اسامه عبد الماجد يكتب: (بكاسي) حميدتي

اسفير نيوز

0

اسفير نيوز

 

إذا عرف السبب
الجمعة 6 يناير 2023

¤ تذكرت مقولة ذائعة الصيت للامام الراحل الصادق المهدي بعد نشوب سجال (البكاسي) المهداه او المقدمة من حميدتي بين مك الجموعية عجيب الهادي الذي هاجمه ولخص علاقتهم به في عبارات (عندك معانا بوكسي تعال شيلو) في اشاره مبطنة الى ان حميدتي (شاري ذمم) .. وناظر عموم البطاحين منتصر خالد الذي اعتبر ان (البكاسي) ليست هبة بل حق للادارات الاهلية من الحكومة.
¤ افتى المهدي – انزل الله عليه شآبيب رحمته – في مخاطبة سياسية بشمال كردفان قبل سنوات لمواطني منطقة شركيلا بتقبل كل الخدمات والدعم المقدم اليهم ولو نقدي من المؤتمر الوطني وكانت فتواه التى سارت بها الركبان (اكلوا توركم وأدوا زولكم).. مستندا على ان الوطني يستعمل
الخدمات والاموال لشراء الدوائر والقواعد والقيادات – حسب زعمه -.
¤ الذي استرعى انتباهي واستغربت له، الفرحة التي ابداها الكثيرين – خاصة من منسوبي المؤتمر الوطني – عند اعلان المك عجيب اعادة (البوكس) لحميدتي.. وكانما ترسخت لديهم قناعة ان عجيب كان مرتشيا وبرأ نفسه من التهمة.. حتى انهم في غمرة فرحتهم ومن حين لا يدروا او – تعمدوا – اساءوا لرجل زعيم يقود قبيلة كريمة ومضيافة هو الناظر منتصر.
¤ قبل الموقف الاخير لم اسمع او اقرا مطالبات او مناشدات لزعماء الادارات الاهلية باعادة سيارات للجهات التي سلمتها لهم.. ولم اتابع اثرا لاراء او كتابات تنتقد وتستهجن تقبل القيادات الاهلية لمركبات من الحكومة او حميدتي.
¤ مخطئ من يعتقد – وفي مقدمتهم – حميدتي انه بامكانه شراء ذمم القيادات الاهلية.. ولو اهدى لهم كل بكاسي وذهب واموال آل دقلو بالداخل والخارج.. ثم ان أي قبيلة مهما كان حجمها يمكن ان توفر عشرة (بكاسي)، بل مائة لخدمة كبيرها.
¤ يجب النظر والاعتبار والتعلم من ماحدث .. تمثل ذلك في قواسم مشتركة بين المك والناظر .. الاولى هى الشجاعة التي تحليا بها.. لم يكن يعتقد احد – وخاصة منسوبي الوطني – ان بامكان قيادي اهلي اعادة هدية لحميدتي كما فعل المك عجيب.. ولم يتوقع امرء، ان يدق ناظر جرس الانذار وينبه الكل وفي مقدمتهم حميدتي ان (البكاسي) حق مكفول لزعماء الادارات الاهلية.
¤ والقاسم المشترك الثاني بين عجيب ومنتصر هو تأكيدهما ان الادارة الاهلية – على الاقل المقيمة في ولاية الخرطوم – لا تاتمر بامر حاكم وتتكئ على ارث شعبي صلب اغلى من عدد (البكاسي) التي صنعتها شركة تايوتا واستوردتها الشركة الكبيرة (السهم الذهبي).. القاسم الثالث ان الحدث يجبر الحكومة بضرورة التعامل بحذر مع زعماء الادارات الاهلية وان لا تعتقد انه بامكانها ان تسيرهم كيفما شاءت (بهدية مفتاح عربية).
¤ ان ماحدث فيه كثير من الدروس والرسائل التي يمكن ان تودع في بريد قحت – على سبيل المثال – التي ظلت تنظر للادارة الاهلية وكأنها تسترخص نفسها لحميدتي أو غيره.. وعادتها منذ اول يوم وصلت فيه الحكم. بينما للادارة الاهلية كلمتها التي يمكن ان تقولها ولو بلهجة مغاضبة كما تحدث المك عجيب.
¤ ان سجال (البكاسي) درس لحميدتي.. لو كان يعتقد ان الادارة الاهلية خاتم في اصبعه.. فان المك جعله يتحسس يده لا اصبعه.. هل موجوده ام مبتورة.. ويجعله – اي حميدتي – يراجع كل حساباته وتحالفاته المستقبلية.. ويغير طريقة تعامله معها.. واخص بالحديث ابونا الناظر مادبو ناظر عموم الرزيقات.
¤ قالها ناظر البطاحين فيما معناه انهم متجاوزين لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وحميدتي.. وان الادارة الاهلية لها كسبها.. ولها صوتها الحر المستقل.. وفي تقديري هي ليست مثل اناس رخيصين بدلوا مواقفهم وولاءاتهم ببكاسي.. ونقلوا المعلومات والممتلكات لجهات.
¤ تظل الادارة الاهلية المنارة السامقة.. تمد شراعها وتمتلئ من رياح الحكمة.. تغرس سيف الطمأنية في صدر قواعدها.. تهدي الى طريق الصلح.. تفرش الطرقات برمال التسامح والمحبة.. هي بذات عظمة جيشنا.. الحارس مالنا ودمنا.
.. الادارة الاهلية واحة في الصحراء وغابة قمحبة ونخلة مسقية.
¤ ان تؤثر (البكاسي) ولو كانت من الذهب و(اللآلئ) في العلاقات الوشيجة والوثيقة بين اهلنا في البطاحين او الجموعية او غيرهم من القبائل.. ولن تحدث شرخا بل هي درسا مستفاد وله تاثيراته على المشهد السياسي.. خاصة قبل قيام الانتخابات..
¤ نفول بكل محبة للكريمين المك عجيب والناظر منتصر واهلهما من اكبر مكونين بولاية الخرطوم.. ماقاله السلطان د. عثمان كبر عندما نادت بعض قيادات الحركات بانفصال دارفور .. قال (هي الخرطوم دي بتتفات .. والله مانخليها للرئيس البشير براهو).
¤ (حليل) البشير الذي كان يقدر الادارة الاهلية.

اترك رد