(العسكر للثكنات والحكم للمكنات) هو واحد من هتافات ثوار ديسمبر و ( الجيل الراكب راس) كما يسميهم البعض … الذين استطاعوا من خلال الالة الاعلامية التي وجدوها سهلة وفي متناول الايدي وهي ما لم تتوفر للثورات السابقة وثوارها ..استطاعوا ان يفرضوا ادبياتهم ولغتهم ومفرداتهم حتى دخلت مخطابات اعلى هرم الحكم في المجلس السيادي حين خاطبهم الرئيس البرهان (بالسانات والراستات والواقفين قنا)
بالامس انقلب العسكر على هذا الشعار واصبحوا هم (المكنات)… حين بلغت القلوب الحناجر وحبس الناس انفاسهم واصبح كل من في الخرطوم يتفلت خائفا يترقب من تهويل الاشاعات والحديث عن نذر حرب لن تبقي ولا تذر بين الجيش والدعم السريع.. فكانت هناك مبادرة تسير (بالخطوة السريعة ونشيطة) كما يقول الجيش مبادرة قادها قادة الاجهزة الامنية توجت بلقاء السحاب بين البرهان ودقلو فامطرت امنا وسلاما اذاب الجليد… ونجح اهل الثكنات فيما فشل فيه (المكنات) وهم اهل السياسة والاحزاب حسب لغة السانات..
اذن لابد من الوقوف في هذا الخبر القصير الخطير… لقاء بين البرهان وحميدتي انهى خلافات واوجد اتفاقات عبر مبادرة من قادة الاجهزة الامنية..
هذا الخبر يعني ان الجيش اصبح يتعاطى السياسة ويمارسها باحترافية ويتفوق فيها على السياسيين… فبعد ان كان قادة الاجهزة الامنية يقتصر دورهم على التقارير وجمع المعلومات وتنفيذ التعليمات اصبحوا الان يتدخلون في الشان السياسي فعلا وممارسة ويقومون بالمبادرات والاصلاحات السياسية في الوقت الذي فيه الاحزاب والسياسيين تشغلهم الانقسامات والخلافات والمؤامرات ليسجل العسكر هدفا غاليا في مرماهم في الدقائق الاخيرة ويكسبوا تصفيق المشجعين_ الشعب السوداني الذي رزق حب الجيش والعسكرية وجبل على ذلك ويتغنى له (الحارس مالنا ودمنا أريد جيشنا جيش الهنا) ويزداد الساسة بعدا وتظل المفاهيم المجتمعية السالبة باقية في الذاكرة الجمعية للشعب السوداني عبر هذه الجملة المخيفة ( السياسة لعبة قذرة)..