بابكر يحي يكتب.. عندما يكون (الإبداع) (جريمة) ..!!
نعم قد يكون الإبداع جريمة مكتملة الأركان فكثير من المبدعين تم ايداعهم السجون والتاريخ القريب والبعيد مليئ بالشواهد ، ومن تلك الشواهد التي نتحدث عنها اليوم حالة الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين فقد ظلم هذا الرجل من قبل الإعلام اليساري الذي استغل (لكنة لسانه)، ورسم على أذهان السطحيين صورة نمطية عن شخصية الرجل ، فهو مبدع في كل شيئ ؛ ودقيق في التخطيط والتنفيذ ؛ وفوق ذلك كله هو عالم في هندسة الطيارات ونظم الإدارة..!!*
*ظلم عبدالرحيم محمد حسين كثيراً لأننا في بلاد يهتم الناس فيها بالشكليات أكثر من الجوهر ، لأننا في بلاد يعشق الناس فيها (الشك) أكثر من (اليقين) لأننا في بلاد يحب الناس فيها (الشائعة) أكثر من (الحقيقة) ، فالشائعة تسير بها الركبان ! والحقيقة لا أحد يهتم بها ! فكم من شائعة في هذا العهد سادت ! وكم من حقيقة وئدت دون اهتمام..!!*
*أسس عبدالرحيم محمد حسين غالبية مصانع التصنيع الحربي ونقل الجيش إلى مقدمة الجيوش في دول المنطقة، وفي عهده صنع السودان طائرات حربية بدون طيار وغير ذلك الكثير وأصبح الجيش مورداً من موارد البلاد الاقتصادية بعد أن كان مستهلكا يصرف عليه من الخزانة العامة، فقد أسس من العدم المصانع العملاقة، وأسس الشركات التي بتكالب عليها العالم ووكلائه اليوم، وبنى القصور الشاهقات التي نراها اليوم في كل مكان ..!!*
*أسس عبدالرحيم محمد حسين للشرطة جامعة الرباط الوطني التي استوعبت حوالي ٢٢ الف طالب وطالبة وأصبحت من أميز الجامعات في السودان، وأسس للشرطة بنية اقتصادية جعلتها تنعم بشيئ من الاستقلالية الاقتصادية، واهتم بكادرها العامل وهيأ له البيئة المناسبة للعمل..!!*
*وفي ولاية الخرطوم بنى عبدالرحيم حوالي ٤ الف مسجد وزاد الطرق لأكثر من ألفي كيلو متر داخل الولاية وافتتح أسواق البيع المنخفض وطاف الأسواق واستمع لشكاوى المواطنين وقد وثقت الكاميرات لذلك التداعي والتناصح بينه وبين المواطنين في الأسواق ، وبنى عشرات الأندية الرياضية والمسارح والمتنزهات وغير ذلك الكثير من الإنجازات التي لا يجحد بها إلا حاقد مريض ..!!*
*يقبع الآن عبدالرحيم محمد حسين في السجن لأكثر من ١٢٠٠ يوم بحجج واهية، فقد رفضت لجنة التمكين أن تكون له دارا يسكن فيها وافترضت عليه أن يكون فقيراً معدما ، فإن كان فقيراً تجوز عليه الزكاة كان نزيها وإن كان يمتلك ثروة فهو فاسد يستحق العقوبة..!!*
*جعل هؤلاء الممقوتون الفقر فريضة على كل رموز الإنقاذ ؛ وجعلوا الغنى جريمة يعاقب عليها قانونهم الجائر ؛ فالأصل عندهم أن يكون المسؤول الانقاذي معدما – وان ظهرت عليه نعمة فهي من المال العام ، ونسي هؤلاء أن الإنقاذ عيشت السودان في أجمل سنينه الذهبية وأن قطعة الأرض كانت في بعض الأماكن المتوسطة أقل من مئة ألف جنيه وأن الراتب العادي يمكن أن ينعم صاحبه بالحياة الكريمة – فما أسوأ فهمهم وما أقبح منهجهم في الفكر..!!*
صفوة القول
*الكثيرون يعرفون الرجل من خلال الطقس العام للسياسة السودانية ، ويسمعون عنه من خلال الأسافير، ولا يتفكرون بعدالة في إنجازات الرجل في كل الأماكن التي عمل فيها، وفي هذه النظرة ظلم وجحود ، والله لا يقبل الظلم والجود لنفسه لذلك عاقب القرية التي وردت في القرآن الكريم كما في الآية (وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ). صدق الله العظيم.*