مشعل زار المملكة.. هل يتجه الأردن لإعادة العلاقات مع “حماس”؟

حركة حماس

0

أحيت الزيارة الأخيرة التي قام بها القيادي في حركة حماس الفلسطينية، خالد مشعل، إلى الأردن، الحديث عن عودة محتملة للعلاقات بين المملكة والحركة الإسلامية الحاكمة في غزة.

وفي عام 1999، حظر الأردن، حركة حماس، وهي فرع من جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن اتهمها  بالقيام بأنشطة غير مشروعة داخل المملكة.

ثم أصدرت السلطات الأردنية مذكرات توقيف بحق مشعل وخمسة من كبار مسؤولي حماس، وهم، موسى أبو مرزوق، وإبراهيم غوشة وعزت الرشق وسامي خاطر ومحمد نزال.

ومنذ ذلك الحين، يعيش مسؤولو حماس في قطر.

في عام 2006، اتهم الأردن حماس بتهريب أسلحة إلى المملكة من سوريا، وفي عام 2015، حُكم على 12 أردنيا بالسجن لمدة تصل إلى 15 عامًا لتورطهم في خلية تابعة لحماس.

وقد أدانتهم محكمة أمنية أردنية بتهمة تصنيع متفجرات وتنفيذ أعمال تهدد أمن البلاد.

وفي عام 2009 سُمح لمشعل بدخول الأردن مجددا، لكن للمشاركة في تشييع جنازة والده فقط.

كما سمح له في العام الماضي، مع اثنين من مسؤولي حماس، هما إسماعيل هنية، والرشق، بالمشاركة في تشييع جنازة غوشة، الذي توفى عن عمر ناهز 85 عاما ودفن في المملكة.

وفي الشهر الماضي، قام مشعل مرة أخرى بزيارة مفاجئة إلى الأردن لمدة أسبوعين، قالت عنها مصادر أردنية وفلسطينية إنها “زيارة خاصة” التقى خلالها القيادي بحماس، بأفراد أسرته وأقاربه فقط.

ولفتت المصادر إلى أن مشعل لم يكن بإمكانه زيارة الأردن لولا حصوله على إذن من “صانعي القرار” في عمان، في إشارة إلى القصر الملكي، وفق قراءة صحيفة “جيروزاليم بوست“.

وقالت ذات المصادر إن نزال، وهو أحد مسؤولي حماس الذين طردوا من الأردن في السابق، وصل إلى المملكة للإعداد لزيارة مشعل.

وقبل عودته إلى قطر، التقى مشعل مع عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الأردنيين، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وأكد مصدر مقرب من حماس هذه الحقيقة، حسبما تقول “جيروزاليم بوست”..

الصحيفة كشفت أن مسؤولا في السلطة الفلسطينية، قال، السبت، إن رام الله “تتابع عن كثب” التقارب الواضح بين حماس والأردن.

وشدد المسؤول على أن علاقات السلطة الفلسطينية مع الأردن لا تزال قوية كما كانت دائما على الرغم من الحديث عن “صلح” محتمل بين عمان وحماس.

وبعد أيام من زيارة مشعل، دعا عددٌ من السياسيين والأكاديميين الأردنيين حكومتهم إلى إعادة العلاقات مع حماس.

وجاءت هذه الدعوة خلال ندوة نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط، وهو مركز فكري مستقل في عمان، تحت شعار “العلاقة بين الأردن وحماس. الأسس والتحولات والتوجهات المستقبلية “.

“خطأ الأردن الكبير”

قال النائب الأردني صالح العرموطي، رئيس كتلة الإصلاح الإسلامية في البرلمان، خلال الحدث إن الأردن ارتكب “خطأ كبيرا” عندما قطع علاقاته مع حماس.

وقال العرموطي إن “مصلحة الأردن هي إعادة العلاقات مع حماس”، مشيرا إلى أن المملكة سبق لها أن “استخدمت ورقة حماس على أكثر من مستوى”.

وأضاف أن إعادة العلاقات مع حماس ستسمح للأردن بتعزيز دوره على الساحة الدولية، وقال: “لا يوجد سبب للخوف من حماس” ثم تابع “حتى بعض الدول الأوروبية تتواصل سرا مع قياداتها”.

وأشاد النائب الأردني بحماس لوقوفها إلى جانب الأردن ضد خطة السلام التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بعنوان “صفقة القرن”، والمعنونة رسميا “السلام من أجل الازدهار: رؤية لتحسين حياة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

وسارع الأردنيون إلى رفض الخطة، قائلين إنها تشكل تهديدا وجوديا للأمن القومي للمملكة، لأنها تحرم الفلسطينيين من حق إقامة دولتهم المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهي خطوة يمكن أن تمهد الطريق لتحويل الأردن إلى وطن للفلسطينيين.

وقال العرموطي إن الاتصالات بين حماس والمسؤولين الأردنيين استمرت رغم التوترات بين الجانبين.

كما أوضح أن هنية كان يطلع رئيس المخابرات العامة الأردنية على آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وقال متحدث آخر، وهو حسن المومني، المحاضر في الجامعة الأردنية، إن إعادة العلاقات بين المملكة وحماس ستفيد الجانبين.

وأضاف هذا الخبير في العلاقات الدولية أن “على الأردن أن يتبنى مقاربة براغماتية في التعامل مع حماس”، حسب الصحيفة.

كما أعرب كل من عاطف الجولاني، وهو رئيس تحرير جريدة السبيل الإسلامية الأسبوعية، والجنرال الأردني المتقاعد، الفريق، قاصد محمود، عن دعمهما لإعادة العلاقات الأردنية مع حماس، وفقا لمصادر إخبارية.

وتعليقا على التقارير حول الدفء المحتمل للعلاقات بين الأردن وحماس، تساءل المحلل السياسي والمسؤول السابق في السلطة الفلسطينية حسن عصفور عما إذا كانت عمان تستعد لمرحلة ما بعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال: “هل هذه محاولة استباقية لإجراء ترتيبات لعهد ما بعد عباس؟”

وتابع في مقال نشر في موقع إخباري فلسطيني، متسائلا “هل فقد الأردن إيمانه بالسلطة الفلسطينية؟.. ما ينشر في وسائل الإعلام عن علاقة الأردن بحماس يمثل انتهاكا مباشرا للشرعية الفلسطينية.

وقال إن الأردن بصدد تجديد علاقاته مع حماس على الرغم من أن المملكة تواجه مشكلة كبيرة مع الإخوان المسلمين.

“هذا يتطلب من السلطة الفلسطينية مراجعة القضية، إذ يجب عليها ألا تقف مكتوفة الأيدي وتراقب التطورات الجارية تحت قدميها” وفق ما نقلت عنه الصحيفة الإسرائيلية

الحرة

اترك رد