؟
ــ انا لا اعتقد بان هنالك فرصة لتكوين حكومة قائمة علي توافق وطني ولكن من الممكن تكوين حكومة الامر الواقع وتفرض علي الناس بما كسبت ايدي القيادات السياسية السودانية
*حال لم تصل القوي السياسية لتوافق هل يلجأ رئيس مجلس السيادة الي تشكيل حكومة ؟
ــ اتوقع ان يحدث ذلك لطالما ان هنالك فرصة متاحة لصناعة الكتلة المتوافقة لتولي امر البلاد واقامة حكم مدني وليست هنالك اي عوامل تكبح دماء التفكير بتشكيل حكومة تسمي بحكومة الامر الواقع
*ما موقف حزب الامة من الاصطفاف مع مجموعة المجلس المركزي الذي ظلت ترفض كل المبادرات للحل ؟
ــ حزب الامة القومي لديه مسوؤلية وطنية واخلاقية تلزمه بالعمل من اجل الحفاظ علي الوطن السودان وتحقيق تطلعات شعبه المتجهه نحو الحرية والديمقراطية والحكم الراشد ولذلك عليه ان يلتقط القفاز الان ويقدم مشروعا وطني تشكل سفينة الخلاص الوطني التي لا يمنع احد من الصعود اليها او يعزل احد
*لماذا لا يسهم حزب الامة القومي باعتباره احد الفاعلين داخل المركزي بتطويعهم لقبول المبادرات المطروحة وصولا لحل سياسي ؟
ــ ممثلي حزب الامة القومي بالمجلس المركزي يبذلون جهدا ولكن ليس لهم الغلبة بصناعة الواقع السياسي
*حزب الامة صنف في خانة الرافضين للمبادرات بصفته عضوا بالمجلس المركزي للحرية والتغيير ؟
ــ هذا ليس صحيح حزب الامة يمد يده ويتواصل مع الجميع ويفتح صدره لجميع ابناء البلاد للاستماع الي ارائهم ومحاولة صناعة توافق وطني واسع لاخراج البلاد من ازمات الحكم علي مر التاريخ والان يسعي لذات الدور بكل ثقة وقناعة بان قادر علي تحقيق ذلك
*مراقبون يصفون التحالفات الحالية والتي انتم جزء من تحالف المركزي بانها تحالفات مرحلية وتكتيكية ؟
ــ اتفق معك ان كل التحالفات الان تكتكية وانية وليست قصيرة المدي فحسب بل وقتية
*هنالك تسريبات ان حزب الامة القومي قد ينسحب من مركزية الحرية والتغيير ما مدي صحة ذلك ؟
ــ انا لا اعتقد بان الامة يفكر في ذلك ولكن ليس مستحيلا مثل هذا الامر اذا سارت الامور باتجاه عدم وضوح الرؤية والواقعية والجدية بمعالجة القضايا الوطنية
*صراعات كثيرة بدات تظهر داخل حزب الامة ؟
ــ ليست صراعات وانما تباين بوجهات النظر وهو امر مشروع وهذا ما قبل عليه حزب الامة ولكنه قادر علي توحيد الجهود وادارة الامر بتوافق عالي
*كيف تقرأ المبادرات الوطنية التي طرحت خلال الفترة الماضية ؟
ـــ المبادرات مؤشر علي ان هنالك احساس بالمخاطر التي تحيط بالوطن ولكنها تفتقر للارادة السياسية والجرأة الوطنية التي يتطلبها الامر الان
*كثر الحديث عن دمج كل المبادرات الوطنية ؟
ــ لا شك ان المبادرات والاراء يجب ان تتلاقح وتصنع واقع محدد وفي هذه الحالة تكون هنالك رؤية وطنية تلتف حولها غالبية القوي السياسية لادارة الشان الوطني وهذا يمكن يتأدي من خلال الحوار وهو ما يدعو له حزب الامة بالمائدة المستديرة
*الي اين وصلت مبادرة حزب الامة القومي التي اعلنتم عنها سابقا ؟
ــ لا زالت قيد الدراسة والاعداد الكامل اصطحابا لكل الاراء والافكار التي طرحت بايجابياتها ومحاولة ايجاد معالجة لحالات القصور التي ظهرت ببعض المبادرات
*الجبهة الثورية طرحت اعلان سياسي تضمن فقرة 39 شهرا للفترة الانتقالية ؟
ــ شخصيا اعتقد نوع من التسويف ومحاولة لوضع استمرارية وضع القيد علي ايدي الشعب السوداني والحيلولة بينه وبين ممارسة حقه المشروع لتولي امره لمن يراه بارادته الحرة وهذا اخطر من كل الذي تشكو القوي السياسية الان وهي نوع من الديكتاتورية المدنية التي لم يتسجب ويركن لها الوطنييون المخلصون من اهل السودان
*انعقاد المؤتمر العام لحزب الامة القومي ظل راتبا دون اجابات مقنعة ؟
ــ سؤال مكرر والاجابة عليه ثابتة بان المؤتمر العام سينعقد متي توافرت الظروف الملائمة لانعقاده
*وصفت ما يجري داخل حزبك بانه تباين بوجهات النظر غير ان احداث سابقة تعكس غير ذلك مثل استقالتك التي عدلت عنها لاحقا ثم استقالة ابراهيم الامين ؟
ــ استقالتي كانت لاسباب موضوعية وتم تجاوزها ولكن ابراهيم الامين استقال لاسباب غير واقعية ولا يسنده المنطق واساء لماضي تليد وناصع ساهم هو شخصيا بصناعة الواقع الممتاز
*كثر الحديث عن صراع ابناء وبنات الامام داخل الحزب ؟
ــ لا اعتقد ان هنالك صراع بين ابناء الصادق بل ان هنالك من يصورونه صراعا ولكن هنالك من يتخيل ويسعي لجعل الخيال حقيقة
*ولكن هنالك من يتحدثون بان عبد الرحمن الصادق بديل محتمل لرئاسة الحزب ؟
ــ رئيس حزب الامة ياتي بالمؤتمر العام وتاتي اليه جماهير ممثلة لقواعدها باختيار حر وحينما تختار الرئيس تختار الارادة الحرة
*كثرت الاتهامات للوسيط الاممي فولكر بانه منحاز لتحالف المركزي والذي حزبكم جزء من تحالفه ما تعليقك ؟
ــ راي الشخصي انا فولكر تسلل الي المسرح السياسي السوداني في غفلة من القائمين علي امر البلاد واراد ان يوردنا مورد التهلكة والضياع اوجب واجباتنا وهو كمبعوث اممي ان نرغمه علي القيام بواجباته المحددة في تكليفه وان لا يفرض علينا وصاية اممية او اقليمية او سمها دولية كما تشاء
*اثارت تصريحات ابراهيم الشيخ بعدم الاقصاء ثم مريم الصادق تساؤلات عن معزي التصريحات وهل تقود الي حل شامل ام ان هنالك تسوية مرتقبة ؟
ــ ابراهيم الشيخ بكل اسف سمم المناخ السياسي وادي الي حدوث انقلاب 25 اكتوبر ومارس الاقصاء والعزل للاخرين من خلال جعل المجلس المركزي للحرية والتغيير يديره 4 من مكوناته مع تغيب الاخرين وهو احد هؤلاء ولكن ما يحمد له هذه الاستتابة التي اعلنها وانا اسال الله سبحانه وتعالي يوفق كل من ساهم ذلك الواقع المؤلم واضاع علي السودان فرص تاريخية لاعادة الاندماج بالمجتمع الدولي والاقليمي وتجاوز ازماته الاقتصادية ان يهديهم سواء السبيل وبعضهم من صنع الازمة الاقتصادية التي نشكي منها الان بمحاربتهم لوزير المالية صاحب الفكرة وطارح الياته تنفيذها ابراهيم البدوي ثم ذهبو وترك الامر لثلاث يديرونه بذات القواعد والافكار ولكن بغير احاطة ومعرفة ثم ذهبو يتباكون علي ضياع الفرص التي كانت تنتظر السودان بمعالجة ازماته توافقا مع المجتمع الدولي واستقطابا لمساعدته
*ما تعليقك علي الاستفتاء التي طالب بعودة رئيس الوزراء السابق حمدوك لمنصبه ؟
ــ لا اعتقد ان الاخ حمدوك سيقبل العودة مرة اخري بعد تجربة 21 نوفبمر الذي قدم فيها تضحية كبيرة وكانت تشكل مخرج للازمة فقد تكالبت عليه قوي الحرية والتغيير حتي فر بجلده مخلفا هذه الاثار التي لا زلنا نعاني منها
*كيف تقرأ موقف الحزب الشيوعي من قضايا الراهن ؟
ــ دا حزب الرفض وهم يشكلون جبهة الرفض يرفضون كل ما تقدم من طرح ويتمسكون بقاعدة الاسقاط
*تعليقك علي انشقاق الشعبية بخروج عرمان عن حركة عقار؟
ــ حصل هنالك خلاف بينهما وذهب كل الي سبيله وهذا هو الوضع الضبابي اذا ان ما يجمع بينهم تحالف تكتيكي لا يقوم علي سوق سليمة
*راجت تسريبات قوية عن لقاءات بين المجلس المركزي والتوافق والمكون العسكري تمهيدا لتسوية مرتقبة ما تعليقك ؟
ــ لم نسمع بمثل هذه الافادات من اعضاءها وقياداتنا الذين يمثلون حزب الامة داخل الحرية والتغيير ، ولا من الذين نلتقيهم من الاطراف التي ذكرتها وربما يكون هنالك اجتهادات من بعض الحادبين علي مصلحة الوطن وما ذكر عن تسريبات تسوية لا تعدو مجرد اماني وتطلعات
*مبادرتكم هل ستشمل التيار الاسلامي ؟
ــ المائدة المستديرة حسب ما يري حزب الامة يؤمها كل الذين لديهم رؤي وافكار لادارة الشان الوطني عدا المؤتمر الوطني الذي اعلن بنفسه ان ينأي عن اي مشاركة خلال الفترة الانتقالية وبالتالي عدا الوطني الباب مفتوح للاسلاميين وهذا حق مشروع قائم علي مبدأ الحقوق الواجبات الا من تجني علي الشعب السوداني
*اتفاق سلام جوبا ؟
ــ يحتاج الي مراجعات حقيقية لن تاتي بضربة لاذب وانما تاتي عبر حوار مع اطراف السلام والشعب السوداني باسره من خلال مؤتمر يعقد من اجل السلام الشامل وان ياتي اطراف السلام بارادة مفتوحة تتجاوز سلبيات سلام جوبا التي اظهرتها الممارسة الحقيقية في ادارة البلاد خلال المرحلة الماضية
*كيف تتوقع أن يمضي الراهن السياسي خلال الفترة المقبلة ؟
ــ اتوقع اذا لم ترعوي القوي السياسية وتتحمل المسوؤلية الوطنية بواقعية وتجرد فان القادم لا يسر ولا يفرح احد
*لقاءات عديدة جمعت الامة بالاتحادي ماذا تمخض عنها ؟
ــ كما هو معلوم ان حزب الامة القومي والاتحادي الديمقراطي بينهما شراكة تاريخية استراتيجية نتج عنها الاستقلال الكامل للسودان رغم رهان دولتي الحكم الثنائي بانهما سيعودان الي ادارة السودان بوصاية عليه بسبب الخلاف وايضا تمكنها من انهاء حكم الرئيس الراحل عبود بالتوافق بينهما تماما وايضا بالمرحلة مقاومة نظام مايو كان شريكين اساسيين بالجبهة الوطنية ولذلك العلاقة تاريخية واستراتيجية تتباعد خطوطهما مرحليا ولكن سرعان ما يلتقيان ويكملان بعضهما البعض
الامة والاتحادي احزاب يري البعض انها طائفية وستغيب عن واجهة المشهد السياسي الحديث خلال سنوات ؟
ــ هذا مردود الي اصحاب اشواقه وحينما يعني ياتي الشعب السوداني ليقول قولته النهائية سيتواري هؤلاء خجلا مما يقولون
*هل سيشارك حزب الامة القومي بحكومة الفترة الانتقالية حال تم تشكيلها؟
ــ ينبغي ان لا يشارك ابدا وينصرف لبناء نفسه والاستحقاق لممارسة حقه بالانتخابات الحرة النزيهة وان يتاكد بانها من اهداف ومخرجات التوافق الوطني لادارة ما تبقى من عمر الانتقالية.
الانتباهة