¤ في كل مرة يتبدل موقف الحكومة دون ان تقدم سببا وجيها للطريقة الرعناء التي تتعامل بها مع بعض رجال الاعمال .. مثال لذلك موقفها إزاء هشام حسن الشهير بـ (السوباط) الذي تكررت عمليات اعتقاله.. واكلاق سراحه دون توضيح اسباب الخطوتين.
¤ اقول ذلك لان الاعتقال رسالة سالبة للمستثمرين ورجال الاعمال الاجانب.. وكذلك يدخل الذعر في نفوس رجال الاعمال الوطنيين.. لأن السوباط رئيس اتحاد اصحاب العمل.. مع التشديد على انه لو افسد او اجرم فلتتم محاكمته بل حتى قطع راسه.. بدلا من التشهير والملاحقات الكيدية.. ومساع ابعاده من السوق.
¤ لا يعقل ان تنقل الحكومة صراعات التيارات المتنفذة داخلها.. وتشعل حرب تقاطع المصالح الى ملعب رجال الاعمال.. وهو ميدان حساس لا يحتمل التشاكس و الصراعات.. لان ثروة، رجال الاعمال الحقيقية، السمعة قبل المال.. لو كان للحكومة تحفظات على السوباط كيف تجاوز بوابة الفحص الامني واصبح رئيسا لاتحاد اصحاب العمل.. الذراع الداعم للاقتصاد السوداني.
¤ بل كيف تم تمرير اسمه عبر المؤسسات الرياضية الرسمية.. وتزعم نادي عظيم بقامة هلال الملايين.. حالة السوباط مماثلة لعدد كبير من رجال الاعمال امثال وجدي ميرغني وغيرهم.. جميعهم لم يكونوا متنفذين داخل المؤتمر الوطني او الحكومة.. كما كان رجال الاعمال في مصر في حقبة مبارك امثال امبراطور السيخ والمقاولات احمد عز.. ومع ذلك زج بهم في المعتقلات
¤ بمقدور السوباط نقل نشاطه مثل كثيرين خارج البلاد .. لكنه آثر ان يكون بالداخل رغم ان الملعب يسوده اللعب الخشن.. ويخلو من اللعبة الحلوة.. وكثير من رجال الاعمال في حالة تسلل.. ولكن تغض جهات نافذة الطرف عنهم.. ويحظون بالاحتفاء والتكريم رغم سجلاتهم المتسخة والمليئة بالبطاقات الحمراء وضربات الجزاء التي منحت لصالحهم دون وجه حق.. وهم اصحاب اداء متدني في دعم الاقتصاد الوطني..
¤ تعاني الحكومة من عمى الوان.. لا تميز بين لون السياسي والاقتصادي.. اعتقلت لجنة التمكين – سيئة السمعة – السوباط اكثر من مرة .. اضطرت ذات مرة الى الاسراع لاطلاق سراحه بعد ان مرت بضائقة شديدة في سوق الوقود.. لم تنفرج الا على يدي هشام.. احد ابرز الاسماء التي تعمل في مجال العمل في مشتقات البترول في السودان ودولة الجنوب.. كان سبب الاعتقال حينها غريبا وذلك عقب مطالبته بمديونية له بطرف الحكومة.
¤ ان ماتقوم به الحكومة تجاة رجال الاعمال ستسفر عنه تداعيات خطيرة على الاوضاع الاقتصادية.. خاصة وان الوضع محفز للغاية للامتناع عن الاستثمار في البلاد.. لاسباب معلومة للجميع من تراجع في الاقتصاد.. تضخم وارتفاع سعر العملات الاجنبية مقابل الجنية.. وغموض في السياسات.. وحالة السيولة السياسية.
¤ الخطورة في تعامل الحكومة غير الاخلاقي مع رجال الاعمال اتباعها سياسة (الخيار والفقوس).. بعضهم حتى مصادر امواله مشبوهة.. ومع ذلك لم تجرؤ يوما شلة صلاح مناع ووجدي صالح .. على استدعائهم اما اعتقالهم فذاك من المستحيلات.. ولا حكومة مابعد اطاحة قحت.
¤ تأذى بعض رجال الاعمال، خلال الفترة الانتقالية الكالحة السواد ولم تطيب الحكومة خاطرهم بكلمة.. ولا اقول كان عليها الوقوف الى جانبهم مثل رجل الاعمال معاوية البرير الذي تم حرق مشروعا له بولاية سنار .. تبلغ قيمته ملايين الدولارات.. ولكن تمادت في لي ذراعهم.
¤ مزاحمة السوباط لشركات ضخمة تعمل في مجال الوقود واحدة من اسباب ملاحقته.. ومعلوم الاموال الطائلة التي تدرها تلك التجارة.. حتى ان الحكومة تتدخل احيانا لحماية بعض رجال الاعمال.. وقد اصبح سعر الجازولين اغلى من اسعار البنزين بسبب صراع المصالح
¤ الاجواء طاردة .. والحكومة لا تملك رؤية .. كل الذي قامت به هو زيادة الضرائب وزيادة رسوم العبور والتي وصلت 600%:.. مما يتسبب في زيادة اسعار السلع بشكل جنوني خاصة في الولايات البعيدة.
¤ مع ان الحكومات في كل العالم تعمل بانسجام وتنسيق تام مع رجال الاعمال .. امس الاول (الاحد) استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفداً اقتصادياً من رموز مجتمع الأعمال بدولة الكويت .. قدم لهم السيسي محفزات هائلة .. واغراءات تشجع على الاستثمار في بلاده.. كان الاهتمام بالوفد الزائر فوق المعدل.. حتى ان رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي شهد اللقاء.
¤ الحكومة المصرية حددت اهدافها.. وتعرف كيف تنظم علاقتها مع رجال الاعمال من ابناء بلادها والاجانب.. من المفارقات في مصر ان الحكومة جعلت الباب مؤاربا في وجه رجال الاعمال المنتسبين او الموالين للاخوان المسلمين.. وتعرف كيف تتعامل معهم.. رغم حساسية العلاقة على الصعيد السياسي
¤ ومهما يكن من امر، على الحكومة ان تتعامل بلغة القانون لا الغاب .. ولياخذ كل ذي حق حقه.. قبل ان تخسر البلاد السوباط وامثاله.