اسفير نيوز
الخرطوم: محمد أحمد كباشي
تصاعدت وتيرة الأحداث باقليم النيل الازرق بصورة خطيرة، وتوسعت دائرة الاحداث عما كانت عليه خلال الايام الماضية وشكلت مدينة الدمازين مسرحاً لاعمال عنف في عدد من الاحياء بينما نجحت حشود ضخمة من اقتحام مباني حكومة الولاية، حيث اضرمت فيها النيران وتمددت ألسنة اللهب لتطال عدداً من المكاتب داخل امانة الحكومة وقد قضت على محتوياتها فيما لم يتم حصر الخسائر حتى لحظة كتابة التقرير وما زالت النيران مشتعلة في ذات الاثناء بينما لم تشاهد اي من عربات الاطفاء تتوجه الى موقع الامانة وفي الجانب الغربي والشمالي شهدت احياء الربيع وحي النصر اعمال عنف اجبرت كثيرين من السكان على البقاء داخل المنازل فضلاً عن بعض المحال التجارية والورش بينما تم تدمير سوق السمك ونهب محتوياته وما زالت احياء واسعة بالمدينة تعيش حالة رعب وذعر فقد وضعت الاحداث الاقليم على سطح صفيح ساخن، وربما جعلت ليلة امس طويلة في انتظار صبح عله يأتي بجديد (الانتباهة) تورد بعضاً من التفاصيل المأساوية.
رغم تهديد أبو شوتال
تتبدد كل الامنيات والنداءات للجهات المتصارعة عندما تذعن لرغبة الشيطان وتنجر الى منطق ولغة الدماء بدلاً عن لغة الحوار المنطق فقد وصلت الامور هنا بالاقليم الازرق الى نقطة غاية في الخطورة كانت أسوأها على الاطلاق تلك الاحداث خلال الايام الماضية وتحديداً بالمدينة 4 بود الماحي وما نتج عنها من تقتيل وتشريد وحريق قضى على الاخضر واليابس ومن ثم تتجه عمليات التصعيد مع اعلاء قيمة خطاب الكراهية وفي خطاب مفتوح امام حشد كبير خاطب المك أبو شوتال اثناء مسيرة حاشدة اتهم قيادات بالحركة الشعبية بتحاملها على احد المكونات مهدداً بطرد هذا المكون من الولاية وامهل الحكومة المركزية مدة 48 ساعة لاعفاء حاكم اقليم النيل الازرق العمدة احمد بادي بيد ان المهلة انتهت ظهر امس الاحد دونما استجابة لهذه التهديدات من قبل المركز لتعود الاحداث اكثر سخونة وفق ما ذكره شهود عيان لـ «الانتباهة» واشار المواطن الهادي في حديثه ل «الانتباهة» ان حشوداً هادرة احتشدت امام قيادة الفرقة الرابعة مشاة كان من المتوقع ان يخاطبها المك ابو شوتال إلا أن الجموع الحاشدة تفرقت جراء إطلاق أعيرة نارية من حي الربيع واضاف بعدها اتجهت نحو حي الربيع.. إلا أن إطلاق النار دفعها للتراجع نحو القيادة وسط هتافات تطالب باقالة العمدة مع المطالبة بالغاء اتفاق جوبا كما هتفوا “لا لاتفاق جوبا” في اشارة إلى اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة مع بعض حركات التمرد المسلحة في جوبا عام 2020، وبموجبه تولى احمد العمدة منصبه كحاكم لولاية النيل الأزرق .
استهداف حي الربيع
لم يتوقف الامر عند هذا الحد ومع كثافة اطلاق الرصاص على الهواء اضطر المحتجون الى التراجع ولكنهم تمكنوا من اقتحام مخزن الأسلحة والذخائر بالفرقة الرابعة مشاة قبل ان تتصدى لهم القوات المسلحة وتجبرهم على التراجع والخروج والتوجه الى حي الربيع ويضيف الهادي انه على إثر ذلك تحركت عربات القوات المسلحة نحو حي الربيع بغية تهدئة الأوضاع هناك إلا أنها فوجئت بإطلاق النار عليها من قبل قوة مرتكزة في حي الربيع.. مما دفعها إلى تبادل إطلاق النار مع تلك القوة.. حتى لحظة كتابة السطور يستمر إطلاق النار من القوات المسلحة بأسحلة الدوشكا.. وهناك أنباء تتحدث عن مقتل جندي من القوات المسلحة بحسب شهود عيان حيث اقتحم مئات المتظاهرين قبل لحظات مباني أمانة الحكومة بعد تخطيهم الحاجز الأمني واضرموا فيها النار وما زالت مشتعلة وكان القيادي الاهلي ابو شوتال قد امهل الحكومة المركزية مدة 48 ساعة لاقالة حاكم الإقليم دون أن يستجيب المركز لهذا الطلب ما دفع بمجموعة غاضبة انفاذ تهديدها بحرق الأمانة وظلت النيران مشتعلة لوقت طويل.
إغلاق المحال التجارية
في ذات السياق قال عمر ابراهيم وهو تاجر من حي الربيع انه لا علاقة له باي من المكونين المتصارعين لكنه ظل يعيش لحظات صعبة مع اطلاق الرصاص وتبادل النيران بالقرب من المنزل الذي يسكن مبيناً انهم اجبروا على اداء الصلوات داخل المنزل بالرغم من وجود مسجد على مقربة من المنزل الذي يسكنه واضاف انه منذ صباح يوم امس بدأت تكهنات بوقوع احداث ما دفع باصحاب المحلات التجارية لاغلاقها واضاف ان السوق ظل مغلقاً منذ الصباح غير انه اشار الى عدم وجود أي عمليات نهب او تخريب داخل السوق .
ماذا حدث في القرية 8 ؟.
ويقول الخبراء إن النزاعات القبلية تتصاعد في السودان بسبب الفراغ الأمني، وخصوصاً بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق السلام عام 2020 ونتجت عن احداث النيل الازرق مئات القتلى ومثلهم من الجرحى خلال اسبوع فقط بينما تجددت الاشتباكات مرة اخرى بمدن السد لتنتقل هذه المرة وبحسب مصادر الى القرية 8 بالناحية الغربية غير ان المصدر اكد لـ»الانتباهة» ان المنطقة عادت للهدوء خاصة وان اتفاقاً بين مكوناتها ابرم على ان لا يكون هناك عدائيات وعدم الاستجابة الى اي دعوة للقتال .
توافد جديد للنازحين
ويشهد الاقليم حالة توتر بعد الصراعات القبلية التي تجددت خلال الاسبوع الماضي وسط تعقيدات امنية وخدمية ويقول ايهاب بابكر عضو غرفة الطوارئ في حديثه لـ»الانتباهة» ان الازمة تزداد مع مرور كل يوم واضاف ان عدد النازحين بمدرسة قنيص تجاوز عدد الـ7 الاف مع تدفقات جديدة لنازحين قادمين من القرى المنكوبة في مسافات طويلة تتجاوز بعضها ال40 كلم مشياً على الاقدام واشار مصعب الى جهود اهالي الروصيرص ورجال الاعمال والخيرين في تقديم الغذاء مشيراً الى ان حاجة النازحين الماسة تتمثل في توفير مواد ايواء.
أين حكومة الإقليم ؟
حتى يوم امس الاول لم يكن بمقدور حكومة الاقليم لم يكن التصدي للازمة المتسارعة غير انها اجتمعت واصدرت عدداً من القرارات من بينها اعلان حالة الطوارئ بينما لم تصمد امام تهديدات ابو شوتال والحشود التي تدافعت للمطالبة باقالة الحاكم الذي اصدر امر الطوارئ بينما كشفت مصادر غير رسمية ان احد قادة القوات المسلحة اجتمع مع الحاكم طالباً منه التنحي في اعقاب تدهور الاوضاع الامنية الا ان الاخير وبحسب المصدر رفض الاذعان لطلب القائد في غضون ذلك كشفت متابعات الانتباهة الى غياب تام لحكومة الولاية وعدم ظهور الحاكم على وجه الخصوص ولو عبر بيان جديد يوضح خلاله حقيقة ما حدث من تطورات في المشهد بالاقليم في ذات الاثناء تساءلت قيادات اهلية صمت المركز عن ما يحدث بالاقليم.
من المحرر
بالرغم من مرور اكثر من سبع ساعات على احداث الدمازين الا ان الجهات الرسمية لاذت بالصمت سواء أكان ذلك بالاقليم او المركز بينما باءت كل محاولاتنا للاتصال على بعض القيادات الرسمية بالاقليم بالفشل منهم من وجدنا هاتفه مغلقاً واخرون لم يستجيبوا للرد على مكالماتنا عليه ننتظر ما تسفر عن احاديث المدينة .