اسفير نيوز
تمر بلادنا بمرحلة سياسية(فارقة) (وفارغة) في تاريخها السياسي الذي أتت به عملية التغير التي حدثت في ديسمبر (2019) .
ماشهدته بلادنا من مغالطات ومناكفات سياسية أضر بكل مناحيها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية..
هذا الوضع المزري أدي الي حالة وهن جعل البلاد تنزلق الي التفكك من خلال الصراعات الداخلية الحزبية والقبلية التي نعيشها الان.
جاء التغير ولكن لم نستخدمه في عملية بناء الوطن ؛ بل جعلناه معول للهدم من خلال البحث عن مغانم حزبية بائسة لاتفيد المواطن في شي.
التغير الذي حدث لايرقي الي تسمية ثورة) وفق المنطق والتعريف الثوري الذي دائما مايقوم علي النضج والوعي المجتمعي المطلوب .
هذا التغير جعل البلاد عبارة عن بركة وحل ومستنقعات قائمة علي التصفيات السياسية الباهتة.
إذن ماهو الهدف من عملية التغير ؟
إذا كان بلادنا تسودها مثل هذه الأفكار القائمة علي المغالطات والمشاكسات بما يجري الان فرنفع أكفنا ترحما عليها .
أي عملية تغير سياسية؛
أول أهدافها هو إعادة بناء مؤسسات الدولة المرتكزة علي :-
السياسة الأمنية(وآمنهم من (خوف).
والإقتصادية(وأطعمهم من جوع).
هذان الركيزتان هما اولي علامات التغير المنشود.
ولكن شيئا مثل هذا لم يحدث البتة.
فكيف نطلق عليها ثورة تغير؟.
بسبب هذه السياسات (المنتهجة) و(المنتهكة) من قبل قوي التغير فقدت بلادنا المناعة السياسية لدي حكامها العابثون بها.
بلادنا اليوم مخترقة أمنيا وسياسيا وقادتها غير قادرين علي صيانة سيادتها ؛ فسفراء الغرب يصولون ويجولون دون أن يكترثون او يتقيدون بالعملية الدبلوماسية المتعارف عليها .
السودان بعد التغير يمر بمنعطف خطير وهو كل
يوم يدخل في أزمة دون أن نجد لها حلا مرضيا.
المرحلة الثانية من التغير والتي هي الان الممسكة بها القوات المسلحة وحلفاءها أصحاب إتفاقية(جوبا) تعتبر
قاصرة في قراراتها فهي تأخذها من بعض الدول الخارجية التي ترتبط مصالحها معهم.
هذه الحكومة الانتقالية القائمة الان لانية لها في طرح القضايا الوطنية الحقيقية التي تقوم علي أسس ومعالم واضحة لعملية الانتقال المطلوب.
وحسب ماأراه مايجري من تقاعس في (الهمة)
السياسية الواضحة المعالم لايبشر ببناء دولة محترمة تجذب إليها المستثمرين في كافة المجالات المختلفة ..
وخاصة إننا نمتلك موارد هائلة لم تستغل بنسبة كبيرة حتي الآن.
فلايمكن لنا أن نحقق تنمية إقتصادية متوازنه في ظل غياب نظام سياسي قائم علي المنح والهبات .
الحكومة الانتقالية منذ مجيئها لم تحقق اي نجاحات توضع لها بين (دفات) التاريخ السياسي المطلوب .
فكل فتراتها المتشاكس حولها هي عبارة عن خلافات حول من يحكم ..ومن سيشارك.. ومن يقصي..
فلم تفكر إطلاقا في عملية البحث والتفكير في مشاغل الناس الحياتية او مايعانونه من الأوضاع الاقتصادية المتردية.
جميع قرارات الحكومة الانتقالية أثبت فشلها ولم تضع برنامجا واحدا تقنع به جميع من ساندوها ؛
بل كل يوم نري عبثا وتكسيرا ببنيات الدولة ؛
وزراعة وتأصيل الفقر والبطالة.. والكراهية بين مكونات الشعب دون أن تضيف ولو القليل خلال الثلاث سنوات الغابرة.
هذه الانتقالية جميع سياساتها لم تكن موجهة الي محور القضايا التي ثار من أجلها الشعب كما يدعون ..بل زادت كل شي .
فعلي الذين يحلمون بغد مشرق أن لايحلمون في ظل حكومة او واجهات سياسية رهنت إرادتها الوطنية الي الخارج الذي دائما مايلعب علي مصالحه من خلال تقديم مسرحيات الخداع السياسي الموجه .
هذه الحكومة الموسومة بالثورة زادت عملية القهر الاجتماعي والاقتصادي وهب تفتك بشعبها كل يوم وداست بكرامته وأمنه وهي لازالت في غيها وخطابها المكرور الذي نسمعه كل يوم وبدون مناسبة من (مسيلمة)زمانه.
فلماذا ثلاث سنوات ضاعت من عمر البلاد دون الوصول الي توافق سياسي مرن من أجل المصلحة العامة؟.
وماالذي يمنع القيام بخلق حوار وطني يركز على أمهات القضايا الوطنية الحقيقية؟
ولماذا كل يوم تتباعد وتتصاعد (الهوة) السياسية بين الفرقاء الوطنين؟
مايتشدق به الأفاكون اليوم والذين يدعون إرجاع المسار الديموقراطي ماهذا الهراء الا عبارة عن إلهاء الشعب عن قضاياه المهمة التي أرقت حياته خلال هذه الفترة الانتقالية القائمة الان.