اسفير نيوز
إذا عرف السبب
¤ بالنظر للترتيبات المتوقعة للمشهد السياسي.. ولا اقول كما روج البعض وبذكاء شديد.. واصبح متداولا مصطلح (التسوية السياسية).. وهي تعني مقايضة ومساومة بين مجموعات محددة دون اخرين.. بالتالي المسمى لا يتوافق مع طبيعة الاشياء.. عند تسميتها بمسمياتها الحقيقية.
¤ على كل،.. اخترت العنوان اعلاة لجهة ان الكلمة النهائية للرئيس عبد الفتاح البرهان.. لو تحقق توافق مقدر ومعقول – ولا اقول تام – بين القوى السياسية والمجتمعية وجاءت حكومة مدنية .. وشكل المجلس الوطني.. وتم الالتزام باتفاق السلام واستكمال المرحلة الانتقالية الى حين قيام الانتخابات.. لو انجز البرهان، ذلك يكون حفظ البلاد من الدخول في صراعات سياسية ومسلحة..
¤ ويصبح مثله والراحل المشير سوار الذهب وقائد الجيش الجزائري الجنرال القوي احمد قايد صالح الذي لم يسلم السلطة الا للرئيس المتتخب عبد المجيد تبون.. وانتقل بعدها بفترة قصيرة،الى الدار الاخرة.. وكأنما اراد ان يكون سجله مشرفا للجيش واسرته.
¤ اما لو تراجع البرهان.. ومنح السلطة على طبق من ذهب لقحت المركزي بالانحياز لها بمعزل عن الاخرين.. سيتعقد المشهد اكثر.. خاصة مع رفع قحت لسقفها من المطالبة برئيسي وزراء وسيادة مدنيين.. الى فض الشراكة مع الجيش واعادته للثكنات.
¤ الانسحاب الكلي والمبكر للجيش من كابينة القيادة.. سيغري دول الجوار لغزو بلادنا.. وحديثي ليس من باب الترهيب.. لكن الجنوب فعلها ايام قوة ومتانة اجهزة حكم البشير (غزو هجليج 2012).. او هجوم بالوكالة عندما دعمت تشاد، العدل والمساواة، (غزو امدرمان 2008).. ودعمت جوبا ، عبد العزيز الحلو (كتمة كردفان 2010).. الى جانب تجرطات اثيوبيا على الحدود.
¤ كما ان ابتعاد الجيش سيجعل اتفاق سلام جوبا في مهب الريح.. ولو اقسم لهم (فولكر) على الانجيل بضمان حفظ حصتهم من السلطة.. خاصة الذين اسهموا بشكل مباشر في طرد قحت من السلطة.. مثل حركات (العدل والمساواة وعقار ومناوي واخرين).. ستقدم قحت على ابعادهم بذريعة انحيازهم للجيش.
¤ وقد تبدأ لجنة التمكين – سيئة السمعة – عملها بهم.. سيما وانهم وجهوا من قبل اتهامات لوزير المالية د. جبريل ابراهيم.. ولمدير شركة الموارد المعدنية مبارك اردول.. الذي اتهمه الوزير المقال حالد عمر (سلك) صراحة بالفساد واهدار المال العام.. مع العلم ان اردول ليس من شركاء السلام.. لكنه حليف قوي لهم.
¤ كما تولدت عداوة بين مناوي وقحت خاصة مجموعة الاربعة احزاب.. والتي اطلق عليها مناوي (اربعة طويلة) تشبيها بعصابة (تسعة طويلة) الاجرامية.. ومعلوم في التاريخ ان عصابة الأربعة اطلق على مجموعة سياسية يسارية مؤلفة من أربعة مسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني. اتهموا بارتكاب سلسلة من جرائم الخيانة.
¤ لو حاولت قحت مكافأة من انحازوا الى جانبها من الحركات (الهادي ادريس والطاهر حجر).. وقريبا منهم قادة مسار الشرق خالد شاويش واسامة سعيد بعد قرارات اكتوبر .. سيكون ذلك مؤشر لاعادتها سياسة (مع وضد).
¤ اي مخاشنة من قحت للتوافق الوطني.. او محاولة اقصائهم.. قد يدفع الاخيرين لمواجهتها بالسلاح.. وقد يضطر المؤتمر الوطني لاتخاذ مسلك قريبا من ذلك.. طالما سيختفي الجيش الذي يكن له الاسلاميين تقدير كبير.. قاتلوا الى جانبه في احراش الجنوب وجبال كردفان واراضي النيل الازرق.. وطالما ستنعدم ضمانات وصول الجميع الى محطة الانتخابات.
¤ قد تناور قحت وتزعم بتوسيعها قاعدة المشاركة بالتحالف مع تيار بالشعبي (كمال عمر وامثاله).. الذين اصبحوا قريبين جدا منها.. ويتحدثون بذات لغتها التهديدية.. واعلن كمال مؤخرا – ودون مناسبة – اعتزامهم تحريك ملفات فساد ضد قادة الانقاذ.. وهذا في حد ذاته يشكل محفزا للوطني لمواجهة قحت واعوانها الجدد.
¤ ضبابية الموقف قد تقود لانقلاب في مواجهة البرهان.. سواء كان وراءه اسلاميين او شيوعيين.. او قادة غير مسيسين.. نسبة وقوعه بواسطة الاخيرين كبيرة للغاية.. خاصة لحظة مباركة قائد الدعم السريع لاي خروج مبكر للمنظومة العسكرية.
¤ او تبين تحالفه مع قحت.. وظهرت ملامح ذلك في تاييده للوثيقة المعدة بواسطة المحامين.. وهذا التقارب (حميدتي وقحت) قد يكون سببه تلقي الاول تطمينات بشان مستقبلية.. او ضمن سيطرته على اللاعبين الجدد من رئيس وزراء فما دون غيره بشتى اساليب الاغراء.
¤ لكن هذا التقارب سيثير حفيظة القوات المسلحة.. مع التذكير ان المحاولتين الانقلابيتين المعلن عنهما بواسطة (هاشم عبد المطلب وبكراوي).. كانتا جراء غضبة مضرية من تمدد الدعم السريع ودقلو اخوان.
¤ كما لا يمكن اغفال تيارات مؤثرة مثل الطرق الصوفية والادارات الاهلية.. والمبادرات التي طرحت..ومهما يكن من امر فان المشهد يكتنفه الغموض ويكمن ان يكون المخرج باستمرار المجلس السيادي بتركيبته الحالية واضافة مكون مدني.. مع تشكيل جهاز تنفيذي يقوده رئيس وزراء بصلاحيات..او الاقتداء بالتجربة التشادية حيث تم ابعاد المكون العسكري واختيار رئيسه محمد ديبي رئيسا لبلاده لعامين.. تقوم بعدها انتخابات.