اسفير نيوز
جاتني اسئلة كتيرة في الخاص بتستفسر عن مصطلحات او مسميات وردت في تقارير الطب الشرعي لضحايا مجزرة بري و حبيت اشارك الاجابات في بوست للمصلحة العامة .
معظم الاسئلة كانت حول ( التيبس الرمي ) و ( الرسوب الرمي ) و ( التعفن الرمي ) و دي كلها مراحل بتمر على جثة اي انسان بعد الوفاة .. و المتحري في البلاغ او الواقعة قادر انو يحدد مواعيد وفاة المجني عليه من مكانه في مسرح الحادث و من قبل ما يتم تشريحه و بيعرف كمان هل الجثمان تم تحريكه بعد الوفاة ولا لا ؟ و بيعرف كمان اسباب الوفاة و بيعرف معلومات كتيرة يطول شرحها هنا .
في تقرير الطب الشرعي بتلقاهو في البداية بعد وصف لون الجثمان و عمره و طوله و اهم الملامح طوالي بيوصف ليك مرحلة الجثة و في التقارير الخاصة بضحايا بري بنلقى انو الطب الشرعي وصف مراحل الجثامين و قال ( الجثة في مرحلة التيبس الرمي و الرسوب الرمي في خلفية الجثة و التعفن الرمي لم يتضح ظاهريا” بعد )
و عشان نشرح للفائدة العامة لازم الناس تعرف انو الجثة بعد الوفاة بتمر بمراحل متغيرة بسموها ب( التغييرات الرمية ) و اولها هي حرارة الجسم .. بتبداء حرارة المتوفي تنخفض و ذي ما عارفين انو الانسان الطبيعي بتكون درجة حرارته ٣٧ و بعد الوفاة بتبداء تنزل تدريجيا في كل ساعة درجة واحدة لحدي ما تتساوى مع درجة حرارة مسرح الحادث لو في شقة او في شارع .
المرحلة التانية هي مرحلة ( الرسوب الرمي ) و دي مقصود بيها رسوب الدم او تجمعه .. الانسان لامن يموت و القلب يتوقف عن ضخ الدم بقوم الدم كله يتجمع بفعل الجازبية لاسفل الجسم .. يعني لو الجثة ماتت في حبل مشنقة حنلقى الدم متجمع في الاقدام تحت و لو مات في سريره او على الارض و هو راقد على ضهره ح نلقى الدم اتجمع في الضهر من الخلف و لو على بطنه ح نلقى الدم اتجمع على الصدر و هكذا .. مرحلة الرسوب الرمي دي مهمة جدا لانها المرحلة البتكشف لينا زمن الوفاة .. و الرسوب ده بيحدث بعد الوفاة من ساعة لساعتين بالزبط .. و بعد مرور ستة لثمانية ساعات الرسوب ده بيثبت في مكانه .. و دي بتتعرف لامن المتحري او الطبيب يضغط بصباعه على مكان الدم المتجمع و يرفع صباعه تاني فاذا الدم ما اتحرك و ظل المكان احمر لسه معناها الرسوب الرمي ثبت في مكانه و معناها الوفاة حدثت من ستة لثمانية ساعات و اذا الدم اتحرك معناها الوفاة من ساعة لساعتين .. و كمان بتعرف اذا في زول حرك الجثمان من مكانه من خلال الرسوب الرمي ده برضو .. يعني مثلا في رسوب رمي في ضهر الجثة لكن الجثة ملقية على البطن معناها في زول حركها و هكذا .. و كمان من خلال الرسوب الرمي ممكن نعرف سبب الوفاة .. مثال .. لامن يكون لون الرسوب احمر وردي معناها اختناق بغاز اول اكسيد الكربون .. و الغاز ده كمان عايز بوست منفصل لانو بتسبب في موت ناس كتييير جدا بسبب انعدام التوعية .. بتاع دكان في الشتاء دخل معاهو قدرة الفول جوة و نام و الصباح لقوه ميت .. ده غاز اول اكسيد الكربون و بسموهو القاتل الصامت لانو اول حاجة بيعملها فيك انو بيشل حركتك و حنجرتك لا تقدر تكورك ولا تتحرك .. المهم ما موضوعنا هسه .. نرجع للرسوب الرمي .. في كل وفيات النزيف .. الطعن .. الرصاص .. الخ بنلقى لون الرسوب الرمي لون باهت ما معروف .. و بيصبح لونه داكن في حالات الاختناق ذي الشنق و الغرق الخ .
اما ( التيبس الرمي ) ده النوع الثالث من التغيرات الرمية البتحصل للجثة و دي تغييرات عضلية .. اي ساعتين بعد الوفاة بتكون الجثة عضلاتها مرتخية تماما .. ترفع اليد تقع معاك سرعة.. و اول عضلات بترتخي هي عضلات الوجه بنلاحظ انو الوجه مبتسم .. ناس يقولوا ليك بالله شوف المرحوم مات مبتسم معناها زول صالح و دي مرحلة بسموها الرخاوة الاولية بعدها بيحدث ( التبيس الرمي ) و هنا الجثة بتبقى ذي الخشبة تماما و دي كده معناها مضى على زمن الوفاة ١٢ ساعة لو كنا في الصيف و ١٨ الى ٢٤ ساعة لو في الشتاء لانو درجة الحرارة من اهم العوامل في تغييرات الجثة و تقديرات زمن الوفاة بعد كده الجثة بتدخل مرحلة اسمها الرخاوة الثانوية و دي بتحدث بعد الوفاة ب ٢٤ ساعة بيرجع جسم المتوفي للرخاوة و ممكن ترفع اليد تتحرك معاك تاني … في ناس ح تقول طيب نعرف كيف انو دي مرحلة رخاوة اولية ولا رخاوة ثانوية ؟؟ الموضوع بسيط جدا .. المتحري بيضغط على الرسوب الرمي .. اذا ثابت في مكانه معناها دي رخاوة ثانوية و عدت على الوفاة اكتر من ٢٤ ساعة و اذا متحرك معناها رخاوة اولية و الوفاة من ساعة لساعتين .
دي كانت الحاجات المهمة في التقارير الشاهدتوها و في مرحلة اخيرة و هي مرحلة ( التعفن الرمي ) و دي مرحلة شرحها يطول و ما اظن فيها فايدة للعامة .. احنا ذكرنا المراحل بتاعت التيبس و الرسوب عشان نبين للناس اهمية الفحص السريع للمتحري في مسرح الحادث و كيف انو الشرطة ممكن تحدد زمن الوفاة و اسباب الوفاة قبل التقرير بتاع الطب الشرعي .
اذا كانت جميع جثامين الضحايا في مجزرة بري في مراحل التيبس الرمي و الرسوب الرمي في الخلف مما يعني بان الوفاة حدثت ما بين ١٨ – ٢٤ ساعة من تاريخ التشريح يبقى لازم نعرف انو اكبر الخيوط البتقودنا للجاني هو زمن الوفاة و كمان من خلال الصور المنتشرة للضحايا بنلقى انو الفتاة ملقية على البطن و التقرير بيوضح انو جثتها في مرحلة الرسوب الرمي في الخلف معناها لامن اتوفت كانت على ضهرها و ليس بطنها و ده بيشير انو جثمانها اتحرك من مكانه و الله اعلم و الله ارحم بهم منا و منكم .
نزار العقيلي