إسحق_أحمد_فضل_الله يكتب.. الباطن و الظاهر

0

أستاذ ….

مكتبتنا كومة كأنها سُكبت من قلاب

و مفكراتنا و عقلنا مثل ذلك

لهذا نتحدَّث بالصور

فنحن …

………

السكران يصدمه كلب ضخم فيسقط …. و حين ينهض تصدمه عربة فولكسواجن ..

و الرجل بعدها يقول للناس

: – صدمة الكلب لم تؤذني …. لكن تلك العلبة المربوطة في ذيله هي التي كادت أن تقتلني …

و نحن صدمة قحت لم تؤذنا/ كثيراً /لكن العلبة التي جاءت بعد قحت هي التي توشك أن ( تجيب خبرنا ) الآن

و الخطر الذي يضربك و أنت تراه ليس خطيراً … الخطير هو الذي يفاجئك تماماً

و كل الأخطار الماضية ظلت شيئاً يضربنا و نحن باقون بينما الخطر القادم هو الذي يشطب وجودنا من خريطة العالم …

و الخطر الذي يقترب جداً دون أن يشعر به أحد هو إنتخابات تُعد و تدار بأسلوب غريب ينطلق الآن تحت الأرض ..

فالآن السوداني يصبح في السودان …. أقلية …

و إنتخابات تعني أن مراكز الرقم الوطني في السودان هي محاص المعركة …. لأن من يمتلك وطنياً يصبح مواطناً هو من ينتخب و هو من يترشَّح

و السودان الذي هو ثلاثون مليون مواطن يزدحم فيه الآن خمسون أو ستون مليوناً

و في الصحراء إن انت غرست عوداً أصبح تلاً مرتفعاً بعد أسبوع

و كثيرون جداً من الجنسيات الزاحفة على السودان تغرس لها المخابرات المعروفة أعواداً لتجعل منها أحزاباً و جماعات لها … و لها …

 

(٢)

 

و نحن ننظر من تحت ركام الأخبار ….

و ننظر إلى ما لا يمكن حدوثه إلا في السودان …

و ننظر إلى السلطة و هي تستغرب الضربات التي تأتيها من كل مكان

السلطة تبقي على مدير إحدى الجامعات ممن جاءت بهم قحت … و الرجل الذي فصل ستين محاضراً لأنهم رفضوا الشيوعية الرجل هذا يطلق الآن مبادرة …. كما يسمِّيها… و يدعو لها أهل الجامعات

و السلطة تجد أن هناك إستجابة

و السلطة تنسى أن من إستجابوا للدعوة هم الأساتذة الذين إنتهت فترات عقودهم منذ عام

و يغرسون و ما زالوا أنياب قحت في عنق الدولة …. الدولة التي تصاب بالدهشة لأن السكين تقطع اللحم

………..

و سهل تماماً أن نسرد الشواهد التي تقول إن السلطة تجلس فوق فراش العقارب ثم يدهشها أن شيئاً يلدغها …

أستاذ …

كل شيء الآن يقول إن السودان الآن هو حوت السندباد

و السندباد يلقي به البحر فوق جزيرة و الرجل و من معه يشرعون في الطبخ و يشعلون النار …

و في الحال تختفي الجزيرة من تحتهم …

و يجدون أن الجزيرة لم تكن إلا حوتا كان نائماً …. نام حتى نبتت الأشجار فوق ظهره و أنهم لما أشعلوا النار أيقظه حر النار فغاص في الأعماق

و ما يبدو الآن هو أن السودان هو الحوت النائم

و أن السودانيين كلهم سوف يجدون أنفسهم في البحر فجأة و أن الأرض إختفت من تحتهم

بعد أن أيقظها حر النار

خصوصاً نار الرشاشات …

و تحياتنا للبرهان العربة التي تصدمنا بعد صدمة الكلب …

 

هذا كتبناه في السادس من مارس العام الماضي….الزمن يصبح شاهداً لا يُرد

اترك رد