¤ شغل الراي العام وثائق مسربة عن اعفاءات جمركية لسيارات واغراض شخصية للحركات المسلحة.. لدرجة ان البعض اعتبر الامر سطوا من جانب الامين العام للجبهة الثورية د. جبريل ابراهيم.. لننظر الى الخطوة بقدر من الموضوعية.
¤ صحيح اعداد السيارات – اكثر من (4) الف – التي طالبت الحركات باعفائها من الجمارك ضخمة.. لكن قيمة السيارات نفسها ليست على حساب الخزانة العامة .. وهي تاتي في سياق استحقاقات السلام.
¤ يجب ان نوقن ان فاتورة السلام تكاد توازي فاتورة الحرب وقد تزيد .. وقبل ان يقفز احدكم ويقول اذن ما الفائدة ؟؟.. نقول ان السلام يوقف ازهاق الارواح البريئة الاي لا تقدر بمال.. ويعطي انطباعا ايجابيا خارج الحدود.. بلادنا في آمس الحاجة اليه.
¤ استغلال الملف تم بصورة اكبر بعد ظهور خطاب اعفاء سيارة مستوردة تخص ابن اخ رئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم من رسوم ارضيات الموانئ، وليس اعفاء جمركيا .. ومن هنا انتاشت السهام الرجل ، كون ماحدث لا يخلو من محسوبية ومحاباة.. فات عليهم ان ابن اخ جبريل هو نجل رئيس الحركة الراحل د. خليل ابراهيم.. والاخير يستحق اكثر من سيارة.
¤ الطرق الكثيف على هذا الامر لا يخلو من كيد وخبث من بعض السياسيين.. نسبة لانحياز حركة العدل الى جانب المنظومة العسكرية عقب اصدار قائدها الفريق اول عبد الفتاح البرهان لقرارات 25 اكتوبر.
¤ وكذلك لا يخلو من جهل من بعض الاقلام – مع تقديرنا لها – وذلك لان الخطوة ليست بجديدة.. تمتعت الحركة الشعبية الجنوبية عقب اتفاقية نيفاشا بامتيازات كثيرة عقب وصول قادتها الخرطوم .. حتى انها تسلمت ستون مليون دولار .. قبل ان يهبط وفد المقدمة ارض البلاد واسالوا ياسر عرمان.
¤ وتم منح جيش الامة تعويضات ظلت مثار جدال وصراع بين شباب حزب الامة وابناء الراحل الصادق المهدي.. وكذلك حظى التجمع الديمقراطي بزعامة الميرغني عقب اتفاق سلام القاهرة 2005 بامتيازات ومعاملة خاصة.
¤ وقامت الانقاذ بتعويض (المهدي والميرغني) جراء مصادرات اصول لحزبي الامة والاتحادي.. لكن الذي لا يقال في العلن ان التعويضات كانت ضخمة واستمرت الانقاذ تسدد فيها حتى انتخابات 2010.. واللبيب بالاشارة يفهم.
¤ حتى قيادات حزب الامة التي انسلخت من المهدي بقيادة ابن عمه مبارك الفاضل ظهرت عليها (نعنشة) فور مشاركتهم في الحكومة كانت مثار همس .. بدءا من انتقال مبارك الفاضل للعيش في فيلا جديدة بحي العمارات الخرطومي.
¤ إزاء الحكاية المتهافتة لموضوع العربات وما رافقها من صخب مصطنع نقول ان مايثار عن الحركات والعدل والمساواة وزعيمها جبريل تحديدا امر مقلق .. ومبعث ذلك ان الحملة ضده
اخذت منحى عنصريا بغيضا.. باقحام العشيرة التي ينحدر منها وتصويرها وكانها تعمل بشكل ممنهج لنهب اموال الشعب السوداني.. خاصة بالنظر الى وجود جبريل في منصب وزير المالية.
¤ كانت قحت بالامس القريب تقول بان الحركات ادبت الانقاذ عسكريا .. ويباهي بعض قادتها بالخطوة الرعناء والفاشلة التي قامت بها العدل والمساوة بغزوها ام درمان في مايو 2008م.. واطلقت قحت على حملة السلاح ، قوى الكفاح المسلح مشيدة بما اسمته نضالاتهم.. وزرفوا دموع التماسيح في جوبا عقب حفل التوقيع.. وكنت شاهدا على ذلك.
¤ وسرعان ما انقلب السحر على الساحر.. عندما ارغمت الحركات، قحت بان تكون الضلع الثالث في مثلث السلطة ومعهم العسكريين.. ولاحقا وقعت المفاصلة عقب رفض جبريل ومالك عقار ومناوي واخرين التعامل بطريقة الناشطين امثال خالد سلك ومحمد الفكي مع المنظومة العسكرية.. واصبح يطلق عليهم انتهازيين ومناصرين للانقلاب.
¤ لست في مقام الدفاع عن الحركات ولا جبريل ولا مستوى ادائه في المالية .. فذاك امر اخر وكان المامول منه الكثير وهو اقتصادي من الدرجة الاولى.. (بحق وحقيقة) ويحمل دكتوراة من الجامعات اليابانية.. وليس مثل ذلك الحالم بالعبور.
¤ ان اسرة الراحل د. خليل ابراهيم ممثلة في كريمته د. إيثار قدمت درسا في الايثار والزهد .. وتستحق اسمها وانها بالفعل ابنة رجل زاهد ومجاهد له الرحمة والمغفرة.. المؤكد ان الاسرة لا تفرح باقبال الدنيا ولا تحزن على ادبارها.. لا تأسى على مافات ولا تفرح بما هو آت
عزفوا عن الدنيا.. ما الذي تبقى اليهم بعد فاجعة مقتل والدهم وتقطيعه الى اشلاء.
¤ تاملت كثيرا كلمات بيان د. إيثار خليل.. التي اثبتت امتلاكها القوة والقدرة على تحقيق الهدف.. وفي تقديري لم يكن البيان ردة فعل غاضبة او مزاجية.. وتوقفت في عبارات تعاهدهم كاسرة على دعم الحركة لا الأخذ منها.. وأن لا يتميزوا بشئٍ عن غيرهم من أتباعها وخاصة أسر الشهداء.. وهذا درس بليغ لاسر وبيوتات احتكرت احزابا ومنظمات هم واصهارهم.
¤ ومهما يكن من امر .. لن ينصلح الحال مالم تتوقف المكائد والدسائس والضرب تحت الحزام .. ولن نخطو الى الامام مالم نقدم المصلحة العامة على الخاصة.. والكف عن قصر النظر عند التعامل مع القضايا مهما كانت درجة اهميتها.