الحلو في القاهرة.. هل تٌغير موازين العملية السياسية؟
الخرطوم: نبيل صالح
من المنتظر أن تهبط طائرة رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبد العزيز الحلو مطار القاهرة في العشرين من مارس الجاري…وقد تغير الزيارة المفاجئة مسار العملية السياسية الجارية حسب المراقبين، بينما يعتقد البعض أن الحلو يسعى للحل بعد ضمان مطالبه بفصل الدين عن الدولة.
فيما يرى مراقبون أن الحلو حريص على قاعدة الحل السلمي لحل قضايا مناطق الحرب. ويقول المحلل السياسي والخبير الدبلوماسي د. علي يوسف إن مصر تقوم بمجهود كبير إزاء الأزمة السودانية بالتأكيد، بالتنسيق مع المكونات الأخرى لإيجاد حكومة مدنية. وقال لـ(الحراك) إن زيارة الحلو للقاهرة دليل على حرصه في تكوين حكومة مدنية بحاضنة سياسية عريضة، وتوسيع قاعدة الحل السلمي في مناطق الحرب.
ويرتب رئيس الحركة الشعبية ــ شمال عبد العزيز الحلو وقادة من الحركة، لزيارة العاصمة المصرية القاهرة في 20 مارس الجاري، لترويج الإعلان السياسي الموقع مع الكتلة الديمقراطية.
وفي 23 فبراير الماضي وقع الحلو ورئيس ائتلاف الكتلة الديمقراطية جعفر الميرغني، إعلانًا سياسيًا، اعتبر فترة الانتقال منصة لإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة.
واتفق الجانبان على إعادة هيكلة وتحديث الجيش وفق عقيدة عسكرية جديدة، ودمج «قوات الدعم السريع» التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وقوات الحركات المسلحة في الجيش، وفق جداول زمنية؛ لضمان استدامة السلام.
ونص الإعلان السياسي على أن تكون الفترة الانتقالية منصة لإعادة هيكلة الدولة السودانية على أسس جديدة، وصياغة الدستور الدائم الذي يرتكز على «المبادئ فوق الدستورية».
وشدد الطرفان على التوزيع العادل للسلطة والثروة بين أقاليم البلاد، ورفع التهميش التنموي والثقافي، مع مراعاة التمييز الإيجابي للمناطق التي تضررت من الحروب.
وقال رئيس الحركة في مناطق سيطرة الحكومة محمد يوسف المصطفى، حسب “سودان تربيون”، إن “الحلو يعتزم زيارة القاهرة في 20 مارس، بدعوة من جعفر الميرغني، للتبشير بالإعلان السياسي ووضعه في برنامج حول المبادئ فوق الدستورية”.
وأشار إلى أن قائد الحركة سيزور بعد مصر عدة دول، وهي: إثيوبيا، كينيا، تشاد، أوغندا، تنزانيا، نيجيريا وبعض الدول العربية.
وقال يوسف إن الغرض من هذه الزيارات تنوير الدول والشعوب بموقف الحركة التفاوضي خاصة في مسائل فصل الدين عن الدولة، والوحدة الطوعية والهويات التعددية للدولة السودانية وإصلاح الجيش.
وظلت الحركة الشعبية تتحدث عن ضرورة وضع مبادئ فوق دستورية، لا تُعدل أو تُخالف، تتعلق بالمساواة والمواطنة وحقوق الإنسان.
ووقعت الحركة الشعبية إعلانات سياسية مع معظم التحالفات والقوى السياسية، بما في ذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتولى جعفر الميرغني منصب نائب رئيسه، تتركز جميعها على فصل الدين عن الدولة وقومية الجيش والمبادئ فوق الدستورية.
ومن جانبه وصف القيادي في الحركة الشعبية جناح الحلو، زاهر عكاشة، طريقة تداول خبر زيارة الحركة للقاهرة، بأنها ذات أهداف وتسعى لتصوير الحركة والكتلة الديموقراطية كجسم واحد، وهذا الأمر غير صحيح. قائلًا “هذه الأخبار منزوعة من السياق.
وقال عكاشة طبقاً لتقارير صحفية إن الزيارة تأتي مع جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل، لا رئيس الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية. وأوضح عكاشة أن الحركة الشعبية تتحاور مع كافة الجهات والأطراف المؤثرة في الساحة السياسية، بوصف الحوار أداة مهمة تمثل الحل لكافة القضايا الأساسية في الدولة).
وأشار عكاشة إلى أن تحالفهم مع الحزب الاتحادي هو تحالف قديم وراسخ، ووصف عكاشة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بالحليف الاستراتيجي للحركة الشعبية جناح الحلو.
وأكد عكاشة أن للحركة حق مقابلة والتفاهم مع كافة الأطراف، حول القضايا الأساسية التي تمثل لب الأزمة السودانية، وأن هذا الأمر لا علاقة له بالكتلة الديمقراطية.
ومن جانبه قال المحلل السياسي د. عبد اللطيف محمد عثمان إن زيارة الحلو تأتي في سياق دبلوماسي، لجهة أن الحلَو لم يعد يملك داعماً إقليمياً أو دولياً جراء ظروف الدول التي كانت تقدم له الدعم، وأضاف أن حركة الحلو أقرب للجذريين في مطالبه للانضمام للسلام، ولكن الظرف السياسي الدولي والإقليمي أجبره على البحث عن الجانب الأكثر مرونة في الاستجابة لمطالبه، والدليل المذكرة التي وقعها مع الكتلة الديمقراطية الداعمة للمبادرة المصرية.
وتباشر الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو زيارة للقاهرة في العشرين من مارس الجاري بمعية جعفر الميرغني، وتستمر الزيارات لعدد من دول الجوار.
ووقعت الحركة الشعبية الحلو والكتلة الديمقراطية اعلانًا سياسيًا منذ أسابيع، نص على التوافق حول فصل الدين عن الدولة وعدد من البنود الأخرى.
الحراك السياسي