اسفير نيوز
(صناعة التفاهة)
بعد خبرة طويلة في الفانية دي كانت حصيلة تجارب ومعافرة مع كل خلق الله الناطقين من كل الجنسيات تأكد لي صدق قول ربنا إنو فعلا في بشر (كالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )والله جد.
ومما توصلت إليه إن أقرب مخلوقات الله للبهائم هم الأفارقة والعرب وبما أنهم يفتقدون لكثير من السلوك البهيمي المحمود فإنني مدين بالإعتذار للبهائم ، أفهم جيدا أن التعميم مخل وليس كل العرب ولا كل الأفارقة سلوكها غير إنساني وغير متحضر.
علي أي حال الفئة التي أعنيها تفتقد لميزتين من ميزات البشر أولا الإحساس بالآخر ومايعانيه ثم النزول من الفضاءات المتخيلة إلي عوالم البشر العاديين الطبيعيين ومحاولة العيش كما يعيشون ، يعني مثلا اذا كنت عايش في كوكب السودان ياعزيزي أفهم إنو البوش والكول والملوحه وملاح المصران ده واقع الناس البدونه مابتكتمل حيواتهم الطبيعية الممتعة بل هم شايفين إنه مافي متعة بتكتمل بدون الحاجات دي.
انت قادر تفهم انك لما تصحي من الصباح أول شئ ممكن تفكر فيهو انك بتمشي الحمام لقضاء حاجتك لبداية يومك بارتياح
إنو الحاجه دي بيعملوها كل البشر؟ وإنو البيتزا والهوت دوق بعد تاكلهم وياخد جسمك الحايكلو الدود ده نصيبه في النهاية بتخرج في شكل مقرف بالضبط زي مابيحصل مع الناس البتاكل الكول والكجيك؟
الميزه التانيه في البشر السوي عدم الإنقياد الأعمي لأنه الله أداك طايووق للتفكير وفضلك علي كل مخلوقاته بهذا الطايووق عشان تفكر هل ده صح ولا غلط ،إنساني ولا غير إنساني
باختصار الله ماخلقك عشان تكون قطيع يتم توجيهك من قبل فئة معينة حسب أهواءها ومصالحها الخاصة دون وعي منك مستغلين سعيك بلا هدي نحو إرضاء غرائزك البهيمية والثانوية والكمالية.
ليه أنا صدعت بيكم بالمقدمة دي كلها ؟ لأنه أثناء فترة عملي في مقر واحدة من أغلي الماركات العالمية الباهظة الثمن ابتلاني الله بملاحظة تصنيف الزبائن حسب انتماءاتهم الجغرافية والإثنية فوجدت إن أغلب المشترين من الجنسيات العربية والإفريقية ثم الأسيويون والله جد .
انتو عارفين الأروبيين بيجو معظمهم يتفرجوا فقط ويتوكلوا!! مافي اروبي بيشتري ماركه غاليه إلا القلة منهم لأنهم غير مهتمين بالجانب المادي من السلع الكماليه دي والله جد يجوا يتفرجوا فقط ياخدوا الجانب المعنوي ويمشوا ( فرنسيه تلقاها موظفة كبيره في مؤسسه بتجي تقلب ليها شنطه بي ١٥٠ألف دولار وتكتفي بالتعبير عن النواحي الجماليه في الشنطه بي أوه لالا وتمشي)
انت قادر تتخيل إفريقي جايي من قرية لي يوم الليلة أهلها بيموتوا من الملاريا يشتري سروال يلبسوا في صلبه بي ٣٠ألف يورو أو حقيبه بي ٢٥ ألف يورو.
لك أن تتخيل عربية شعبها تحت الأنقاض ويأكل البعض منهم من مخلفات المترفين الملقاة في براميل النفايات وتجي بكل سخف تشتري فستان بي ٥٠ألف يورو وتفتح لها الأبواب الخاصة والأجنحة الخاصة من المحلات.
في مرة من المرات أتي ملك إحدي الدول العربية ليشتري في ساعتين من الزمان أغراض تافهة بمالا يقل عن ٦٠٠ألف يورو من بينها حقيبة سعرها ٤٠٠ألف يورو حتي تيم الحراسة والسكرتارية ظلوا يتسوقون لمدة إسبوع كامل من نفس المكان والماركة.
صدقوني لا أروبا ولا أمريكا في حوجة لتسيير الجيوش من أجل نهب ثروات العرب والأفارقة في حملات إستعمار جديده ، هم الآن فقط يعملون علي أن تتكدس الثروة في أيادي التافهين من أبناء العرب والأفارقة لأنهم يعلمون أنهم سيبددونها في الفارغة التي صممت لهم من فنادق وبارات وملاهي وماركات وحفلات ضجه.
في عالم اليوم إذا لم تخطط لنفسك ولشعبك ولأمتك فأنت عرضة لتخطيط الآخرين في كيفية إستغلال طاقتك وثروتك وحتي قيمك وأخلاقك.
أنا قادر إتفهم أحساس السلطه بعد الحرمان والقوة بعد الذل والقهر والشبع بعد الجوع، الحرمان البيخلي حميتي مثلا لما يتحول من تاجر حمير لنائب رئيس يشتت في المال العام الشايلو عنوه وبقوة سلاح مليشياته مره علي ابراهيم بقال ومره علي السلاطين والنظار ومره علي فارس النور ومره علي ………… أسي الجاب حميدتي وآل دقلو شنو هنا؟
أهلنا بيقولوا الشبع بيعمل (بعبعه )وانا زمان كنت قايل البعبعه ياها الباع الواحده دي البعد الشبع أها أسي إكتشفت البعبعه دي شي تاني، لما سودانيه ربنا يمن عليها وتصرف نص راتبها في بواريك لدقروسها اللي الله خلقه جميل كده بدون باروكه ده عطفا علي انه الباروكه شقراء وتتقلع وتتخلع بيها في التوك توك كأنه شعرها وهو تلقاهو شعر هنديه ماتت زماان وحرقوها وشتتوها رماد أها زي ده اسمه بعبعه .
في نوع تاني وده زي دهابي لسه راجع الخرطوم كدوب الخلا مامرق منه ويندرع في أول عراقي ومركوب ويشيل كيس قروش يمثل نص ثروته يرميها نقطه علي قونه .
في نوع تالت من البعبعه وده لما واحده زي داليا الياس لامه ليها شله ويتصورن مع (سامو زين ) القالوا جايي يغني في الفلانتاين وعاملات فيها حافظات كل الغناء السوري تتخلعن مالكن؟ ومالكن ومال الفلانتياين الواحده فيكن من زمن كرومه وعامله فيها بت أمبارح ومولوده في اللاذقية وانتن سوريا ماشفتنها إلا في وادي الذئاب .
*سؤال ليس للإجابة:
الشعب السوري لسه الجثث تحت الأنقاض بسبب الزلزال والشعب السوداني من زمان تحت الأنقاض مااحتاج لي زلزال ذاتو وداليا الياس وصحباتها وأمير العشاق السوري سامو زين الفلنتاين والغناء الواقعين فوقو شنو في وقت زي ده؟
اها شلتن معاهو الفاتحه وعزيتنو في أهله الراحوا في الزلزال ولا ساكت استقبال وفلنتاين؟
#خلاصه:
في جهات بتصنع التفاهات وتستخدم فيها أدوات محليه وخارجيه ونحنا نستهلك سااااكت لأننا هشين في كل شئ .
في واحد ممكن يقول لي شابكنا شنطه بي ٤٠٠الف يورو وصناعة التفاهة هو نحنا السودانيين ديل عندنا شنو ؟هو أصلا ياحبيبي
كل زول بيصمموا ليهو تفاهته قدر بعبعته ويعني يخلوك تبعبع في الخير كده ساكت؟
فتح الرحمن يوسف سيدأحمد – باريس