محمد محجوب هارون يكتب.. الجيش الوطني السُوداني: هذا أو الطوفان!!
محمد محجوب هارون
مدير أسبق لمعهد أبحاث السلام
جامعة الخُرطُوم
بيان قوات الشعب المُسلحة الصادر فجر اليوم الخميس الثاني و العشرين من رمضان ١٤٤٤، الموافق الثالث عشر من أبريل ٢٠٢٣، على أهميته من حيث عرض طيف ممّا عدّته مهددات للوضع الأمني في البلاد، ممثلا في التحركات و الانفتاحات الجارية لقوات الدعم السريع، إلا أنّه جاء أشبه بموقف مراقب للوضع مقابل كون الجيش الوطني المسؤول الأوّل عن بث الطُمأنينة وسط مواطنيه و مواطناته.
البيان دقّ ناقوس الخطر، و أشار إلى إحتمال انفراط عقد الأمن في البلاد في ظل التحركات و الانفتاحات التي تقوم بها قوات الدعم السريع في الوقت الراهن!
الجيش الوطني هو أشدُ هياكل الدولة الوطنية السُودانية عراقة، و أرسخها تجذّرا، و أصلبها عُودا بالرغم من عوادي الزمان و غواشيه التي ظل يتأثّر بها سلبا عبر حقب السياسة الوطنية و عهودها، المُنصرم و الكائن.
مسؤولية الجيش الكُبرى هي بثُ الشعور بالأمن، و تعزيز طمأنينة مواطنيه و مواطناته بأنّ لا خوف يأتيهم من بين أيديهم و لا من خلفهم.
قيادة الجيش الوطني، و هي أفضل من كاتب هذه المذكّرة إدراكًا لمسؤولياتها الوظيفية، يلزمها أن تحقق الأمنّ على الأرض، بدلا عن الظهور بموقف يبدو أمام الرأي العام أشبه بموقف المراقب للوضع الأمني، لا موقف المسؤول عن توفير الأمن، في الأساس، بحذقٍ و حكمةٍ و ناجزية.
قوات الدعم السريع شهدت ميلادها في أحضان المؤسسة الأمنية الوطنية التي يقف على رأس هرمها الجيش الوطني. العين لا تعلُو على الحاجب. و حال بلغ الوالدُ حدّ العجز عن رد الابن إلى حُضن العائلة أضحى فاقدا لأهلية الأُبوة.
إن لم ينفرط عقد الأمن، فعلاً، وقت مطالعة القارئ هذه المذكرة، فإنّ أوجب واجبات قيادة الجيش الوطني هي البحث عن بدائل للحرب، بصفتها الخطوة المُحتملة التالية لدق جرس الإنذار.
يجب أنّ تتفتّق لدى قيادة الجيش الوطني قدرات القيادة التي تتطلبها هذه اللحظة من تاريخنا الوطني.
واجب هذه اللحظة أمام قيادة الجيش الوطني، و الحرب تُقرَعُ طُبولها، هو البحث عن بديل للحرب.
هذا أو الطوفان.