اسفير نيوز
حوار :عبد العظيم عمر
توقعت المتخصصة في علم الزلازل والجيوفيزياء بكلية العلوم جامعة الخرطوم، ندى بشرى الطاهر أحمد، عدم حدوث تسونامي في السودان، مشيرة إلى أن التسونامي يجيء لحدوث زلزال قوي في عمق المحيط.
وأوضحت ندى أن منطقة البحر الأحمر تعد منطقة انفتاح، وأن الزلازل التي تحدث بها متوسطة القوة، مبينة ان احتمالية حدوث تسونامي فيها قليلة للغاية.
وقالت ندى بشرى، في مقابلة مع”الانتباهة”، إن قربنا من الأخدود الأفريقي يجعل السودان معرضاً للهزات الأرضية، موضحة أن هناك أكثر من 200 هزة حدثت في البلاد العام الماضي، ولم يتم الشعور بها لضعفها.
*بدايةً.. تغيرات يشهدها العالم من زلازل وهزات.. ما الذي أدى إلى ذلك؟
-صحيح حاليًا يوجد نشاط في منطقة تركيا وسوريا، والأولى من المناطق المعروفة بالزلازل، وذلك لوضع التكتونية المعقد لهذه المنطقة، وقد حدث الزلزال نتيجةً لتحرك الصفيحة التكتونية العربية التي تتقدم نحو تركيا باتجاه الشمال حيث تلتقي أطباق الأناضول والعربية في جنوب تركيا، وقد حدثت زلازل قوية في تركيا تصل إلى أكثر من 7 درجات على مقياس ريختر، وخلفت آثاراً كارثية من حيث الأرواح والبنية التحتية، ما جعل هذا الزلزال كارثيًا بهذه الطريقة المأساوية، فظهر جليًا عدم الالتزام بالكود الزلزالي وكذلك التوقيت، أما باقي أجزاء العالم، فهناك أحزمة معروفة للزلزال وهي مناطق حدود الصفائح التكتونية .
*هل ما يحدث من هزات وتوابع حاليًا بسبب تغير المناخ أم بسبب الإنسان والتلوث؟
– قد تكون هناك علاقة، وذلك لما يشهده العالم من ظاهرة الاحتباس الحراري، فمثلاً قد يؤدي ذلك إلى ذوبان كتلة جليدية ضخمة وارتفاع سطح البحر، فهذا يغير في الضغط واحتمالات التصدع ومنها يحدث تحفيز لحدوث الزلازل، أما فيما يتعلق بالإنسان والذي يتمثل في التعدين مثلاً قد يؤدي إلى حدوث زلازل متوسطة كما هو في جنوب أفريقيا، وقد تحدث الزلازل أيضًا بسبب بناء السدود، وتكون زلازل بسيطة، وذلك لزيادة ضغط المياه وعملية التفريغ والملء تؤدي إلى حدوث زلازل، ولذلك تسمى الزلازل بفعل النشاط الإنساني مستحاثة.
*إلى أي مدى يتوقع استمرار هذه الزلازل؟
-أما بخصوص نقطة استمرارية حدوث الزلازل، فهي تحدث حول العالم وتسجل المراكز العالمية في الولايات المتحدة حوالي ٢٠ ألف زلازل خلال السنة.
*هل هناك توقعات بحدوث تسونامي-“زلزال قوي في عمق البحر” – في السودان؟
– لا أعتقد، لأن التسونامي دائمًا ما يحدث نتيجة حدوث زلزال قوي في عمق المحيط حيث تتولد بعده موجات التسونامي التي عادةً ما تتحرك بسرعة تصل إلى 800 في الساعة، وتكون مدمرة عندما تصل إلى الشواطئ، أما منطقة البحر الأحمر هي منطقة انفتاح والزلازل التي تحدث بها متوسطة القوة، لذلك احتمالية حدوث تسونامي قليلة للغاية.
* ما مدى تأثير ما يحدث في مصر من هزات بين الفينة والأخرى على السودان؟
-هي مرتبطة بمناطق تكتونية معينة في مصر، وهي التي تحدث بها الزلازل وتقوم الشبكة المصرية برصدها، وليس لها ارتباط مع السودان الذي عادة تحدث الزلازل في المناطق الواقعة على ساحل البحر الأحمر وقد حدث زلزال في منطقة سواكن 1938 وذلك بقوة 5.8، وجبل دمبير 1966 بقوة 5.1 وأيضًا حدث زلزال 1993 بقوة 5.5، وتم تسجيل هذه الزلازل بواسطة محطات عالمية كتيرة، ونشرت عليها أبحاث في مجلات عالمية، وعلينا أن لا ننسى زلزال جوبا 1990 بقوة 7.5 وكان أقوى زلزال في أفريقيا وقتها، ولم تحدث منه أضرار، وذلك لضعف البنية التحتية في ذلك الوقت، كما أن هناك زلزال مرصود في منطقة أبو دليق شرق الخرطوم بقوة 4 درجات في عام 2004 وقد أحدث شقاً على سطح الأرض وبعض المنازل حدث بها بعض التشققات.
*هل قربنا من الأخدود الأفريقي يجعلنا معرضين لزلزال مشابه لما حدث في تركيا؟
– بكل تأكيد.. قربنا من الأخدود الأفريقي يجعل السودان معرضاً للهزات الأرضية، ولكن كما ذكرت في الأمثلة السابقة يجب أن ننوه إلى أن التكتونية مختلفة تمامًا بين المنطقتين.
*هناك حديث عن وقوع أكثر من ٢٠٠ هزة أرضية خلال العام الماضي لماذا لم نشعر بها؟
– قد يرجع السبب في عدم شعورنا بهذه الهزات لضعفها .
*هل لعمليات التفجير التي تحدث في التعدين علاقة بزلازل متوقعة مستقبلاً؟وهل للأمر تأثير على باطن الأرض وقشرتها؟
-كما ذكرت سابقًا، التعدين والتفجير قد يؤدي إلى زلازل مستحاثة على المدى الطويل، لذلك وضعت أجهزة رصد قرب هذه المناطق، ليعطينا معلومات إذا ظهر أي نشاط زلزالي، ولكن على أي حالٍ لا يمكن التنبؤ بها، ولكن هناك احتمالية حدوثها في مناطق معينة وذلك من خلال التاريخ الزلزالي للمنطقة أما الزمن فمن الصعوبة بمكان تحديد ذلك .
*ولماذا هذا الأمر صعب.. برأيك؟
– لأن ذلك عبارة عن طاقة مختزنة في الصخور، وعندما تفقد هذه الصخور قوة التحمل، تخرج هذه الطاقة في شكل زلازل تكون قوتها حسب كمية الطاقة المخزونة، ما أريد أن أذكره في هذه النقطة، أنه قد تحدث زلازل متوسطة ولا تسبب الضرر في مركز الحدوث ولكن قد يكون التأثير أقوى في منطقة أبعد من المركز والذي يتوقع أن يكون فيه الدمار كبيراً، وذلك بسبب نوع التربة التي تمر بها الموجات الزلزالية حيث يعمل نوع التربة على تكبير الموجات الزلزالية ويحدث دمارًا كبيرًا، وهذا يعتمد في المقام الأول على دراسة نوع التربة.
*وهل السودان يدخل في هذه الدائرة؟
-هذا يعتمد على دراسة نوع التربة، وعلى ما أعتقد هناك دراسات، ولكن متأكدة أن نوعًا من هذه التربة في منطقة الدلتا في مصر، لذلك نوصي بدراسة تفصيلية وإنشاء خريطة توضح أنواع التربة في السودان تفصيلاً.
*هناك بعض التوقعات تشير إلى أن ولاية البحر الأحمر ستكون مهددة بهزات.. إلى أي مدى ذلك متوقع؟
-كما أوضحت سابقًا، أنها منطقة تحدث بها زلازل متفرقة ومسجلة بمحطات الرصد السودانية والسعودية والمصرية لكن قوتها متوسطة.
*هناك مناطق موجود بها سدود مثل مروي والروصيرص وغيرها.. هل تدخل في دائرة حدوث هزات فيها؟
-قد تحدث زلازل مستحاثة في منطقة السدود نتيجة لضغط المياه وعمليات الملء والتفريغ، ولكن الزلازل هنا قوتها بسيطة، وأعتقد عند بناء السدود وضع الخبراء والمختصون احتمالية لهذا الأمر أثناء التشييد، وتتم متابعة هذه الهزات المستحاثة بوضع شبكة خاصة حول السد، للتأكد من سلامته كما هو المعمول به مثلاً في منطقة السد العالي، عمومًا السودان على الرغم من النشاط الزلزالي المنخفض، إلا أنه قد تحدث بعض الزلازل الكبيرة، كما حدث في بعض الأمثلة العالمية، وهذا بحث يجري العمل عليه، وإن شاء الله تُعرض نتائجه قريبًا.