والأربعـاء مساءً.. لما كان الناس يسمعون الحديث الحارق.. الذي يرسله حسين خوجلي عن الشيوعي الذي يدمن إذلال حزب الأمـة… وحـزب الأمــة الذي يدمن (بوس)
الشيوعي… لما كان هذا يجري كان صديق يوسف الزعيم الشيوعي ومريم وشقيقها ينغمسون في اجتماع.. في شقة بالسكن الفاخر الذي يطل على شارع الوادي.. بأمدرمان….
كان الشاي.. كالعادة.. هناك
ومن خلف كوب الشاي كان صديق يوسف يقول للثنائي من حزب الأمة
: أظن أنه يكفي…
وصديق يدير عيونه في الجالسين.. وفي العيون التي : تنتظر معرفة.. هذا الذي يكفي…
قال صديق: التعنت هـذا.. في تعامل الأحـزاب والجيش سوف يؤدي إلى تفكيك البلد…
الارتياح الذي يبدو على وجه صديق ومريم يعني أنهم/ وربما بتسريب يسبق الاجتماع/ كانوا ينتظرون هذا
والهدوء على وجه صديق يوسف يعني أنه يعرف أنه يقدِّم لهؤلاء حبل النجاة.. الذي يبحثون عنه
والتكتيك الماهر.. الذي يصلح لجعل المستمع يبتلع الأحاديث الغريبة.. يجعل صديق يقفز إلى خيط آخر من الحديث –
– ومن التكتيك أن تسبق الناس.. إلى قبول أعذارهم قبل أن يقولوها
وللسباق إلى الأعذار يقول صديق
: نعم… نعم… الفساد الذي يتدفق الآن من الحركات المسلَّحة وغيرها.. يجب ابتلاعه.. لإيقافه..
قال: لما كان الكيزان في قمة فسادهم.. لم يبلغوا هذا..
الرجل يصمت للحظات ثم يقول كأنه يعترف.. قال
: قصص فساد الأخـوان عملناها نحنا… حرب إعلامية… بس
ظلوا صامتين.. قال
:: أنا ألقاكم لإخراج البلد دي..
وضع كوب الشاي وقال لمريم بنغمة جادة
: أنتم حزب رائد…. لا تتعاملوا.. بردود الأفعال…
وبأسلوب تقديم العذر حتى لا تـقـدِّمـه مـريم.. صديق يقول
: لا تسمحي لليسار بتثبيط همتك… لا يخيفك
قال: زوج عمتك/ يعني الترابي/ يتلقى الاتهامات منذ أن جاء من فرنسا.. وحتى دفنه لم يثبت عليه شيء..
قال.. وكانه يدخل المرحلة الأخرى من الحديث…
: موقف وطني واحد منك يكفي…
قال: خلو البرهان يشكل حكومة…
الناس الآن حق الأكل ما عندهم…. ولا بد من حكومة لصنع الأمل ..
صديق…. وكانه يفكر في ما سوف يقع من الشيوعيين بعد اتفاقه مع الأمة يقول
: سوف يقولون إن أولاد أمدرمـان يكررون شق الحزب..
قال بصوت حازم
نحنا السودان عندنا.. أهم من الحزب…
…….
واللقاء الجزء الثاني منه نحتفظ به
والخميس كبلو ينفي أي لقاء بين الشيوعي.. و الأمة
واللهوجة للنفي تأتي بغير ما أراده الحزب.. فالسيد كبلو.. مسؤول الاقتصاد في الحزب تجعله (الخلعة) من اللقاء ينسى أن الناطق باسم الحزب.. هو فتحي الفضل
والتفاصيل تجعل اللقاء يتجاوز الاجتماعات الحزبية الباردة إلى برنامج عمل.. بين الأمـة…والشيوعي… وإلى الالتقاء بالبرهان..
والشيوعي الذي ظل عمره كله يعامل حزب الأمة معاملة السيد.. والخادمة… يتَّجه الآن إلى شيء
ونحتفظ بالجزء الثاني من اللقاء.. إنتظارا لهذا الشيء
والتفاصيل نسوقها نوعاً من الإشارة إلى أن الشيوعي.. يمكن لبعض جهاته أن تكون سودانية
واللقاء يعني أن الأزمة تشتد إلى درجة تجعل الشيوعي.. والأمـة… حتى الشيوعي والأمـة… يشعرون بها…
ولعله يأتي يوم.. يشعر كل سوداني فيه بالأزمة….. … عدا البرهان….