اسفير نيوز __ وكالات
بعد شهور من الشلل السياسي في العراق، نجح «الإطار التنسيقي» في تمرير محمد شايع السوداني، مرشحه لرئاسة الوزراء، بعد جلسة انسيابية اختار فيها أعضاء مجلس النواب لطيف جمال رشيد رئيساً جديداً للعراق. وبعد تسوية سريعة، تمت في الساعات الأخيرة قبل موعد جلسة أمس، أطاحت الرئيس برهم صالح، لصالح رشيد، منافسه من الحزب نفسه بعد جولتي اقتراع.
وكان زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، وليس القوى الكردية، هو من كشف للمرة الأولى عن مرشحها التوافقي بناء على مبادرة من زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني. وبدا أن «الاتحاد الوطني» بزعامة بافل طالباني، سيدخل سباقاً بين مرشحين كلاهما من قيادات الحزب. وبعث طالباني، فجر الخميس، برسالة إلى قادة «الإطار التنسيقي» يدعوهم فيها للإيفاء بتعهداتهم، وختمها قائلاً: «المؤمنون بشروطهم». لكنه عاد بعد إعلان فوز رشيد، وهو زوج خالته، بتصريح مقتضب أكد فيه «الانتصار رغم المؤامرات والدسائس».
ومع فوز رشيد بالرئاسة، فإن «الديمقراطي الكردستاني» نجح في إقصاء برهم صالح مرشح «الاتحاد الوطني»، الذي تلقى زعيمه طالباني تعهدات من قوى شيعية بالتصويت لهذا الأخير. لكن، يبدو أن المالكي، مع ضغط إيراني، نجح في توحيد موقف الإطار لصالح ورقة رشيد. والحال، أن مصادر مختلفة من الحزبين الكرديين تتحفظ على الطريقة التي أدت إلى دعم حزب بارزاني مرشحاً من الحزب المنافس في السليمانية، بينما كان طالباني يحاول الاحتفاظ بالمنصب لبرهم صالح حتى اللحظات الأخيرة.
وتعكس المواقف الكردية التي انهالت برسائل التهنئة من طرفي النزاع للرئيس الجديد، محاولات لإظهار كل منهما منتصراً في معركة كسر الإرادة، حتى إن طالباني الذي خرج من قبة البرلمان رفقة الرئيس الجديد، قال بصوت عالٍ أمام النواب: «كسرنا مرشحي البارتي» وبانتخاب الرئيس الجديد، الذي كلف فوراً السوداني تشكيل الحكومة، فإن حالة الانسداد انتهت أمس، من دون أن يعني ذلك نهاية للأزمة السياسية. ويترقب الجميع في المكاتب الحزبية ببغداد، رد فعل زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر على هذه التطورات، لكن لا أحد يستطيع التكهن بما سيقدم عليه