اسفير نيوز
*إذا عرف السبب*
*السبت 21 يناير 2023*
¤ ان كانت هناك مؤسسة تشكل مثالا للصمود والصلابة، هي الاسواق الحرة التي تنظم معرض الخرطوم الدولي في نسخته الاربعين بعد أياما قلائل الذي بختلف عن سابقاته .. حيث ياتي متزامنا مع احتفالها باليوبيل الذهبي.. تجئ الذكرى والبلاد بل العالم اجمع يمر بظروف اقتصادية بالغة التعقيد.. اثرت على شتى مناحى الحياة وكانت لها تداعيات على عمل الاسواق الحرة التي قهرت الصعاب في فترات حرجة.
¤ جاعت الاسواق الحرة ولكنها لم تأكل بثديها.. على سبيل المثال نظمت معرض الخرطوم في دورته الثامنة والثلاثون رغم تحديات جائحة كورونا والمصاعب الاقتصادية في البلاد، وحققت الدورة دفعة للمؤسسة.. وقد حظي المعرض بمشاركة دولية، وباهتمام شركات أوروبية وآسيوية.. وشهد مشاركة أوغندا وباكستان لأول مرة، وعودة مصر بعد غياب.
¤ كان ذلك دليل عزم وارادة من قبل القائمين على الاسواق الحرة.. ان استمرار المؤسسة العملاقة كل هذة السنوات مؤشر على الشعور بالمسؤولية التاريخية لمنسوبيها وقيادتها على ضرورة المحافظة على الاستمرارية.. رغم الراهن المعقد اقتصاديا وسياسيا وكذلك امنيا.
¤ الاسواق الحرة اكبر من اختزالها في تنظيم فعاليات المعارض المحلية والإقليمية والدولية والمعارض المتخصصة.. واكبر كذلك من حصرهافي بناء المناطق الحرة.. فهي تمثل جذءا اصيلا من تاريخ السودان الاقتصادي الحديث.. وواحدة من الصروح الاقتصادية التي عرفت العالم بالسودان ارضا وشعبا.
¤ كما انها كانت ولا تزال لها مساهماتها في عرض وتسويق المنتج السوداني للخارج وللمواطنين بالداخل.. وتشكل نموذجا للتحدي في مجال الأعمال.. ان الاحتفال بالعيد الخمسون، مناسبة تستحق قبل – الاحتفاء -التأمل والمراجعة في تلك المسيرة الحافلة بالنجاحات والتي انطلقت في العام 1973..
¤ عيد ميلاد الاسواق الحرة مناسبة تتطلب من الحكومة وفي اعلى مستوياتها جعل 2023، عاما للتقييم والتصحيح.. والانطلاق نحو تحقيق الغايات المرجوة.. هناك فرصة كبيرة ان تعود الاسواق الحرة الى سيرتها الاولى عندما كانت تحوز على توكيلات من كبرى الشركات العالمية.. من شتى المنتجات والماركات بما فيها العطور والملابس.
¤ تملك الاسواق الحرة بنية تحتية صلبة وموقعا يكاد يكون هو الاكبر والاكثر تميزا في ولاية الخرطوم.. مما يؤهلها لتكون في المقدمة واستعادة مكانها الطليعي.. حيث لا تزال محل ثقة لدى المواطن.. ان تاريخ الاسواق الحرة جعلها في مامن من عواصف وتقلبات السياسة.. وشفع لها من ان يطالها الدمار والخراب.. وان كانت تاثرت بالرياح السياسية العاتية.. لكنها لم تسقط كرياضي في حلبة ملاكمة تعرض لضربة بالقاضية طرحته ارضا.. ¤ كما اسلفت فان الفرصة مؤاتية امام قيادتها والتي تستحق التحية على الجهد الذي تبذله ان تفعل أنشطة ذات جدوى اقتصادية، كانت تقوم بها الاسواق الحرة في سنوات ماضية، في مجالات السياحة والفندقة وخدمات النقل.
¤ تحتاج الاسواق الحرة بكل تاريخها ومسيرتها المساندة من الشعب قبل الحكومة.. رغم ان القطاع الخاص اصبح شريكا فيها وهي شراكة تكاملية مطلوبة.. وتحتاج كذلك الى تذليل العقبات التي تعترض مسيرتها.. لتظل سفارة اقتصادية وواجهة لعكس الوجة الاخر لبلادنا الملئ بالموروثات الثقافية والفنية.
¤ ان تنظيم المعارض واقامة المناطق الحرة اصبح واحدا من مكامن القوة لدى العديد من دول العالم.. التى تسعى جاهدة لتكون قبلة للملتقيات الاقتصادية وملتقى لرجال المال والاعمال.. وجذب كبرى الشركات العالمية والإقليمية.
¤ ومهما يكن من امر لا تجعلوا الاسواق الحرة تقاتل لوحدها.. هي تخوض مباريات قوية وترتدي قميص السودان فان لم تدعم بالمال وتذليل العقبات.. على الاقل تستحق المؤازرة.