بيوت مدمرة ومياه آسنة وعقارب.. هذا ما فعلته السيول بأهالي “مفتاح الرحمة” بالنيل الأبيض
اسفير نيوز
اسفير نيوز
رصدت الجزيرة مباشر، أوضاعًا إنسانية صعبة يعيشها أهالي منطقة “مفتاح الرحمة” التابعة لمحلية السلام بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان.
وتراكمت مياه الأمطار والفيضانات في المنطقة وأحاطت بها من كل جانب وتقطعت السبل بالسكان الذين تدمرت منازلهم وفقدوا محاصيلهم ومزارعهم ومواشيهم وباتوا في العراء دون طعام أو ماء.
وفي منطقة “مفتاح الرحمة” التابعة لمحلية السلام بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان، أظهرت الصور فتيات صغيرات يقمن بأخذ المياه من برك آسنة ومياه راكدة تحيط بالمنطقة من كل النواحي.
وانهارت معظم المنازل في المنطقة مما أدى لتلوث مياه الشرب بمياه المراحيض.
وقال السكان إنهم يعيشون في بيئة غير صحية وسط المياه الراكدة مما أدى لتوالد البعوض وانتشار العقارب والثعابين، وسط انعدام الخدمات الطبية.
غابت الحكومة وحضرت الكاميرا
وقال أحد السكان إن الحكومة لم تحضر إلى منطقتهم لتفقّدهم وإيجاد الحل لما يعانونه، وإنما حضرت كاميرا الجزيرة مباشر ونقلت معاناتهم وسط الظروف الصعبة التي يعيشون فيها من انعدام المأكل والمشرب والدواء.
وشكا السكان من عدم وجود خيام إيواء، مع الدمار الذي حاق بمنازلهم الأمر الذي جعل بعضهم يعيش في العراء أو مع أهاليهم في المناطق أخرى التي يطالها الدمار.
وطالبوا الحكومة بإنقاذهم بعد أن تقطعت بهم السبل وبلغت منهم الشدة مبلغًا لا يمكن حتى وصفه، مع انعدام الطعام ومياه الشرب والدواء.
وشرح أحد السكان حاله وقال إنه لا يستطيع أن يستند واقفًا بسبب الجوع والمرض الذي أنهكه، وقال إن الكثير من الأطفال قد توفوا بالسبب ذاته.
وتعيش آلاف الأسر السودانية من سكان القرى والمدن ممن تشردوا بسبب الأمطار والسيول التي اجتاحت معظم مناطق وسط وشمال وشرق البلاد أوضاعًا مزرية بعد أن فقدوا المأوى.
ويلاحق غياب الحكومة عن المشهد في مثل هذه الأحوال بالانتقادات، وتتهم بالتقاعس عن خدمة المواطنين، وبأنها تهمل حال المواطن عندما يكون في أشد الحاجة للعون.
يأتي ذلك في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات سياسية واقتصادية مستفحلة منذ سقوط نظام عمر البشير، وبعد الإجراءات التي قام بها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بإقالة الحكومة المدنية في أواخر أكتوبر الماضي.
ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات
وارتفع عدد ضحايا الفيضانات في السودان إلى 134 شخصا، العدد الأكبر منهم في ولاية شمال كردفان وسط البلاد، وأوضح تقرير حكومي أن أسباب الوفيات تعددت بين انهيار منازل وغرق وصعق كهربائي، وعزا وفاة وحيدة إلى “لسعات العقارب”.
وأفاد الإحصاء الحكومي بإصابة 120 شخصا وانهيار 54 ألف منزل بشكل كلي وأكثر من 70 ألف منزل جزئيا.
وأعلنت السلطات السودانية، تأجيل بدء العام الدراسي الجديد إلى أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بسبب الأمطار والسيول التي تجتاح البلاد.