إسفير نيوز __ وكالات
خلال أوائل شهر أيلول – سبتمبر، وبينما كان الجميع بانتظار هجوم أوكراني مضاد على الجبهة الجنوبية، لكن المفاجأة حصلت على الجبهة الشمالية حيث حققت القوات الأوكرانية اختراقا واسعا استعادت خلاله آلاف الكيلومترات التي احتلتها روسيا.
ونجحت كييف بفك الطوق عن خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، بعد حصارها لأشهر من قبل القوات الروسية التي لم تتمكن من اخضاعها.
لكن وقع هذا الانتصار لا يمكن حصره بالشق الميداني، بل يتخطاه ليطال البعد النفسي للعملية. في هذا الإطار، تشير صحيفة “لاستمبا” إلى أن الرئيس الروسي كان يمتلك قبل أيام قليلة الشروط الضرورية لتحقيق انتصار، ولو كان محدودا. فصحيح أن قواته لم تعد تتقدم، وعمليات القصف على المدن الأوكرانية بدت أشبه بالانتقام منها كاستراتيجية عسكرية، ولكن حتى ذلك الحين كان زعيم الكرملين راضيا عن هذا الوضع: احتلال مساحة صغيرة كانت كافية للتأكيد على أن روسيا قاومت “هجوم” البلدان “الإمبريالية”.
لكن ماذا سيحدث الآن؟
يشير موقع “أوبن” أن أول خيار قد يلجأ إليه بوتين، هو مضاعفة جهوده لخرق الصف الأوروبي من خلال قطع الغاز كليا عن دول الاتحاد. يذكر أن بوتين قطع جزءا مهما من الغاز باتجاه الدول الأوروبية، لكن سياسته هذه لم تأتي بثمارها لغاية الآن.
أما الخياران الآخران فسيتخذان طابعا عسكريا. فلغاية الآن، ترفض روسيا الاعتراف أنها تشن حربا ضد أوكرانيا، وتصر على تسميتها بـ”العملية العسكرية الخاصة”.
لذلك قد يلجأ بوتين إلى إعلان التعبئة العامة، وإشراك مزيد من الجنود في هذه الحرب، التي ترتكز لغاية الآن على المتطوعين والمرتزقة. هذه الخطوة قد تسمح له بإحراز تقدم على الأرض مجددا، لكنها ستثير استياء الرأي العام الروسي، رغم أن هذا الخيار يلقى ترحيبا من قبل المتشددين في البلاد.
الخيار الثالث أمام بوتين، وهو الذي لم يُستبعد يوما، يتمثل بإطلاق ضربات نووية محدودة وتكتيكية. وذكر الموقع أن الأسلحة النووية “التكتيكية” تتمتع بقوة تدميرية أقل بكثير من الأسلحة النووية “الاستراتيجية”، ويمكن استخدامها على مسافات أقصر. كما يمكن إطلاقها من أنواع صواريخ مختلفة، أو عبر القذائف المدفعية.
وسيكون استخدام الأسلحة النووية (حتى لو كان على نطاق محدود) بمثابة تجاوز لخط أحمر حقيقي. فعلى الرغم من أنه قد يبدو غير مرجح، نظرًا لخطورة الموقف، لكن لا يمكن استبعاد هذا الخيار.
في هذا الإطار، تقول “لاستمبا”: “أصبح الديكتاتور وحيدا الآن وهو يلتمس إمكانية وقوع الهزيمة… بالتالي، فإن السلاح النووي، الذي كان بالأمس فقط أداة ردع، يمكن أن يتحول فجأة إلى سلاح داخل أرض المعركة على غرار جميع أنواع الأسلحة الأخرى. وقد يكون اللجوء إليه هو المنفذ الوحيد لتفادي خسارة مخزية”
مونتي كارلو